أسفرت القمة التي عقدها رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن في بيونغ يانغ مع نظيره الكوري الشمالي كيم جونغ أون عن قرب تحقق آمال بالتوصل إلى اتفاق بشأن نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة. وأعلنت بيونغ يانغ إغلاق موقع تونغتشانغ-ري للتجارب الصاروخية والموافقة على إجراء عمليات تفتيش على مواقعها النووية تحت إشراف دولي. رحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الأربعاء بالتطورات التي شهدتها قمة بين الكوريتين في بيونغ يانغ عاصمة كوريا الشمالية ووصفها بأنها "مثيرة للغاية". وقال ترامب على تويتر "كيم جونج أون وافق على السماح بعمليات تفتيش نووية على أساس مفاوضات نهائية وعلى تفكيك نهائي لموقع تجارب ومنصة إطلاق في وجود خبراء دوليين" في إشارة إلى اتفاقات توصل إليها الزعيم الكوري الشمالي خلال محادثات مع الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن. وأضاف ترامب "في الوقت نفسه لن تكون هناك تجارب صاروخية أو نووية". قمة ودية أعلن الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن الأربعاء إثر قمة جمعته في بيونغ يانغ مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون أن كوريا الشمالية ستغلق نهائيا موقع تونغتشانغ-ري للتجارب الصاروخية. وقال مون للصحافيين إن "الشمال وافق على أن يغلق نهائيا منشأة تونغتشانغ-ري لتجارب محركات الصواريخ ومنصات إطلاق الصواريخ، بحضور خبراء من الدول المعنية". وكان الزعيم الكوري الجنوبي قد وصل الثلاثاء إلى بيونغ يانغ في زيارة تستمر ثلاثة أيام. وكان في استقباله في المطار الزعيم الكوري الشمالي. ومن هذا المطار كان كيم قد أشرف العام الماضي في أوج التوتر بين البلدين الجارين، على إطلاق صواريخ. وتعانق الرجلان اللذان رافقتهما زوجتاهما قبل أن يتبادلا بضع كلمات، بينما كان مئات الأشخاص يلوحون بأعلام الشمال وآخرون يرفعون رموز التوحيد. وظهرشعار وحيد لكوريا الجنوبية على طائرة البوينغ 747 التي أقلت مون. استقبال حار واصطف آلاف المواطنين على جانبي طريق في بيونغ يانغ حاملين باقات زهور وهم يهتفون بصوت واحد "لتوحيد البلد" فيما انطلق كيم ومون في سيارة مكشوفة مرت أمام قصر كومسوسان حيث دفن والد كيم وجده. وفي مستهل محادثات رسمية استمرت ساعتين في مقر حزب العمال الحاكم، قال زعيم كوريا الجنوبية لكيم جونغ أون "أنا مدرك جدا للثقل الذي نحمله" مضيفا أنه يشعر "بمسؤولية كبيرة". ورد مون قائلا إن "العالم بأسره يراقب وأرغب في إظهار نتيجة السلام والازدهار للناس في أنحاء العالم". وأشاد كيم بجهود مون في التوسط للقمة التاريخية في سنغافورة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في حزيران/يونيو مضيفا بأن "هذا أدى إلى استقرار في المنطقة وأتوقع مزيدا من التقدم". والتزم كيم في سنغافورة بـ"إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية"، وهي عبارة قابلة لتفسيرات عدة. ويتواجه الطرفان منذ ذلك الحين لتحديد المعنى الدقيق لهذه العبارة. السلاح النووي أهم محاور القمة ويجري مون جولة أخرى من المحادثات الرسمية مع كيم الأربعاء ضمن مساعيه لإقناعه باتخاذ خطوات ملموسة نحو نزع الأسلحة، يمكن لمون أن يعرضها أمام ترامب الذي يُتوقع أن يلتقيه في وقت لاحق هذا الشهر على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وسيسعى الرئيس الكوري الجنوبي المؤيد للحوار، إلى تعزيز عملية التقارب بين الكوريتين وتقريب المحادثات بين الولايات المتحدة والشمال لخفض تهديد نزاع مدمر على شبه الجزيرة. وفي الوقت نفسه سيسعى كيم لضمان مزيد من التعاون بين الكوريتين وسط تحرك سول وواشنطن بسرعتين متفاوتتين في تقاربهما مع بيونغ يانغ. ويرافق مون في الزيارة كبار قادة قطاع الأعمال ومنهم وريث سامسونغ لي جاي يونغ ونائب رئيس مجلس إدارة شركة هيونداي موتور للسيارات. ومن المقرر أن يزور مع وفده مواقع رئيسية في بيونغ يانغ. فرانس24/ أ ف ب/رويترز نشرت في : 19/09/2018
مشاركة :