أعلنت حركة «حماس» أنها ستمضي قدماً في مسار التهدئة مع إسرائيل، التي لا يمكن «رهنها» بمسار المصالحة «المتعثر»، في وقت تتلمس الطريق لإيجاد «حلول إبداعية» لـ»8 تحديات» تعترضها والفصائل الفلسطينية. وقال رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية إن مسيرة العودة وكسر الحصار «لن تتوقف حتى تحقق أهدافها، وفي مقدمها إنهاء الحصار كلياً عن قطاع غزة»، فيما حض رئيس المكتب السياسي السابق خالد مشعل على البحث عن «حلول إبداعية». وأكد هنية، خلال المؤتمر العلمي الدولي الأول «حماس في عامها الثلاثين– الواقع والمأمول» الذي عقد في مدينة غزة أمس، بمشاركة قيادات من الحركة، وممثلين عن الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية ونواب، وأساتذة جامعات ونخب سياسية ومجتمعية، أن «شعبنا لن يقبل بأرباع الحلول، ولا بأنصافها، حتى رفع الحصار كلياً عن غزة». وشدد هنية في حديثه عن «الواقع» على أن «أي تفاهمات لإنهاء الحصار لا يجب أن تكون بثمن سياسي، ولا جزءاً من صفقة القرن، ولا بفصل الضفة عن غزة»، مؤكداً أن «لا مساومة على سلاح المقاومة». وزاد: «نمشي بقوة ومن دون تردد لإنهاء الحصار، ولا يمكن رهن وضع أهلنا في غزة بتحقيق المصالحة ما دامت متعثرة». ورأى أن «حماس بلغت النضج، فهي حركة متحركة ترى أخطاءها وتسمع غيرها وليست منغلقة على نفسها، ولم تعد شأناً فلسطينياً، وتضامن العالم مع قطاع غزة يؤكد أنها ليست مجرد حركة داخلية». ورأى أن هذا المؤتمر، الذي ينعقد بعد 25 سنة على توقيع اتفاق «الحصاد المر» أوسلو، «لن يغرق بهذا الاتفاق، بل سيضيء الطريق لاستراتيجيات تتحرك فيها فصائل العمل الوطني والإسلامي». وشدد على أنه «لا يوجد لنا أعداء على الساحة الفلسطينية، فعدوّنا هو الاحتلال الإسرائيلي، ويجب الاستمرار في بناء منظومة القوة التي تحمي مشروع المقاومة الشاملة ضد الاحتلال، فنحن نتحرك في عالم لا يحترم إلا القوي». وفي ما يتعلق بالمصالحة، دعا هنية إلى «العمل على بناء وحدة وطنية فلسطينية حقيقية قائمة على احترام مبدأ الشراكة، واحترام الاتفاقات الموقعة، وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني في مستوياته الثلاث: البرنامج الوطني، ومؤسسات السلطة، والمرجعية القيادية لمنظمة التحرير». وجدد التزام الحركة «العمل بكل الوسائل والسبل المتاحة لتحرير الأسرى من سجون الاحتلال». وفي معرض حديثه عن «المأمول» من الحركة، قال مشعل إن «هناك 8 تحديات يؤمل من قيادة حماس والفصائل في الداخل والخارج البحث عن حلول إبداعية ودقيقة وشجاعة لها». وفي كلمة ألقاها أمام المشاركين في المؤتمر من الدوحة، أكد مشعل أن «التحدي الأول يتمثل في صناعة نقلة كبرى جديدة في مشروع المقاومة والمواجهة الكبيرة لتحرير فلسطين، يتحمل أعباءها كل شعبنا في غزة والضفة والشتات، على مستوى الجغرافيا والوسائل والأدوات والفن، وأن تختصر هذه النقلة علينا الطريق وتقرّبنا من الهدف». وقال إن «التحدي الثاني، يتلخص في إدارة استراتيجية دقيقة وفعالة لأربعة ملفات، هي معركة القدس ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية، ومعركة عودة اللاجئين والنازحين إلى أرض الوطن، ومعركة مواجهة الاستيطان وسرقة الأرض، ومعركة تحرير الأسرى»، مشدداً على «أننا نريد إدارة استراتيجية تحقق النصر الحاسم في كل هذه الملفات». ورأى أن «التحدي الثالث، هو مسؤولية القيادات اليوم أن توجِد مخرجاً إبداعياً للانقسام، مستندة إلى ثوابت شعبنا وحقوقه الوطنية، فلا بدّ من أن ننهي الانقسام، ونعيد بناء المشروع الوطني الفلسطيني، وتعريفه وفقاً لأهدافه واستراتيجيته، وليس بالبحث عن مرجعية جديدة». وشدد على أن التحدي الرابع يتمثل في «إعادة بناء منظمة التحرير، وإعادة تعريف دور السلطة الفلسطينية، وأن تفتح المنظمة أبوابها أمام الكل الفلسطيني، وألا تبقى لجهة معينة فقط». وزاد: «أما التحدي الخامس، فيتمثل في تجديد الفكر السياسي الفلسطيني، وليس فكر حماس فقط، ليواكب تطورات الصراع ومستجداته، ومعطيات كل مرحلة، فيقوم على قواعد راسخة تجمع بين الوعي والفعالية». وأشار مشعل إلى أن «التحدي السادس يتمثل في الجرأة في التغيير والتجديد داخل الفصائل والقوى الفلسطينية، وتجديد دور شبابها، وتعزيز روح الديموقراطية الحقيقية داخلها، تخلصاً من خطر الشيخوخة، واستيعاب جيل الشباب وإعطائهم الفرصة، وتعزيز دور المرأة في ساحة النضال والسياسة». وأضاف أن «التحدي السابع هو أن نضاعف جهودنا من أجل استعادة مكانة قضيتنا وأولويتها على أجندة أمّتنا، التي كانت القضية الأولى، لكنها لم تعد كذلك على الأجندة السياسية وأجندة الأنظمة، نظراً إلى ما تمر به المنطقة». واعتبر مشعل أن «التحدي الثامن يتمثل في إحداث اختراقات مؤثرة في الساحة الدولية وملاحقة الاحتلال في كل الساحات والمنابر». وقال: «نريد اختراقاً أوسع وأكثر فاعلية وتأثيراً من خلال تعظيم أوراق القوى بأيدينا، وحسن مخاطبة العالم بتوظيف طاقاتنا وأصدقائنا، وليس عبر الاستجداء والمساومة وتقديم تنازلات سياسية».
مشاركة :