في واحدة تعد من أكثر العمليات الجراحية تعقيداً، نجح مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالتخصصي من إجراء عملية جراحية معقدة لزراعة إصبع إبهام مبتور بقطع كامل لمصاب في العقد الثالث من عمره بعد تعرضه لإصابة عمل. وهذه العملية تكمن صعوبتها في العمل على ربط أوعية دموية يصغر حجمها عن "مليمتر" واحد، الأمر الذي يحتاج لدرجة كبيرة من التركيز ودقة متناهية في إجراء العملية. وقال المصاب محمد السيد، "إنه أثناء عملي وقت الظهيرة وخلال مناوبتي كنت أعمل على تثبيت أثاث منزلي بأعلى سيارة النقل، إذ التف أحد الحبال الخاصة بالسيارة على يدي بقوة شديدة جداً مسبباً قطعاً مباشراً وكاملاً لإصبع الإبهام وجرح سطحي بالذراع، الأمر الذي أدى إلى حدوث نزف شديد والشعور بالألم الحاد والذعر والهلع بالنسبة لي". وأضاف "وصلت المستشفى خلال نصف ساعة من الإصابة حيث قام أطباء الطوارئ على الفور بالعمل على وقف النزيف وإعطائي المسكنات والأدوية اللازمة وسرعة حفظ الإصبع بوضعه داخل وعاء يحتوى على الماء والثلج. مشيراً إلى أنه بعد وقف النزف بقسم الطوارئ تم إخضاعي للفحص بالأشعة الرقمية (X-RAYS) والتي أبانت تحديد دقيق لموقع القطع للإصبع الذي كان عند المفصل الأوسط، مما تطلب الحاجة الماسة للتدخل الجراحي العاجل، ومن ثم تم نقلي لغرفة العمليات مباشرة وذلك استعداداً لإجراء الجراحة التي استغرقت 6 ساعات. وعن العملية وكيفية إجرائها قال الطبيب المعالج استشاري جراحة التجميل وجراحة اليد: وصل المريض للمستشفى وهو يعاني من قطع كامل في إصبع الإبهام عند المفصل الأوسط والحاجة للتدخل الجراحي الفوري وبعد الكشف السريري وبالأشعة والاطلاع على نتائج الفحوصات، تبين إمكانية إعادة زراعة الإصبع وعلى الفور تم تحويله لقسم العمليات وكانت الخطوة الأولى باستكشاف إصبع الإبهام المبتور تحت المجهر حيث تبين إمكانية تحقيق زراعته وتأهيله مرة أخرى. وعن حالة توصيل الأوردة والشرايين أضاف أنه في الخطوتين الثانية والثالثة تم تجهيز المريض من خلال التعرف على الأماكن التي قد يتم الاستعانة بها لإعادة زراعة إصبع الإبهام، ومن ثم استكشاف اليد وتحديد الشرايين والأوردة والأوتار وتجهيز العظم لبدء الزراعة، وقد تم في الخطوتين الرابعة والخامسة عمل تثبيت للعظم تحت الأشعة عن طريق استخدام الأسياخ الطبية وفرز الأوعية الدموية المصابة ومن ثم إعادة إصلاح الأوتار القابضة والباسطة، بالإضافة إلى عمل إصلاح للشريان الرئيس لإصبع الإبهام تحت المجهر، وبعدها تحديد عدد الأوردة التي تحتاج للإصلاح، كما تم معالجة الوريد بنفس الطريقة وأخيراً توصيل الأعصاب الحسية والمكونة من عصبين.
مشاركة :