أعلن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون الأربعاء، أنّه سيتوجّه إلى سيؤول «في مستقبل قريب»، في زيارة تاريخية للجنوب، وتعهد بإغلاق موقع للتجارب الصاروخية، وذلك في ختام قمة في بيونج يانج مع الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن. ورحبت الولايات المتحدة ب«الالتزامات المهمة» التي اتخذتها كوريا الشمالية خلال القمة بين الكوريتين، وأعربت عن استعدادها للدخول «على الفور» في مفاوضات مع كوريا الشمالية، تمهيدا لنزع السلاح النووي، بحلول يناير/ كانون الثاني 2021.وأعلن الرئيس الكوري الجنوبي الذي توجّه إلى بيونج يانج في محاولة لتحريك المفاوضات حول نزع أسلحة الشمال، أن زيارة كيم قد تجري هذه السنة، ما لم تكن هناك «ظروف محددة»، وأضاف مون أمام الصحفيين أن «الشمال وافق على أن يغلق نهائياً منشأة تونغتشانج- ري لتجارب محرّكات الصواريخ ومنصات إطلاق الصواريخ، بحضور خبراء من الدول المعنيّة».وقامت كوريا الشمالية التي تخضع لسلسلة عقوبات دولية فرضها مجلس الأمن بسبب برنامجيها النووي والبالستي المحظورين، بعدة تجارب صاروخية من ذلك الموقع، لكنها قامت بتجارب أيضاً من مواقع أخرى وخصوصا مطار بيونج يانج الدولي، ما يخفف من أبعاد التعهد الذي قطعه كيم، وأكد الرئيس الكوري الجنوبي أيضاً أن كوريا الشمالية يمكن أن تغلق مجمع يونغبيون النووي إذا اتخذت واشنطن «إجراءات مماثلة»، وهو شرط لم يتوضح بعد.ورأى جيفري لويس المتخصص في مراقبة التسلح أنه ينظر إلى هذا المصنع لتخصيب اليورانيوم عموماً على «أنه بني بنيّة واضحة وهي أن تتم التضحية به». وأضاف على تويتر أنه يعتقد أن الشمال يملك «على الأقل موقعاً آخر» للإنتاج. وبدأ مون جاي-إن الثلاثاء زيارة تستمر ثلاثة أيام إلى بيونج يانج، بهدف تعزيز عملية التقارب بين الكوريتين وتقريب المحادثات بين الولايات المتحدة والشمال، لخفض تهديد نزاع مدمر على شبه الجزيرة.وبعد لقاء أول رمزي جداً بين مون وكيم في نيسان/إبريل في القسم الجنوبي من المنطقة المنزوعة السلاح التي تقسم شبه الجزيرة الكورية، ولقاء تاريخي في حزيران/يونيو بين الزعيم الكوري الشمالي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في سنغافورة، تزداد الضغوط حالياً لكي تحقق الدبلوماسية نتائج ملموسة.في سنغافورة كرر الزعيم الكوري الشمالي تأكيد التزامه إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية لكن بدون توضيح أي تفاصيل حول ذلك. وتختلف بيونج يانج وواشنطن منذ ذلك الحين حول تفسير هذه العبارة. وتطالب واشنطن «بنزع كامل ونهائي ويمكن لتحقق منه الأسلحة النووية» لكوريا الشمالية، فيما تريد بيونج يانج إعلاناً رسمياً من الولايات المتحدة ينهي حالة الحرب الكورية التي انتهت في العام 1953 بمجرد هدنة وليس اتفاق سلام، وندد الشمال بأساليب الأمريكيين، لأنهم يسعون للحصول على نزع أسلحة أحادي الجانب بدون تقديم أي تنازل في كل مرحلة وبدون تخفيف الضغط ولا العقوبات.زيارة كيم إلى سيؤول ستكون الأولى إلى العاصمة الكورية الجنوبية لزعيم كوري شمالي منذ انتهاء الحرب الكورية، وترغب سيؤول وبيونج يانج في تفعيل مشاريع التعاون المشتركة، حيث يريد كيم أن تستفيد بلاده من القوة الاقتصادية للجنوب، فيما يريد مون أن يبعد عن شبه الجزيرة الكورية شبح نزاع مدمر بين الكوريتين.(أ ف ب)
مشاركة :