نظّم المكتب الإعلامي لحكومة دبي، أمس جلسة تدريبية حول الفهم الغربي للثقافة العربية في الوقت الراهن. وسبل تصويب الانطباعات الخاطئة التي كونها البعض في الغرب للعرب والمسلمين، مع تسليط الضوء على تجربة الإمارات الناجحة وما حققته من إنجازات في مجالات التعايش والتسامح والمساواة، وذلك في إطار البرامج التدريبية التي ينظمها المكتب الإعلامي لأعضاء «شبكة دبي للدبلوماسية الإعلامية والاتصال الاستراتيجي». وتحدث خلال الجلسة الدكتور مرهف جويجاتي، أستاذ العلاقات الدولية في أكاديمية الإمارات الدبلوماسية، والذي تناول المهمة الملقاة على مسؤولي الاتصال في تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة عن العرب في بعض دول العالم. وسبل تفعيل أساليب الدبلوماسية الإعلامية وأدوات الاتصال للتغلب على بعض المواقف التي قد تواجه مسؤولي الاتصال أو تعوق أداء مهامهم في توصيل الرسائل الأساسية، وبناء شبكة علاقات تخدم منظومة العمل الحكومي وتدعم أهدافها. وأكدت علياء الذيب، مديرة الاتصال الاستراتيجي بالمكتب الإعلامي لحكومة دبي: «اعتزاز المكتب بالتعاون المستمر مع أكاديمية الإمارات للدبلوماسية وكذلك ضمن هذه الجلسة التي تأتي في إطار الجهود المستمرة الرامية إلى صقل مهارات الاتصال لدى أعضاء الشبكة واطلاعهم على تجارب وأفكار تمكنهم من القيام بمهامهم على الوجه الأكمل. وبما يواكب حركة النمو السريع الذي تشهده دبي وما تطلبه من قدرة على نقل الصورة بكافة تفاصيلها بأسلوب يعكس حجم الإنجاز المتحقق والمدى المتقدم الذي وصلت إليه دبي في مختلف المجالات». وأوضحت الذيب: «أن الصورة المغلوطة لدى الغرب عن العرب والمسلمين جراء أحداث عديدة مرت بالمنطقة خلال العقود القليلة الماضية تعد من التحديات الكبيرة أمام بناء جسور التواصل التي تعين على توضيح الحقائق وإزالة الغموض أو سوء الفهم الذي يحيط ببعض المسائل المتعلقة بمنطقتنا وثقافتنا، وهي مسؤولية كبيرة يشارك في حملها القائمون على عمليات الاتصال. حيث يعد تصويب تلك القناعات الخاطئة عاملاً مؤثراً مهماً في نجاح عملية الاتصال بما يمهد له من القبول والانفتاح ويرسخ دعائم التسامح والتعايش الإيجابي الذي تضرب اليوم الإمارات أبرز أمثلته بمجتمع بات نموذجاً يحتذى للتعاون والتكامل من أجل البناء والتطوير والتنمية». أسباب وخلال الجلسة، تطرّق جويجاتي إلى أسباب سوء فهم الغرب للثقافة العربية والدين الإسلامي لاسيما في ضوء الآثار التي خلّفتها أحداث الـ11 من سبتمبر، ما أدى إلى ظهور مصطلح «الإسلاموفوبيا» . وتزايد مشاعر الكراهية والخوف من الإسلام والحكم المسبق على العرب والمسلمين في بعض المدن الأوروبية، واتهامهم بالعنف والإرهاب، ما يلقي بالمسؤولية على المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني لتحسين تلك الصورة لاسيما مع تصاعد هذه النبرة السلبية جراء ما ترتكبه بعض التنظيمات الإرهابية من جرائم باسم الدين. ولفت المتحدث إلى الخطوة الرائدة التي اتخذتها الإمارات بتأسيس مركز «هداية» لمكافحة التطرف، والذي يُعد مثالاً واضحاً على تبني استراتيجية وطنية لمواجهة التطرف، وتفعيل دور التعليم، وتعزيز مشاركة الشباب والدور الإيجابي للأسرة والمرأة والثقافة والوسطية الدينية، في مواجهة الأفكار الظلامية التي لا تمت للإسلام والمسلمين بأي صلة. كما لفت إلى المبادرة الإماراتية الأميركية لمحاربة الفكر المتطرف من خلال مركز «صواب»، الذي تأسس بجهد مشترك بهدف فضح جرائم التنظيمات الإرهابية وإيصال أصوات الملايين من المسلمين في جميع أنحاء العالم ممن يرفضون الممارسات الإرهابية والأفكار المضللة التي تروجها تلك التنظيمات المتطرفة. وأكد جويجاتي أن هناك مسؤولية مشتركة تقع على عاتق المؤسسات والأفراد من كافة فئات المجتمع في الدول العربية والإسلامية للعمل كسفراء لبلدانهم، وإظهار الطبيعة السمحة للإسلام والمسلمين مع ضرورة تفعيل الدور المؤسسي في توحيد الرسائل الإيجابية. وأشار إلى بعض الحملات المدفوعة من قبل بعض المؤسسات التي تمتلك أجندة خاصة لتشويه صورة العرب والمسلمين، والاستفادة من مشاهد القتل والدمار التي تخلفها المنظمات الإرهابية الدولية، للعب على مشاعر الغرب وتأجيج مشاعر الكراهية تجاه العرب، وهو ما يستدعي وجود وتعاون مؤسسات عربية أخرى على الأرض للعمل معاً من أجل نقل الصورة الحقيقية للإسلام خاصة في الولايات المتحدة وأوروبا. تدريبات تضمّنت الجلسة بعض التدريبات العملية بهدف تعزيز قدرات أعضاء الشبكة على التفكير الاستراتيجي وتوظيف الوعي التكتيكي عند وضع خطط واستراتيجيات الاتصال، لا سيما في حال تعرضهم لضغوط وتحديات تتطلب منهم المرونة وسرعة البديهة للتعامل مع المستجدات الطارئة بسرعة وكفاءة.طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :