معرض الكتب الصامتة.. قصة تتجاوز حدود الكلمات

  • 9/18/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

العين:منى البدوي افتتحت نورة الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، أمس، الدورة الثالثة من معرض الكتب الصامتة، الذي ينظمه المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، وتحتضنه دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، في مكتبة زايد المركزية في العين.ويستمر المعرض الذي جاء تحت شعار «اكتشف قصة تتجاوز حدود الكلمات!» حتى 18 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، حيث يتيح للجمهور الاطلاع على هذه النوعية من الكتب، ودورها المؤثر في تعزيز مساحة التفكير المشتركة بين جميع دول العالم.حضر الافتتاح مروة العقروبي، رئيسة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، وعبدالله ماجد آل علي، المدير التنفيذي بالإنابة لقطاع دار الكتب في دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي، وشيخة المهيري، مديرة إدارة المكتبات في دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي، وجمعة الظاهري، مدير مكتبة زايد المركزية، وعدد من العاملين في قطاع صناعة النشر، وممثلو وسائل الإعلام.ويسعى المجلس إلى استقطاب الجمهور والمهتمين وتعريفهم بالكتب الصامتة التي تمتلك قوة سردية بصرية كبيرة، تساعد على محو الأمية البصرية، أحد التوجهات الحديثة في العملية التعليمية والتربوية.وقالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسس والرئيس الفخري للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين: «يعد تنظيم المجلس للدورة الثالثة من معرض الكتب الصامتة تجسيداً لرؤية جوهرية تسعى إلى تقريب المسافات بين الأجيال الجديدة والمعرفة، وتعزيز الوعي بأثر الكتاب في تحقيق التحولات المحورية في المجتمعات، ونستند في المجلس إلى رؤية ثقافية متينة، بوصفه الفرع الإماراتي من المجلس الدولي لكتب اليافعين». وأضافت: «يحقق اهتمام المجلس بالكتاب الصامت واحداً من التطلعات التي يعمل لأجلها، فالكتب الصامتة تتجاوز حاجز اللغة، وتشرع أمام القراء نوافذ جديدة للاطلاع على مؤلفات من مختلف الثقافات والحضارات، الأمر الذي يجعلها وسيلة تعلمية وثقافية قادرة على الوصول للأطفال اللاجئين، وتعزيز فرص حصولهم على المعرفة ودعم تجربتهم في المطالعة والتعلق بالكتاب».وأشادت نورة الكعبي بجهود المجلس الإماراتي لكتب اليافعين في تنمية مهارات ومواهب الأطفال، وتعزيز علاقتهم بالكتاب من خلال مجموعة من المبادرات والفعاليات والمشاريع التي تثري أدب الطفل، وتزرع حب المطالعة في نفوس الأطفال.وأكدت الكعبي أن معرض الكتب الصامتة يساهم في تحفيز الإبداع، ويطلق العنان لخيال الأطفال والجمهور بهدف إيصال رسالة الأعمال الفنية بطريقة فريدة ومبتكرة، مشيرة إلى أن الفن البصري رسالة سامية تخترق القلوب، وتحمل في طياتها الكثير من القيم الإنسانية والصور الجمالية التي تعبر عما يجول في وجدان الفنان، وتترك للمتلقي مساحة ليعبرها بالشكل الذي يناسبه، كما أنها لغة عالمية مشتركة يفهمها الجميع، بغض النظر عن اللغة، أو الثقافة.وقال سيف غباش، وكيل دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي: «نؤكد من خلال استضافتنا لفعاليات النسخة الثالثة من معرض الكتب الصامتة حرص الدائرة على تحقيق رؤيتها المنسجمة مع توجهات الإمارات لتعزيز الواقع الثقافي، وتقديم كتب نوعية للأطفال، لا سيما الذين يعانون صعوبات في القراءة، إضافة إلى اطلاع الجمهور على هذه النوعية القيمة من الكتب التي ارتفع حجم الإقبال عليها، نظراً لقدرتها على مخاطبة القراء، مع منحهم المساحة الكافية لإطلاق العنان لمخيلاتهم لابتكار نصوصهم الخاصة، المستوحاة من الصور والرسومات المعروضة في الكتاب، كما أننا نفخر برؤية إصدارات لكتاب إماراتيين في هذا المعرض بما يسهم في إبراز مساهمة الإمارات في هذا المجال».