عضو هيئة علماء الأزهر يشيد بجهود البحرين في تعزيز التسامح والتعايش بين الأديان والمذاهب والطوائف

  • 9/20/2018
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

بحريني ينال أول دكتوراه حول تجديد الخطاب الديني من القاهرة د. فاضل حبيب: البداية بإعداد المعلمين وتوفير الكتب وتطوير المناهج تطوير مقررات التربية الإسلامية في المدارس يحتاج إلى خطة وطنية شاملة أشاد الدكتور أحمد عمر هاشم أستاذ الحديث وعلومه رئيس جامعة الأزهر الأسبق عضو لجنة كبار العلماء في جمهورية مصر العربية، بالدور المتميز الذي تقوم به مملكة البحرين في تعزيز قيم التسامح والحوار والعيش المشترك بين جميع الأديان والمذاهب والطوائف، مستذكرًا العلاقة الأخوية الطيبة التي كانت تربطه بالأمير الراحل سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، وعاهل البلاد المفدى وسمو رئيس الوزراء الموقر، وتواضعهم وحبهم لشعبهم وتقديرهم لجهود العلماء الأجلاء في الأزهر الشريف، لافتًا في الوقت ذاته إلى الدور البارز للفقيد الراحل سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية سابقًا في تعزيز وتجديد مفردات الخطاب الديني الوسطي الجامع لشمل الأمة. جاء ذلك خلال مناقشة أطروحة دكتوراه الفلسفة في التربية لمستشار البرامج التدريبية في مجال حقوق الإنسان الباحث التربوي فاضل حبيب التي نالها من كلية التربية بجامعة عين شمس حول قضية ملحة على الساحة الفكرية والدينية في البحرين، وهي تجديد الخطاب الديني، وقد حملت الدراسة غير المسبوقة في البحرين عنوان: «تطوير مقررات التربية الإسلامية في ضوء معايير تجديد الخطاب الديني لتنمية مستويات التنوّر الديني لدى طلبة المرحلة الثانوية بمملكة البحرين». ويرى الدكتور فاضل حبيب أن دراسته تتميز عن الدراسات السابقة في موضوعها الذي لم تتطرق إليه دراسات أخرى في الميدان التربوي؛ لأنها جاءت في وقت كثرت فيه المطالب بضرورة إعادة صياغة الخطاب الديني التربوي وتجديده ليتناغم مع قضايا العصر. وقد أوصت لجنة المناقشة والحكم بتبادل الرسالة بين الجامعات والمراكز البحثية ـ وهو أعلى تقدير تمنحه كلية التربية بجامعة عين شمس ـ في المناقشة العلنية التي عقدت مساء السبت 15 سبتمبر 2018م عن رسالته الموسومة بـ«تطوير مقررات التربية الإسلامية في ضوء معايير تجديد الخطاب الديني لتنمية مستويات التنوّر الديني لدى طلبة المرحلة الثانوية بمملكة البحرين». وقد تشكلت لجنة المناقشة والحكم على الرسالة من الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم أستاذ الحديث وعلومه، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، عضو لجنة كبار العلماء (رئيسًا ومناقشًا) والأستاذ الدكتور حسن سيد شحاتة أستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية في جامعة عين شمس (مشرفًا) والأستاذة الدكتورة حنان محمد حافظ أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية في جامعة عين شمس (مناقشًا) والأستاذة المساعدة الدكتورة اسماء إبراهيم شريف أستاذ المناهج وطرق التدريس المساعد بكلية التربية في جامعة عين شمس (مشرفًا)، بحضور السفير خليل إبراهيم الذوادي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون العربية والأمن القومي العربي بجامعة الدول العربية والفنانة القديرة سميحة أيوب والأستاذة خلود راشد مطر المستشار الثقافي بالملحقية الثقافية في سفارة مملكة البحرين بالقاهرة. دراسة مهمة عن أهمية الدراسة التي قام بها يقول الدكتور فاضل حبيب إنها دراسة مهمة يمكن أن تفيد مخططي مقررات التربية الإسلامية في المرحلة الثانوية، حيث يتم تطوير هذه المقررات في ضوء معايير ومؤشرات تجديد الخطاب الديني ومستويات التنور الديني، كما تفيد معلمي التربية الإسلامية، حيث يدرسون التربية الإسلامية في ضوء معايير ومؤشرات واضحة عن الخطاب الديني الإسلامي. ويستطرد قائلا: كنت أضع نصب عيني أثناء إجراء الدراسة أهمية تبصير الطلبة البحرينيين بالمفاهيم الصحيحة والمفاهيم المغلوطة في الخطاب الديني التعليمي والتوعوي والإعلامي، وفتح الطريق أمام بحوث أخرى في مجال تجديد الخطاب الديني التعليمي والدعوي والإعلامي. معايير تجديد الخطاب وقد أوصت الدراسة بضرورة اهتمام مخططي ومصممي مناهج التربية الإسلامية بتضمين معايير تجديد الخطاب الديني بمحتوى هذه المناهج، بشرط مراعاة تكامل تلك المفاهيم أفقيًا ورأسيًا. وبضرورة إعداد معلم التربية الإسلامية بتزويده بمعلومات كافية عن الجوانب العلمية لمعايير تجديد الخطاب الديني، ولكي يتأتى له ذلك تبرز أهمية عقد دورات تدريبية مكثفة في معايير ومؤشرات تجديد الخطاب الديني عند إعداد معلم التربية الإسلامية أثناء الخدمة. كما أوصت بإعداد دليل المعلم ليوضح معايير تجديد الخطاب الديني، ومناقشة جوانبه وأبعاده، والرد على جميع استفسارات وتساؤلات الطلبة المتعلقة به، ويمكن الاسترشاد في إعداد هذا الدليل بمكونات كتب التربية الإسلامية المتضمنة في هذا البحث. كذلك أوصت بالتأكيد على الطبيعة المرنة لتجديد الخطاب الديني باعتباره موضوعًا حيويًا ومهمًا، لذا فمن المناسب الاهتمام بتوفير قائمة بالكتب التي تتناول تجديد الخطاب الديني، بحيث تشير إلى بعض المصادر والقراءات الخارجية. ويقول الدكتور فاضل حبيب: أوصت الدراسة بتشكيل فريق عمل من المتخصصين في المناهج وطرائق التدريس في مجال التربية الإسلامية لتصميم تلك المناهج، وذلك لضمان ربط تلك القضايا والمفاهيم بالتعاليم الإسلامية، وعرضها بشكل دقيق وشائق، مع مراعاة الأسس النفسية والتربوية عند تصميم تلك المناهج. كما أوصت بالاهتمام بالأنشطة التطبيقية وربط المقررات بالحياة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية للطالب، والإشارة إليها ضمن مفردات المقرر لترسيخ معايير تجديد الخطاب الديني. وطالبت الدراسة بعدم التقيّد بالطريقة التقليدية المعتادة في تدريس مقررات التربية الإسلامية، فمادة التربية الإسلامية كغيرها من سائر المواد الأخرى تنفتح على التجديد ورح الحداثة، وتتناسب مع استراتيجات حديثة في التدريس مثل التعلم المتمايز والتعلم التعاوني والتعلم بالحوار والتعلم بالعصف الذهني وغيرها. وأوصت الدراسة بتدريب المعلمين والمعلمات على الاستراتيجيات الحديثة في تدريس مقررات مادة التربية الإسلامية بما يتلاءم مع التطورات العصرية في الحقل التربوي. ودعت الدراسة إلى تزويد المسؤولين في حقل تدريس مقررات التربية الإسلامية بنماذج معدة لوحدات دراسية مصاغة تعينهم على فهم موضوع تجديد الخطاب الديني التربوي. وأخيرا أوصت بعرض مقررات التربية الإسلامية ـالمساقات المشتركة منهاـ في صورة مشكلات اجتماعية واقعية ويصاغ محتوى الدروس وفقًا