جيبوتي تلتحق بمسار التقارب الخليجي مع دول القرن الأفريقي

  • 9/18/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

جدة (السعودية) - انضمت جيبوتي إلى استراتيجية الاستقطاب الخليجي التي تتزعمها كل من السعودية والإمارات لدول القرن الأفريقي، وذلك عبر الإشراف على المصالحات البينية بين الدول المتصارعة، فضلا عن توظيف الدبلوماسية الاقتصادية في إغراء هذه الدول بالسير على درب تحالف إقليمي أوسع. وحملت زيارة رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيلة إلى السعودية، الاثنين، بعد يوم من رعاية الرياض لاتفاق سلام تاريخي بين إثيوبيا وإريتريا، مؤشرا جديدا على نجاح السعودية والإمارات في توسيع دائرة المصالحات بين دول القرن الأفريقي، واستثمار الأجواء الإيجابية التي أنتجها هذا الاتفاق في التسريع ببناء تحالف استراتيجي بين هذه الدول وبين دول الخليج. وكان هذا الاتفاق قد تم إنضاجه عبر أسابيع من الزيارات المتبادلة ووعود الدعم التي قدمتها العاصمتان الخليجيتان لدول القرن الأفريقي لتشجيعها على المصالحة التي من شأنها أن تساعد على الاستقرار في هذه المنطقة، وهو أمر حيوي بالنسبة إلى دول الخليج التي غيرت من استراتيجيتها لتبحث عن بناء شراكات إقليمية ستستثمر من خلالها الدعم الاقتصادي لتأمين أمنها الإقليمي، فضلا عن المنافسة على مستوى التأثير في منطقة استراتيجية مثل القرن الأفريقي. وبحث العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، الاثنين، مع رئيس جيبوتي سبل التعاون والمستجدات الدولية. ووفق وكالة الأنباء السعودية (واس)، أجرى الجانبان في مدينة جدة جلسة مباحثات لاستعراض “العلاقات بين البلدين وآفاق التعاون الثنائي، إضافة إلى مناقشة آخر الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية”. وإسماعيل جيلة، هو ثالث رئيس دولة أفريقية يلتقيه العاهل السعودي خلال 24 ساعة. ويعتقد محللون أن الرياض وأبوظبي استطاعتا بذكاء تطويق خلافات معقدة بين الدول الأفريقية المعنية، فضلا عن إعطاء الأولوية للمصالح ذات البعد الاستراتيجي على الحوادث العرضية أو الخلافات الظرفية كالذي حدث بين الإمارات وجيبوتي بشأن اتفاق استخدام أحد الموانئ. Thumbnail وتعرف جيبوتي أن مزايا التقارب مع السعودية والإمارات ستكون مؤثرة بشكل إيجابي على المستوى البعيد ليس فقط في مساعدتها على الخروج من أزمتها الاقتصادية، ولكن أيضا في تسهيل اندماجها في تحالف إقليمي داخل القرن الأفريقي سيساعد دولا مثل إريتريا وإثيوبيا وجيبوتي والصومال على مواجهة التحديات الأمنية والتنافس الدولي على المنطقة بشكل جماعي. ويقول المحللون إن الخلاف التجاري بين الإمارات وجيبوتي يمكن حلّه بالطرق القانونية الدولية المعهودة، وإن نتيجة ذلك لن تعيق تعميق التعاون الثنائي أو بناء تحالف بين كتلتين متجاورتين جغرافيا، خاصة أن دول الخليج بدورها تبحث عن تثبيت نفسها منافسا جديا في استثمار المزايا التي يوفرها القرن الأفريقي كمنطقة عبور لجزء مهم من التجارة الدولية، فضلا عن بناء اتفاقيات أمنية لحماية أمنها القومي. ويشير هؤلاء إلى أن السعودية والإمارات نجحتا في وقت محدود بإحداث تغيير في التحالفات بالقرن الأفريقي وقطعتا الطريق على مساع قطرية وتركية وإيرانية للتمركز في المنطقة من خلال مساعدات محدودة وإدارة الحرب بين الدول المعنية بدل السعي لوقفها والتشجيع على السلام. ووقع رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد علي، والرئيس الإريتري إسياس أفورقي، الأحد، اتفاق سلام تاريخي في جدة. ويحول هذا السلام إثيوبيا وإريتريا إلى أرض لاستثمارات تملأ فراغا تركته خلفها إيران (في إريتريا) وقطر (في إثيوبيا)، ويحول منطقة القرن الأفريقي إلى منطلق لعمليات التحالف العربي في اليمن، ومنصة لتعزيز السعودية والإمارات نفوذهما بالمنطقة. ورحب رئيس جيبوتي باتفاق السلام التاريخي. ويرى مراقبون سياسيون أن التقارب الخليجي مع دول القرن الأفريقي، وفضلا عن بعده الأمني، فإنه سيوفر لدول أنهكتها الحروب، إضافة إلى محدودية إمكانياتها الاقتصادية، بدائل حقيقية لتطوير مجتمعاتها وبناء نماذج تنموية تراعي خصوصياتها المحلية بعيدا عن نموذج اقتصاد الحرب الذي ساد المنطقة لعقود. ويلفت هؤلاء إلى أن التقارب مع دول الخليج لا يرهن اقتصاديات تلك الدول لأي خيارات طويلة المدى، مثلما يجري مع دول كبرى تقيم قواعد عسكرية في المنطقة. كما أنه لن يهدد أمنها من خلال زرع نماذج طائفية أو دينية متشددة لاستخدام القرن الأفريقي كقاعدة خلفية لصراعات النفوذ مثل ما تقوم به إيران أو تركيا.

مشاركة :