فعلاً إن مقاطعة النظام القطري قد جاءت متأخرة ولكنها خير من أن لا تأتي، فقد عاش أبناء الخليج والدول العربية مع ثعبانٍ سامٍ وعقربٍ يحمل في أحشائه حقداً وكراهية وبغضاء لبني جنسه وأهله وخط دفاعه الأول، ونكران الجميل وعض اليد التي تدفع عنه السوء، والبيت الخليجي الذي يؤويه في وقت الشدائد، ولم تكن تلك الحقائق لتتكشف لولا مقاطعة (السعودية والإمارات والبحرين ومصر العروبة) لنظام الحمدين، وقد كان هناك عتب من بعض البسطاء وطيبي النفوس من الناس على هذه الخطوة الجريئة التي لم يتوقعها النظام القطري نفسه ولم يضعها في الحسبان!! لكن الأيام أثبتت تورط نظام الحمدين في الكثير من الاعمال الارهابية التي ضربت تونس ومصر وليبيا واليمن وسورية والعراق والبحرين، واستهدفت السعودية والإمارات، وما خفي كان أعظم!! كان من الأجدر على كل الدول العربية والإسلامية أن تقطع علاقاتها مع النظام القطري منذ اليوم الأول لقيام نظام الحمدين عام 1995م، أو مع انطلاق منصته الفضائية (الجزيرة) عام 1996م والتي خرج منها كل بلاء، أو مع بداية أحداث المنطقة العربية عام 2011م والمعروفة بالربيع العربي، ولكن دول المقاطعة أعطت نظام الحمدين الفرصة تلو الأخرى عسى أن يعود إلى رشده، ويترك عنه الطيش والتهور السياسي، ولكن كل ذلك لم يحدث بل استمر في نشاطه الإرهابي وأصبح يلعب على المكشوف. الحالة التي يعيشها النظام القطري بعد عام كامل من المقاطعة أنه يشعر بعقدة النقص حين وضع نفسه في دائرة العداء لجيرانه، وأصبح يتمنى للدول الخليجية والعربية والإسلامية الفشل والسقوط والانهيار، لذا يسعى جاهداً أن يصنع لنفس مجداً ومكانة على حساب تلك الدول، ورقماً صعباً في المعادلة الدولية، فأصبح يكيل التهم ويوجه الاساءات ويقلل من الإنجازات والمكاسب التي حققتها تلك الدول، في ظاهرة تفتقد الى أبسط قواعد حسن الجوار والسنع العربي، واحترام المواثيق والقوانين الدولية!. النظام القطري لم يتوانَ في استخدام كل ما يملك من مال الشعب ومنصاته الإعلامية ومراكز التغيير التي أنشأها للإساءة للشقيقة الكبرى السعودية، فقد وجه حملته المسعورة ووقاحته المعهودة لكل الإنجازات التي حققتها حكومة خادم الحرمين الشريفين رغم ما للسعودية من مكانة عربية وإسلامية وعالمية، بل تم توجيه الآلة الإعلامية الرسمية وبشكل شخصي الى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة، وهو الزعيم الذي تصدى للجماعات الارهابية، ودافع عن كل القضايا العربية، بل أياديه ممدودة لكل شعوب الارض، وقد أبهرت إنجازاته كل العالم حين نقل الشعب السعودي الى مصاف الشعوب المتقدمة، وساهم في الدفاع عن القضايا الخليجية والعربية، وغيرها كثير مما قدمه الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الامير محمد بن سلمان. إن الحقيقة التي يحاول النظام القطري تجاهلها والقفز عليها هي أن الشقيقة الكبرى السعودية هي البيت الخليجي والعربي والإسلامي الذي يلجىء اليه الجميع، لذا يجب أن يعلم هذا النظام بأن هناك مبادئ للجيرة وأعراف للعلاقة بين الناس، وأن ذلك هو الذي يصنع المكانة والمجد والتاريخ، ودون ذلك من الدسائس والمؤامرات واستئجار المرتزقة وتجنيس الإرهابيين وتسخير المنصات الإعلامية المأجورة لن تحقق الا الحسرة والندامة، وهذا ما يجنيه النظام القطري اليوم بعد أن سقطت كل أوراقه وافتضحت علاقته بنظام ولاية الفقيه الايراني والجماعات الارهابية!!.
مشاركة :