الشارقة: «الخليج»تقف البشرية على عتبة تحول هائل في المعلومات التي أدت إلى ظهور «الذكاء الاصطناعي»، الذي سيحدث بدوره ثورة في عالم التكنولوجيا وإدارة العالم من حولنا، وبين شد وجذب بين المطورين والعلماء حول الجدوى من الذكاء الاصطناعي تارة، وخطورته الشديدة على مستقبل البشرية تارة أخرى، أوضح عدد من العلماء والخبراء والمسؤولين، وجود عقبات عدة تحول دون إطلاق العنان لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، بسبب البيانات التي يمدها بها البشر حالياً، وذلك لأسباب أهمها الأمن والسرية، ولخص العلماء هذه العقبات الخطيرة بعبارة «بيروقراطية البيانات».في ظل نظم تداول المعلومات الحالية التي تحكم العالم، هناك بروتوكولات متفق عليها، وأهمها عدم تداول كل المعلومات لما تحظى به بعضها بأهمية أمنية واستراتيجية بالغة، ولأن نظم الذكاء الاصطناعي الحالية لا تزال قائمة على تزويدها بمختلف البيانات، فإن نظم تداول المعلومات الحالية تقف عائقًا أمام تلك عملية إتمام خوارزميات البيانات، وتهدد تقويض إمكانات الذكاء الاصطناعي في عدد من المجالات الواعدة. يُنتظر من الذكاء الاصطناعي، حل مشكلات الحياة كافة للإنسان، وأصبحت الحكومات تقف وراء ذلك بكل قوة وإصرار وعزيمة.وتعد تكنولوجيا «الشبكات العصبية»، واحدة من أكثر الأنماط الواعدة لتقنيات الذكاء الاصطناعي. يتم تشكيل هذا النموذج من التعلم الآلي بشكل كبير وفقًا لمبادئ البنية العصبية للدماغ البشري ولكن على نطاق أصغر بكثير. يستخدم عدد من المنتجات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، الشبكات العصبية لاستنتاج الأنماط والقواعد من كميات كبيرة من البيانات التي ينبغي أن يتم إمدادها لتلك الشبكات من دون شروط.تحتاج أنظمة الذكاء الاصطناعي إلى الكثير من البيانات لتعمل، لكن القطاعات الحكومية في مختلف الدول وحتى المتقدمة عادة لا تملك البنية التحتية للبيانات المناسبة لدعم التعلم الآلي المتقدم، وعلى الرغم من وجود وسائل رقمية متطورة لتخزين وتداول المعلومات منذ أكثر من عقدين، لا يزال بعض البيانات مخزنًا في أرشيفات تقليدية أو رقمية بلا اتصال بالإنترنت، وبالتالي فإن البيانات تُدفن في بحر من البيروقراطية، ففي أكثر الأحيان تطلب الإدارات الحكومية المختلفة أذوناً وتصريحات خاصة، ليتم الوصول إلى البيانات حتى ولو كانت قليلة الأهمية، ما يعيق بشكل رئيسي تدفق كل أنواع البيانات إلى أنظمة الذكاء الصناعي.
مشاركة :