"ذاتك".. منصة إلكترونية تحمل قضايا المرأة المصرية

  • 9/18/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة - بدأت فكرة أول متحف رقمي يحمل اسم "ذاتك" يروي قصة كفاح الكثير من النساء المصريات، قبل عشر سنوات، في عام 2008، عن طريق باحثة مصرية شابة تدعى ياسمين إبراهيم، لكن التجربة لم تتضح إلا في عام 2011، بعد أحداث ثورة يناير، لما أن قررت ياسمين تنظيم أول نشاط في هذا الاتجاه، وأثمر إبحارها في البحث عن اكتشاف كنوز نسائية مصرية لم تطبع أسماؤهن في كتب التاريخ. الجديد هو أن ما طرأ على المشروع من تطور، جعله منصة تضم مقتنيات مهمة تترجم تاريخ المرأة المصرية، فإذا قلبت في صفحات المتحف الإلكتروني، ستقع عيناك على صور لأبرز نساء في التاريخ، وتستطيع الاستمتاع بمشاهدة معرض فني للأزياء والإكسسوارات التقليدية المصرية. فضلا عن أنه يوثق للحرف اليدوية التراثية بجميع محافظات مصر، وبعض الفنون التي قاربت على الاندثار مثل فن “الفركة”، وهي منتجات نسيجية، وكذلك مواد فيلمية وتسجيلية لنساء في مهن اشتهر بها الرجال، كنفخ الزجاج وأعمال الزراعة والنجارة. وتروي ياسمين إبراهيم، بدايات فكرة تدشين هذا المتحف، لـ"العرب" قائلة، "سافرت في منحة دراسية إلى الولايات المتحدة الأميركية لدراسة المتاحف الرقمية، وكانت ورقتي البحثية بعنوان ‘التعبير عن الإسلاموفوبيا بالفن’، لمواجهة الخطر المتنامي من النظر إلى الإسلام من منظور إرهابي". وأضافت أنها لاحظت تشويه صورة المرأة وبتر دورها على كافة مناحي الحياة، وهو ما عززه الإعلام في ترسيخ صورة نمطية ضعيفة ومهمشة عن المرأة، والتقاعس عن القيام بدوره التوعوي بأهمية فاعلية النساء في محيطهن الجغرافي والحقبات الزمنية التي تواجدن فيها. وكان هذا الدافع الذي وقف خلف ياسمين للبحث عن نماذج لسيدات ملهمات، أو ما أطلقت عليهن “خارقات مجهولات”، لم يذكرهن التاريخ ولم يدعم مسيرتهن رغم ثراء أحداثها، وظلت فكرة إنشاء المتحف الرقمي تراودها. متحف "ذاتك" يضم ورشة عمل أفلام وثائقية لرفع الوعي بقضايا النساء، من خلال تدريب الفتيات على إنتاج الأفلام لكن عندما شاركت ياسمين في مؤتمر بإحدى جامعات السويد، لمناقشة دور النساء في الحياة السياسية، ما بين عامي 1800 و1900 اكتشفت أثناء البحث أنه لم يكن هناك توثيق حقيقي لدور نساء تلك المرحلة، والتوثيق بدأ بعد ثورة 1919 المصرية، تبعا لأهواء القائمين عليه، ما أفقده الإنصاف لدور المرأة، وهو ما كان الدافع وراء تدشين المتحف على شبكة الإنترنت في عام 2008، ليضم تاريخا وقضايا ومشاركات للمرأة على مر العصور. وبدأت سحابة طمس تاريخ المرأة تنقشع بحصولها على معلومات قليلة عن الأميرة نازلي فاضل، صاحبة أول وأهم صالون ثقافي في مصر، جمع كبار أعلام السياسة والثقافة في هذه الفترة الخصيبة، وعلى رأسهم سعد باشا زغلول، والشيخ محمد عبده وقاسم أمين. وكانت مناقشات الصالون النواة الأولى لظهور دعوات قاسم أمين بتحرير المرأة، وبرغم التأثير الذي أحدثه في الحياة الثقافية والحركات التحررية في مصر، لم يذكر الصالون إلا بشكل هامشي في مذكرات محمد فريد تلميذ مصطفى كامل. وفي رحلة البحث عن سيدات أخريات، قدمن لمجتمعهن مسيرة مشرفة تصلح مادة وثائقية لضمها للمتحف، عثرت ياسمين على أسماء مهمة للغاية مثل، زينب فواز مؤلفة أول رواية عربية عام 1899. وفي جولة تصفحية لـ"العرب" عبر المتحف، لوحظ أن المتحف الرقمي يوثق لتاريخ الزي المصري الذي تقوم على تصنيعه النساء، مع تبنّي عدة مبادرات من شأنها مؤازرتهن، مثل مشروعات فنية للتصوير، ومعرض زي لفن الأزياء على مر العصور، ضمن مشروع كبير يحمل عنوان “إبداعات النساء”، ما جعل المتحف مرجعا مهما للباحثين في مجال توثيق العمل والتاريخ النسوي. ومن جهة أخرى تسعى الفتاة العشرينية إلى ضم ما تبقى من مقتنيات لشخصيات نسائية عامة ومؤثرة، واستجابة لدعوتها تبرعت مؤخرا، حفيدة الفنانة المصرية الراحلة زوزو حمدي الحكيم، ببعض مقتنياتها الشخصية وأهمها مفرش كبير من الكورشيه كانت تقوم الفنانة بالاشتغال عليه أثناء استراحات العروض المسرحية. ولم يقتصر متحف "ذاتك" الإلكتروني على تقديم هذه النماذج فحسب، بل يضم ورشة عمل أفلام وثائقية تهدف لرفع الوعي بقضايا النساء المصريات، من خلال تدريب الفتيات على إنتاج الأفلام، وأهمها “تسلم إيديكي (يدك)” و”من الألم جاءت” و”تابوه”، لمناقشة قضايا نسائية شائكة تثقل كاهل النساء مثل ختان الفتيات وهروب الأزواج والمرأة المعيلة وعمل المرأة وانتشار الزواج المبكر في المجتمع المصري.

مشاركة :