وقالت شيخة المهيري، إن الهدف من المعرض تقريب الأطفال من الكتب الصامتة التي تتجاوز حاجز اللغة وتشرع الأبواب لخيال وإبداع الطفل، مشيرة إلى أن المعرض يتضمن أيضاً ورش عمل للمعلمين والرسامين والكتاب وطلبة المدارس من مختلف الفئات العمرية. مشاركات إماراتيات قالت ميثاء الخياط كاتبة ورسامة في مجال أدب الطفل: «إن المعرض يكسر حواجز اللغة، حيث يستطيع أي شخص من مختلف الجنسيات والفئات العمرية قراءة الكتاب الصامت الذي يعتمد على الرسومات».وأضافت: «شاركت في المعرض من خلال القصة الصامتة -حين تفتح كتاب-، وأعتقد أن تجربة إنتاج كتاب صامت أكثر صعوبة بالنسبة إلي من الكتابة التي تعتمد على اللغة في نسج الأحداث والوقائع، لأنها تعتمد على ربط الأحداث بالرسومات، وعلى قدرة المؤلف لإيصال القصة بطريقة سلسة ومفهومة، ما يتطلب أن يكون ذا ثقافة واسعة».وعبرت عليا الشامسي، فنانة وكاتبة إماراتية، عن سعادتها بالمشاركة في المعرض الذي يفسح المجال للمبدعين الإماراتيين للمشاركة والاطلاع على هذه النوعية من الكتب التي يتطلب تأليفها مستويات عالية من الإبداع والمهارات، مشيرة إلى أهمية المعرض في تحفيز الأطفال، ودفعهم نحو الفنون التي تفتح المجال لخيالهم ليصنع سيناريو للقصة من دون قيود على فكره.وقالت الشامسي: «أشارك في المعرض من خلال كتاب -ليل ونهار- ويتضمن قصة مستوحاة من الفولكلورين العربي والمكسيكي»، وأشارت إلى كتاب صامت جديد من تأليفها سيتم نشره خلال الفترة المقبلة حول الفولكلور الإماراتي، ويهدف إلى نشر الثقافة المحلية لدى شعوب العالم. ملتقى مكتبة زايد الثقافي تستضيف الكاتبة الإماراتية غاية الظاهري زوار المعرض في مجلسها الثراثي المحلي، الذي أنشأته في مكتبة زايد خلال عام «زايد الخير»، لتقوم من خلاله بتعريف الزوار من رواد المكتبة والسياح وطلبة المدارس والجامعات إلى الثقافة المحلية.وقالت الظاهري: «إن نشر الثقافة المحلية وتعزيزها في نفوس أبناء المجتمع المحلي يعتبر واجباً وطنياً وثقافياً، يسهم في تعزيز الهوية الوطنية وتأصيلها في نفوس الأبناء، وأيضاً تعريف شعوب العالم بثقافتنا الأصيلة وعاداتها وتقاليدها». أول مجموعة كتب صامتة إماراتية يطرح المعرض في دورته لهذا العام، 82 كتاباً صامتاً من 21 دولة عربية وأجنبية، منها 74 كتاباً قامت باختيارها الفروع الوطنية من المجلس الدولي لكتب اليافعين، و 8 كتب إماراتية تمت إضافتها من قبل المجلس الإماراتي، لتعتبر بذلك أول مجموعة كتب صامتة إماراتية، جاءت نتيجة الدعم الكبير من المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، الساعي إلى تطوير قدرات الفنانين والرسامين المتخصصين في إنتاج كتب الأطفال في الإمارات، وتشجيعهم لخوض غمار تجربة العمل على إصدار هذه الكتب، حيث نظم المجلس ورشة فنية لمجموعة من الرسامين الإماراتيين على هامش استضافة المعرض في عام 2017 فكانت حصيلة هذه الورشة، مجموعة الكتب الإماراتية المضافة إلى المعرض الحالي.وتتضمن قائمة الدول المشاركة كلاً من: الإمارات، إسبانيا، أستراليا، الأرجنتين، الأردن، البرازيل، الدنمارك، تركيا، سلوفينيا، فنلندا، السويد، ألمانيا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة الأمريكية، اليابان، إيطاليا، بلجيكا، فرنسا، كندا، هنغاريا، وهولندا.

مشاركة :