أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، التزام بلاده وحرصها على التوصّل إلى الحقيقة، مشدداً على ضرورة تعزيز العلاقات المصرية ـــ الإيطالية في مختلف المجالات، فيما أبلغ رئيس مجلس النواب الإيطالي روبرتو فيكو الرئيس المصري تطلّعه الى سرعة تسوية قضية مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، على نحو يساهم في دفع العلاقات بين البلدين وتعزيز التعاون المشترك. وعُثر على جثمان الطالب الإيطالي الذي كان يُعد دراسة عن النقابات العمالية في مصر، في مطلع فبراير (شباط) من العام 2016، على طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوي المتاخم للعاصمة، بعدما اختفى في 25 كانون الثاني (يناير) من العام نفسه. ووجدت جثته وقد بدت عليها آثار تعذيب شديد. واستقبل الرئيس المصري رئيس مجلس النواب الإيطالي، في حضور رئيس مجلس النواب المصري الدكتور علي عبدالعال، والسفير الإيطالي في القاهرة. وقال الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي، إن اللقاء تناول قضية الباحث ريجيني، وأكد الرئيس السيسي حرص مصر على التوصل إلى الحقيقة، والتزام السلطات المصرية الشفافية الكاملة مع الجانب الإيطالي والتعاون من النيابة العامة مع نظيرتها الإيطالية، وكذلك توجيهاته بتذليل أي عقبات أمام التحقيقات الجارية بهدف تسوية القضية والتوصل إلى الجناة وتقديمهم إلى العدالة. وأعرب رئيس البرلمان الإيطالي عن تقدير بلاده لما أشار إليه الرئيس السيسي، والإرادة القوية لدى مصر للتوصل إلى الحقيقة التي يبحث عنها الجانبان، مشدداً على ضرورة القبض على مرتكبي الجريمة من خلال تعاونهما المشترك، ما سيكون له بالغ الأثر الإيجابي لدى الرأي العام الإيطالي. وأفاد السفير بسام راضي بأن الرئيس السيسي رحب برئيس البرلمان الإيطالي، مشيراً إلى حرص مصر على تكثيف التعاون مع إيطاليا في مختلف المجالات على نحو يعكس العلاقات والروابط التاريخية بين شعبي البلدين، معرباً عن التطلع إلى توثيق العلاقات البرلمانية وتكثيف الزيارات المتبادلة بين المسؤولين من الجانبين، حيث تُعد زيارة رئيس البرلمان الإيطالي الحالية رابع زيارة إيطالية عالية المستوى إلى القاهرة خلال أقل من شهرين، مشيراً إلى ما تمثله تلك الزيارات من فرصة جيدة لدفع التعاون الثنائي وتبادل وجهات النظر على مختلف الأصعدة. وأعرب رئيس البرلمان الإيطالي عن سعادته بزيارة مصر ولقاء الرئيس السيسي، مؤكداً العلاقات التاريخية والممتدة بين مصر وإيطاليا. وأشار إلى تطور التعاون بينهما خلال الفترة الأخيرة، خصوصاً في المجالين الاقتصادي والتجاري، معرباً عن تطلعه إلى تكثيف التعاون المشترك في المجال البرلماني بما يساهم في تعزيز العلاقات الثنائية ودفعها إلى آفاق جديدة. وكشف راضي أن اللقاء تطرق إلى عدد من الملفات الأخرى ذات الاهتمام المشترك، خصوصاً ملف الهجرة غير الشرعية، حيث أكد الرئيس السيسي أن مصر أثبتت أنها شريك رائد ذو مصداقية في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، واتخذت تدابير فعالة على المستويات التشريعية والاقتصادية وتأمين الحدود وضبط السواحل، أدت إلى وقف تدفقات الهجرة غير الشرعية من السواحل المصرية منذ العام 2016. كما شهد اللقاء استعراض عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها الأزمة في كل من ليبيا وسورية، فضلاً عن التعاون في مجال مكافحة الإرهاب.