الشعب الفلسطيني لن يرحل ولن يستسلم!

  • 9/20/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

منذ 1948 وإلى الآن، بقيت القضية الفلسطينية هي (المرآة) التي تعكس إما قوة العرب أو ضعفهم، وهو الغالب، مثلما هي المرآة التي تكشف المواقف العربية والدولية، لأنها الكارثة الاستثنائية، التي جرّت كل الكوارث الأخرى إلى المنطقة العربية والعالم، وامتحنت «الضمير العالمي»، بعد أن تمّ «اغتصاب وطن» وسرقته من شعبه (بألاعيب الحواة الصهاينة ومهرجي السياسة الدولية)! رغم أن الحل العادل لهذه القضية هو أساس السلام في العالم، وقد تمّ تحويل المنطقة العربية إلى بؤرة صراعات وحروب وفتن، لينعم الكيان الصهيوني وصهاينة القوى الكبرى بالسطوة والهيمنة وسرقة ثرواتها! ‭}‬ خطوات الإدارة الأمريكية الحالية في محاولة (تصفية القضية الفلسطينية) سواء بصفقة القرن التي لم يعلن «ترامب» تفاصيلها، بل تم تسريب الكثير منها، إلى جانب نقل السفارة الأمريكية إلى «القدس» والاعتراف الأمريكي (الأحادي) بهذه المدينة عاصمة للدولة اليهودية! ثم وقف المساعدات الأمريكية للسلطة والأونروا، والعديد من المؤسسات الداعمة للفلسطينيين، إلى جانب إغلاق مكتب منظمة التحرير (pLo) في أمريكا.. كل ذلك وغيره يوازيه ويتداخل معه التعنت المعروف للكيان الصهيوني، وحصار الشعب الفلسطيني، والتوسع في المستوطنات، ورفض الحل السلمي والعادل، حتى لم يبق للشعب الفلسطيني إلا القليل من الأرض في وطنهم المسلوب، ليقفوا فوقها، والهدف هو دفعهم إلى الرحيل والاستسلام، وتعميق الانقسام الفلسطيني، والقضاء على القضية العادلة قضاءً نهائيًا! ‭}‬ هل سيرحل الفلسطينيون؟! وهل سيفقدون حلم العودة كلاجئين؟! وهل سيستسلمون للخيارات المتعجرفة والظالمة واللا إنسانية واللا قانونية التي تريد «إدارة ترامب» فرضها عليهم؟! كل التجارب الماضية منذ 1948، تقول إن من بقي من هذا الشعب في أرضه لن يرحل!، وإن (اللاجئين) منه لن يتخلوا عن حلم العودة! وإن الإرادة الفلسطينية لن تستسلم ولن تقبل بكل ما سبق، بل ربما بكل هذا الوضوح الأمريكي، في محاولة تصفية القضية والأرض الفلسطينية، لتصبح لليهود «العابرين» وحدهم! قد تؤدي إلى مفاعيل عكسية! و(قد تغير أخيرًا التفكير الفلسطيني في اتجاه استراتيجي آخر، يبدأ بإلغاء «اتفاقية أوسلو» وكل اتفاقيات التنسيق الأمني مع الكيان الصهيوني، ولتبدأ مرحلة نضالية مختلفة كانت قد تعطلت أسسها، منذ عقود بسبب «اتفاقية أوسلو» التي تسببت في الشرخ والانقسام الفلسطيني، واستغلت «الصهيونية العالمية» كل ذلك لترسيخ أقدام صهاينتها في التراب الفلسطيني! ‭}‬ ليس أمام الشعب الفلسطيني (سلطة وشعبًا) إلا العمل من أجل «الدولة الواحدة» بعد أن تمّ القضاء على حل الدولتين بالخطوات الأمريكية خارج القرارات والقوانين الدولية! ولم يبق إلا النضال للقضاء على (الأبارتايد – العنصرية اليهودية) والقضاء على فكرة (نقاء الدولة اليهودية – لليهود فقط) التي يتم ترويجها صهيونيا! ومن ثم، النضال ضد (الفصل العنصري) وتوحيد الصفوف الفلسطينية، وتوحيد رؤيتها النضالية الجديدة، ووضع أمريكا في موقعها الحقيقي، من القضية الفلسطينية ومن الكيان الصهيوني الغاصب، كما لم يبق أمام الشعب الفلسطيني إلا تفعيل الإرادة وفق المعطيات الجديدة، التي هي في الواقع مخططات قديمة/ جديدة للصهيونية، تم التعامل معها بحسن نية! ولم يدرك أصحاب القضية والعرب عامة أن الصهيونية تتبع أسلوب «كسنجر» (خطوة خطوة) حتى القضاء على القضية برمتها! لكن الشعب الفلسطيني رغم كل ذلك، ورغم تدهور الفاعلية العربية في التصدي، لن يكون بلا خيارات، بل ربما إن خياراته الحقيقية تبدأ الآن ومجددًا، بعد أن تعطلت عقودًا تحت وطأة وهم اتفاقية أوسلو والسلام والمفاوضات تحت الرعاية الأمريكية للوصول إلى حل الدولتين والسلام العادل اللذين يتم القضاء عليهما اليوم تمامًا! وخدعة المفاوضات التي يعملون على استمرار عبثيتها!

مشاركة :