الرياض – قال صندوق الاستثمارات العامة السعودي أمس إنه اتفق على استثمار أكثر من مليار دولار في شركة لوسيد موتورز لإنتاج السيارات الكهربائية. وذكر أن الصفقة ستوفر التمويل اللازم من أجل الإطلاق التجاري لأول سيارة كهربائية من إنتاج الشركة وهي لوسيد أير بحلول عام 2020. وأوضح الصندوق أنه وقع اتفاقية استثمارية لاستثمار المبلغ مع شركة لوسيد من خلال كيان ذي غرض خاص مملوك بالكامل للصندوق السيادي السعودي. ويرى محللون أن الصفقة تنسجم مع استراتيجية الاستثمارات العالمية التي يقودها الصندوق لتنويع الاستثمارات والتركيز على الشركات التكنولوجية الصاعدة لتحقيق أعلى الإيرادات والسعر لجذب التكنولوجيا إلى البلاد في المستقبل. ويملك الصندوق حصة تقارب خمسة في المئة من شركة تسلا الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية، ويعد الاستثمار في لوسيد تحولا في رهان السعودية على تسلا التي تحاول جمع تمويل لتوسيع برامج الإنتاج. وحاول إيلون ماسك مؤسس شركة تسلا إقناع صندوق الاستثمارات العامة بالمشاركة في إلغاء إدراج الشركة عبر شراء جميع أسهمها المتداولة لكنه لم ينجح في ذلك وهو ما أدى إلى إلغاء الفكرة. وبذلك ستظل تسلا مدرجة في البورصة لكن القرار يثير تساؤلات بشأن مستقبلها في ظل تأخر برامج الإنتاج وتصاعد تساؤلات المستثمرين بشأن قدرة ماسك على توجيه الشركة نحو تحقيق الربحية بعد أن سجلت خسائر كبيرة. وذكر الصندوق في بيان أن لوسيد تخطط “لاستخدام هذا التمويل لإتمام عمليات التطوير الهندسية، إضافة إلى إجراء الاختبارات اللازمة، وإنشاء مصنع للشركة في ولاية أريزونا الأميركية، والبدء بإنتاج السيارة لوسيد أير استعداداً للطرح العالمي واستراتيجية الشركة في البيع بالتجزئة ابتداء من أسواق أميركا الشمالية”. وقال متحدث رسمي باسم الصندوق “إن استراتيجية محفظة الاستثمارات العالمية للصندوق تهدف إلى تعزيز وتقوية أداء الصندوق كمساهم فاعل ونشط في الاقتصاد الدولي، وتوطيد مكانته كجهاز استثماري يساهم في القطاعات التي ستشكل ملامح المستقبل”. وأضاف أن الصندوق يسعى لأن يصبح الشريك المفضل في الفرص الاستثمارية العالمية، وأن هذه الصفقة في لوسيد موتورز هي إحدى أبرز الدلالات على ذلك التوجه. وتتمثل رؤية الشركة، التي تتخذ من وادي السيليكون مقراً لها، في دعم التوجه العالمي لتبني الطاقة المستدامة عبر تصنيع سيارات كهربائية متطورة، وتتشارك لوسيد مع الصندوق في الرؤية الهادفة إلى تأسيس شركة صناعة سيارات كهربائية فاخرة. وتنص الاتفاقية على استمرار التعاون بين الطرفين لتنفيذ استراتيجية فعّالة تمكن الشركة من طرح سياراتها الكهربائية في السوق في أقرب وقت ممكن، وذلك في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها سوق السيارات على الصعيد العالمي. وقال بيتر رولينسون مدير التقنية التنفيذي في شركة لوسيد إن “الدمج بين مختلف التقنيات الجديدة يعيد حالياً تشكيل قطاع صناعة السيارات، إلاّ أنّ منافع هذا الدمج لا زالت غير محققة بالكامل، وهذا ما يبطّئ الوتيرة التي يمضي بها العالم في تبني وسائل النقل والطاقة المستدامة”. وأضاف أن لوسيد “تعمل على إظهار كامل القدرات التي تتمتع بها المركبات الكهربائية، والمساهمة في دفع هذه الصناعة إلى الأمام”. يذكر أن صندوق الاستثمارات العامة قام خلال الأشهر الاثني عشر الماضية بوضع استثمارات كبيرة في مشاريع الطاقة المتجددة وإنشاء وتطوير شركات إعادة التدوير وخدمات كفاءة الطاقة.
مشاركة :