انطلقت أمس، المرافعات الختامية لفرق الدفاع عن المتهمين الأربعة في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري أمام غرفة الدرجة الأولى في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مع فريق الدفاع عن المتهم سليم عياش. وتفاجأ فريق الدفاع عن عياش «بكلام الادعاء عن سوء العلاقة بين الحريري والنظام السوري»، سارداً وقائع العلاقة منذ «الطائف». وتوقف عند «عدم استدعاء الادعاء شهوداً حضروا اللقاء العاصف بين الرئيس بشار الأسد والحريري»، منتقداً «الاكتفاء بشهادات سياسيين لبنانيين كل منهم أخبر رواية مختلفة عن الأخرى». وأكد أن «العلاقة التي ربطت الحريري بالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله هي علاقة احترام». وقال محامي الدفاع عن المتهم عياش إميل عون: «استناداً إلى استنتاجات وافتراضات غير مثبتة ومغالطات واقعية، يقترح الادعاء أن هناك علاقة ترابط بين السياق السياسي ونشاط شبكة الهواتف خلال الفترة ذات الصلة والادعاء فشل في إثبات الترابط المزعوم. وبدلاً من ذلك عمل من خلال الأدلة السياسية في جزء كبير منها على تشتيت الانتباه عن المسائل الحقيقية المعروضة على الغرفة. كما حاول ربط الأدلة السياسية بالادعاء الوارد في الفقرة 49 من القرار الاتهامي بأن المتهمين هم من مؤيدي «حزب الله»، ومع ذلك فإن الاستدلالات التي يسعى إليها الإدعاء تذهب إلى أكثر من مسألة تأييد المتهمين لـ «حزب الله»، مع العلم أيضاً أن القرار الاتهامي لا يشير لا من قريب ولا من بعيد إلى الدور السوري في لبنان آنذاك وليس هناك أي ذكر لأي من المسؤولين السوريين». «علاقة الحريري بالنظام السوري» وقال: «بالنسبة إلى موضوع علاقة الحريري بالسوريين، حاول الادعاء أن يشير إلى أن الحريري كان خصماً لسورية وهذا زعم لا يمت للواقع والحقيقة والتاريخ والأدلة في هذه القضية بصلة، فمنذ اتّفاق الطائف وإطاحة رئيس الحكومة الانتقالية ميشال عون في تشرين الأول(أكتوبر)1990 دخل لبنان العصر السوري، وكان السوريون يتدخلون في الشؤون السياسية اللبنانية ويسمون رؤساء الجمهورية والحكومة والمجلس النيابي وغيرهم، وسمي الحريري رئيساً للوزراء عام 1992 من بوابة دمشق، وفق تعبير الصحافي شارل أيوب الذي قال الكلام في حضور الحريري ورستم غزالي، وأضاف موجهاً الحديث إلى الحريري أن الرئيس الحريري كان على موعد مع الرئيس حافظ الأسد وعندما عاد الحريري من الموعد المذكور قال أصبحت رئيساً للحكومة». وأشار إلى «رقم بينة وهي تسجيل لاجتماع حصل بين الحريري وغزالي وأيوب». وزاد: «تباعاً جرى الشيء نفسه مع الرئيس إميل لحود الذي أصبح رئيساً للجمهورية عبر البوابة السورية وكان السوريون خلال وجودهم في لبنان يلعبون دور ضابط الإيقاع لدى الطبقة السياسية الحاكمة المتخاصمة في ما بينها لإرساء نوع من التوازن بين الفرقاء السياسيين الذين اعتبروا أنفسهم جميعاً أصدقاء للحكم السوري». وأَضاف: «يعتبر المدعي العام في مذكرته الختامية أن التمديد للحود عام 2004، كان تدخّلا سورياً في الشؤون اللبنانية. ألا ينطبق المنطق نفسه على تسمية الحريري رئيساً عام 1992. وفي كل مرة كان يعين فيها رئيساً للحكومة ألم يكن يستحصل على الرضا من البوابة السورية؟ ألم يقل الحريري لوزير الخارجية وليد المعلم في 5 شباط(فبراير) 2005 أنه لا يقبل أن يصبح رئيساً للحكومة إلا إذا طلب منه ذلك الرئيس الأسد على رغم أي ضغط دولي أو نتيجة لأي انتخابات؟» وقال المحامي عون: «بعد 7 سنوات كانت هذه هي المرة الأولى التي علمنا فيها من خلال الادعاء ومذكرته الختامية أن حزب الله قتل الحريري بسبب رغبته في الحفاظ على الوضع الراهن». وأَضاف: «من دون أي إشعار مسبق أشار الإدعاء إلى زعم جديد وهو أن المتهمين وبحكم تأييدهم لحزب الله حصلوا على الموارد اللازمة لتنفيذ الهجوم وكالعادة لم يقدم الادعاء أي دليل على ذلك». وقال: «يزعم الادعاء في المذكرة الختامية أن نصرالله أقر بأن الشبكة الخضراء السرية هي شبكة تابعة لحزب الله يستخدمها جهازه الأمني. هذا الزعم خاطئ، بالعودة إلى المؤتمر الصحافي لنصرالله في 9 آب(أغسطس) 2010 لم يذكر أي شبكة هواتف لكنه أشار فقط إلى أن الحزب لديه مجموعة تتبع عملاء إسرائيليين». ولفت إلى أن «مقاربة الادعاء للسياق السياسي في لبنان جاءت ناقصة ومنحازة، ويذكر في مذكراته الختامية للمرة الأولى أن الحريري قتل على يد الجانب المؤيد لسورية وبالتحديد حزب الله. وبيَّنا في مذكرتنا الختامية أن الرجلين كانا يتبادلان الاحترام العميق وكان أصر الحريري على أن يشارك شخصياً في المفاوضات التي أدت إلى استعادة جثمان الشهيد هادي حسن نصرالله وعندما كان يزور الحريري الضاحية للقاء نصرالله كان يقوم بذلك من دون المستوى المعتاد من المرافقة الأمنية لأنه كان يثق بأمن حزب الله. والمرجع هو مصطفى ناصر في المحضر 10 نيسان(أبريل) 2015». وسأل: «ألم يقل الحريري لنصرالله أنه إذا فاز في الانتخابات فإنه يثبت بقاء سلاح المقاومة حتى توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل؟». وقال: «بالنسبة إلى القرار 1559، ألم يقل الحريري أنه سيقطع أصابعه العشرة ولن يوقع على بيع دم المقاومة وهو كان من أول مقاتلي المقاومة عندما كان طفلاً؟». الود بين نصرالله والحريري وقال: «بعد كل ما ورد أسأل الادعاء كيف كان الحريري يشكل تهديداً لحزب الله وللستاتيكو القائم في 2005؟ ويغيب عن هذه الأدلة السياسية، التي قدمها الادعاء أي دليل ملموس على وجود دافع لحزب الله أو سورية لقتل الحريري، بدلاً من ذلك تظهر الأدلة علاقة ودية وتعاونية بين الحريري ونصرالله وحوار مع سورية حول قضايا مختلفة، في حين أن العلاقة مع سورية لم تخل من المد والجزر لكنها لا ترتفع إلى المستوى لدعم التلميحات الغامضة للدافع غير الشخصي لقتل الحريري». ولفت إلى أنه «بالنسبة إلى موضوع اتهام حزب الله بالإرهاب، لا يستطيع المدعي العام أن يتهم حزب الله بالإرهاب لا مباشرة ولا غير مباشرة. لا مدع عام ولا محلل اتصالات ولا رئيس دولة عظمى غريب الأطوار ونرجسي النزعة ولا رئيس دولة يسعى إلى إعادة أمجاد الماضي البعيد، لأن حزب الله وبكلمتين هو أيقونة المقاومة شاء من شاء وأبى من أبى وهو المدرسة الحديثة التي تلقن أي محتل دروساً طويلة لا تنسى. نعم يصبح حزب الله إرهابياً في حالة واحدة عندما نعود ونغير كتب التاريخ ونجعل من ونستون شرشل إرهابياً ومن شارل ديغول إرهابياً ومن جمال عبد الناصر إرهابياً ومن ميشال عون إرهابياً». وسأله راي عن كلمة «مدرسة» هل يمكنك أن تستخدم كلمة مختلفة؟، فأجابه عون: «هي مدرسة في المقاومة وتعلم المقاومة». وتطرق إلى وقائع تظهر أن عياش ذهب إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج مطلع 2005. وقال عون: «تكهنات الادعاء تبقى من دون دليل وهي أن شخصاً مجهول الهوية، استخدم جواز سفر عياش بسهولة وسافر مكانه من لبنان إلى المملكة». وذكر أن «الشاهد إبراهيم عيتاني المدير التنفيذي لهيئة شؤون الحج في لبنان التي تعنى حصرياً بشؤون الحج إلى المملكة بيَّن بالتفصيل المسار الدقيق والجدي لعملية اختيار الحجاج عام 2005». وقال: «لم تبلغ هيئة الحج في 2005 الأمن العام عن أي عملية تزوير».
مشاركة :