استعرضت المحامية والناشطة الحقوقية اليمنية، هدى الصراري، في ندوة عقدت في الأمم المتحدة بجنيف، انتهاكات ميليشيا الحوثي في الحديدة، وذلك ضمن أعمال الدورة 39 لمجلس حقوق الإنسان. وأكدت الصراري أن ميليشيا الحوثي تتعمد تخريب البنية التحتية للخدمات؛ حيث حفرت أكثر من 150 خندقًا في شوارع مدينة الحديدة والخطوط المؤدية إلى المدينة بعمق 10 أمتار، وبعرض لا يقل عن 5 أمتار على امتداد الشوارع الإسفلتية، وصاحب ذلك تخريب شبكات المياه والصرف الصحي وخطوط الكهرباء في معظم شوارع المدينة. وأضافت هدى الصراري أن الميليشيات أخذت عشرات الآلاف من الأسر كدروع بشرية، الأمر الذي تحرمه المواثيق الدولية والمحلية كافة، ويظهر ذلك من خلال إدخال الأسلحة الثقيلة كمدافع الهاون والكاتيوشا وغيرها في الأحياء السكنية، واعتلاء المباني الحكومية والعمارات السكنية المرتفعة وتخزين الأسلحة فيها وصعود القناصة على أسطح تلك المباني، مما أثار الهلع في قلوب المواطنين ودفعهم للنزوح الاضطراري وترك منازلهم والبحث عن مأوى آمن في مناطق ومحافظات أخرى. وأوضحت أنه في مديريات حيس والخوخة والتحيتا والدريهمي، يتعرض المواطنون (نساء وأطفال وشيوخ)، شبه يوميًا لقصف متعمد بالهاون والكاتيوشا والمدفعية من قبل ميليشيا الحوثي، مما يجعل المواطنين يعيشون حالة من الهلع والخوف الدائم. وطبقًا للأرقام والإحصائيات الأولية التي توصل إليها فريق تحالف، تم رصد بمحافظة الحديدة (226) مدنيًا قتلوا خلال النصف الأول من العام الجاري، بينهم (46) طفلًا و(49) امرأة، فيما أصيب (164) آخرون، بينهم (39) طفلًا و(30) امرأة، وتدمير (75) منشأة خاصة ما بين منازل وسيارة وغيرها، وتضرر (46) منشأة عامة توزعت بين مرافق صحية وتعليمية ومرافق خدمية ومقرات حكومية وخزانات مياه عامة. وتناولت الصراري ما سجله فريق تحالف بمحافظة الحديدة خلال الفترة ذاتها من 102 حالة اختطاف واختفاء قسري وتعذيب تعرض لها مدنيون، بالإضافة إلى حالة وفاة تحت التعذيب داخل سجون ميليشيا الحوثي المسلحة. وبينت أن مديرية الدريهمي التي لا تزال تحت قذائف الموت حتى هذه اللحظة، قد كان نصيبها أكثر من غيرها؛ حيث زرعت ميليشيات الحوثي الألغام على محيط مركز المديرية من كل الاتجاهات، كما اختلت أسطح بعض المنازل والمباني العامة ووضعت القناصة عليها، كما حاصرت السكان المدنيين من نساء وأطفال ومنعتهم من النزوح والبحث عن مكان آمن. وأضافت أنهم كانوا في مواجهة الموت المتعدد إما بالألغام التي زرعتها الميليشيا حول مركز المدينة، أو بالقصف المتعمد بأسلحة متعددة أو بالقنص؛ حيث تشير البيانات إلى أن (139) مواطنًا تعرضوا للقتل والإصابة من الألغام التي زرعتها ميليشيا الحوثي، وأن عدد القتلى (62) بينما بلغ عدد المصابين (77) منهم (69) من نساء وأطفال، كان آخرها استهداف أطفال ونساء بنى دحفش؛ حيث استهدفت السيارة التي كانت تقل ثلاث أسر مجموع أفرادها 21 شخصًا، منهم (16) طفلًا و3 نساء ورجلين عند محاولتهم النزوح من قرية دحفش بالدريهمي هربًا من الحصار والقصف. وأكدت أن المدنيين يتم محاصرتهم ولم تتمكن المنظمات الإغاثية الدولية من الوصول إلى تلك المديريات، أما المنظمات الإغاثية المحلية فمحرم عليها دخول المحافظة بعد أن نهبت مقراتها وصادرت ممتلكاتها واعتقلت موظفيها ميليشيا الحوثي من وقت مبكر. وأضافت أن محافظة الحديدة شهدت أكبر موجة نزوح خاصة خلال الشهرين الماضيين؛ حيث بلغ عدد النازحين منها إلى محافظات أخرى بينها (تعز، عدن، إب، صنعاء، مأرب) نحو (5) آلاف أسرة، غير أن الموت ظل يطاردهم إلى داخل مخيمات النزوح في تلك المحافظات، ومن لم يمت جوعًا مات بقنبلة يدوية أو عبوة ناسفة على يد مجهولين مثلما حدث في العاصمة المؤقتة عدن. وأشارت إلى أن من كتب له الحياة من أولئك النازحين الهاربين من الموت والجوع وغلاء المعيشة، وجد نفسه عرضة لابتزاز وجشع سائقي سيارات الأجرة ومكاتب العقارات وأصحاب البيوت وتجار التجزئة، على غرار ما حصل مع النازحين إلى محافظتي "صنعاء" و"إب" وغيرها من مناطق سيطرة ميليشيا الانقلاب، مما اضطر معظم تلك الأسر النازحة إما للعودة إلى مدينة الحديدة أو افتراش الأرصفة والشوارع في تلك المحافظات التي نزحت إليها.
مشاركة :