قال مركز الأزهر العالمي للفتوى، إنه فيما ورد بالكتاب والسُنة النبوية الشريفة، أن الهجرة النبوية الشريفة تُعَلِّمُنا أن العناية الربانية إذا أحاطت بالعبد فإنه لا خوفٌ عليه في الدنيا ولا في الآخرة.وأوضح «مركز الأزهر» خلال صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه حين هاجر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج من بين الكفار دونَ أن يرَوْه، وحينما دخل الغار أعمى أبصارَهم عنه وعن صاحبه، حتى أَشْفَقَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه مِنْهُمْ، فَقَالَ له رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا» الآية 40 من سورة التوبة.وأضاف أن من صور عناية الله تعالى بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبي بكر الصديق في الهجرة أنه حينما اتَّبعهما سراقةُ بنُ مالكٍ يريد الظفرَ بهما حيَّيْنِ أو ميِّتَيْنِ تدخَّلت العنايةُ الإلهيةُ فساختْ أقدامُ فرسِه في الرمال حتى أدرك أنه لا طاقةَ له بهما فطلب الأمان.وتابع: ومن صور عناية الله تعالى بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبي بكر الصديق في الهجرة أن سخَّرَ الله عز وجل للنبيِّ صلى الله عليه وسلم وصاحبه دليلَهما المُشرك في الصحراء المُقفرة عبدَ الله بنِ أُرَيقِط فلم يدُلَّ عليهما، وفجَّرَ لهما ضرع شاةٍ هزيلة مريضةٍ باللبن فشرِبا وارتوَيا، وهكذا ينبغي أن تكون الهجرة، تكونُ من الخوف من الخلق إلى الخوف من الخالق، ومن الاعتماد عليهم إلى الاعتماد عليه، ومن الثقة بهم إلى الثقة به والتوكل عليه، وصدق القائل: «وإذا العنايةُ لاحظَتْكَ عيونُها ** نَمْ؛ فالمخاوفُ كُلُّهُنَّ أمانُ».
مشاركة :