لمعايير ومؤشرات تجديد الخطاب الديني التربوي. مقترحات وأفكار للمستقبل وفي ختام دراسته المهمة يقول الدكتور فاضل حبيب: استكمالاً لما بدأه البحث الحالي، يقترح البحث إجراء بحوث أخرى منها: ‭}‬ دراسة تجريبية عن أثر تدريس تجديد الخطاب الديني والذي توصل إليه البحث الحالي في تنمية التحصيل والاتجاهات السليمة لدى الطلبة. ‭}‬ دراسة تستهدف تقويم كفايات معلمي التربية الإسلامية في معايير تجديد الخطاب الديني، وعلاقة ذلك بتحصيل الطلبة. ‭}‬ إعداد برنامج تدريبي لمعلمي التربية الإسلامية، وقياس مدى تأثيره على اتخاذ القرار حول الرؤية الإسلامية بالنسبة لتجديد الخطاب الديني. ‭}‬ إجراء دراسة لتقويم مقررات التربية الإسلامية في الجامعات الخليجية في ضوء معايير تجديد الخطاب الديني. ‭}‬ تطوير مناهج التربية الإسلامية في المرحلة الثانوية في ضوء معايير تجديد الخطاب الديني، وعدم الاكتفاء بالمنهج التكاملي. كلمة حق يرى الدكتور فاضل حبيب أن للفقيد الراحل سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية سابقًا دورًا بارزًا في مجال تجديد الخطاب الديني، حيث تكللت جهود سموه رحمه الله بصدور مذكرة في غاية الأهمية بشأن ضوابط وآداب الخطاب الديني في عام 2009م، انطلاقًا من عالمية رسالة الإسلام الخالدة، والمقاصد العليا للشريعة الإسلامية الغراء وتعزيز الوسطية والاعتدال ونهج الحوار الحضاري المبني على أسس وقواعد الدين الإسلامي الحنيف، وتفعيلاً لدور الخطاب الديني كركيزة أولى في تصوير النهج الإسلامي ورسم معالم الهوية الإسلامية وتحقيق وحدة الأمة. ويؤكد الباحث أن هذه الدراسة لكي تكون فعالة وذات أثر في الفضاء المدرسي بشكل عام ومقررات ومناهج التربية الإسلامية بالمرحلة الثانوية في مملكة البحرين بشكل خاص، فإنه لا بدّ من العمل على إشراك الجهات الأخرى غير وزارة التربية والتعليم والمعنية أساسًا بتجديد الخطاب الديني، مثل وزارة العدل والشؤون الإسلامية (المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية) وإدارتي الأوقافين السنية والجعفرية، وهذا ما عمد إليه الباحث قبل تطبيق البرنامج على مجموعة البحث بمقابلة رئيسي الوقفين اللذين أكدا أهمية الدراسة وضرورة الاستفادة منها بعد إقرارها على مستوى تنظيم المحاضرات وورش العمل التدريبية للخطباء والوعاظ وأئمة المساجد والجوامع، وذلك لتعريفهم بمعايير تجديد الخطاب الديني ومؤشراتها وأسسها ومرتكزاتها، مع التأكيد أن ثمة خطًا فاصلاً بين حرية الرأي والحق في التعبير وبين خطاب الكراهية، خصوصًا مع تنامي دور وسائل التواصل الاجتماعي في بثّ خطاب الكراهية ذي الخلفية الدينية أو الطائفية وما يجب أن يقابله من دور لوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف في مملكة البحرين في رصد وضبط الخطاب الديني لتجنّب خطاب الكراهية الذي يؤدي إلى إحداث الشرخ والانقسام بين أبناء الوطن الواحد. ويخلص الدكتور فاضل حبيب إلى أن: إن تطوير مقررات التربية الإسلامية في ضوء معايير تجديد الخطاب الديني يحتاج إلى خطة وطنية شاملة تشترك فيها الأطراف المعنية كافة، وكل بحسب اختصاصه؛ لأن التحدي يتمثل في إيجاد التكامل بينها، لكي لا يتعلم الطلبة في المدارس مثلاً مفاهيم تجديد الخطاب الديني وبعدها تأتي مؤسسات أخرى وتعمل على المسار المضاد لذلك التوجه، والعكس صحيح.

مشاركة :