تراجعت الأسهم المصرية تراجعاً حاداً أمس، وفقدت البورصة نحو 74 بليون جنيه (4.12 بليون دولار) من قيمتها السوقية في أسبوع، وسط حالة من الفزع دفعت صغار المستثمرين لبيع الأسهم مواكبين اتجاه المؤسسات المصرية، وفي مقابل مشتريات من المستثمرين الأجانب. وهوى المؤشر الرئيس 3.79 في المئة إلى 14098 نقطة وهو أدنى مستوى له منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2017، وفقدت الأسهم نحو 29.3 بليون جنيه من قيمتها السوقية في معاملات أمس فقط. ويواجه عدد من دول الأسواق الناشئة أزمات مالية وسط تعثر لعملاتها المحلية في مقابل الدولار الأميركي، ما دفع بعضها لرفع الفائدة بنسب مرتفعة للغاية في محاولة لاستبقاء المستثمرين الأجانب. وهوت أسهم «القلعة» نحو 8.89 في المئة و «غلوبال» 9.1 في المئة و «السويدي» 6.4 في المئة و «التجاري الدولي» 2.9 في المئة و «سوديك» 4.7 في المئة و «بالم هيلز» 8.9 في المئة. وتقبل مصر على فورة من الطروحات الجديدة للأسهم خلال الأشهر القليلة المقبلة، من شأنها أن تختبر مدى قدرة البلاد على الصمود أمام اضطرابات الأسواق الناشئة بعد أزمات العملة التي اجتاحت تركيا والأرجنتين الشهر الماضي. وتأمل الحكومة أن يساهم طرح أسهم إضافية في خمس شركات تسيطر عليها الدولة، يجري تداول أسهمها بالفعل في البورصة، في تقليص عجز موازنتها. ويقول خبراء اقتصاديون، إن «المشاركة الدولية ستساهم في تعزيز شهية المستثمرين المحليين، لكن تقلبات السوق العالمية ربما تثنيهم عن المشاركة». وفي هذا الشهر، صنفت «نومورا» اليابانية للوساطة مصر كواحدة من سبع أسواق ناشئة، بينها تركيا والأرجنتين، معرضة لخطر نشوب أزمات في أسعار الصرف. وأكدت الحكومة أول من أمس أنها ستطرح أسهم خمس من تلك الشركات للبيع في الأشهر الثلاثة المقبلة. وتأمل بأن تساهم مبيعات الأسهم في تقليص عجز الموازنة إلى 8.4 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في السنة المالية الحالية التي تنتهي في 30 حزيران (يونيو) 2019، من 9.8 في المئة في السنة المالية السابقة. وفي الوقت نفسه، تأمل الشركات الخاصة في الاستفادة من تحسن مناخ الاقتصاد الكلي بعد إجراء إصلاحات يدعمها «صندوق النقد الدولي» وزيادة إيرادات السياحة وإنتاج الغاز الطبيعي. وقدّر محمد الأخضر العضو المنتدب لقطاع بنوك الاستثمار لدى «بلتون» المالية أن الطروحات الخاصة ستجمع ما يزيد على عشرة بلايين جنيه، وهو رقم مماثل للحصيلة المتوقعة من بيع أسهم الشركات الحكومية، ولكن على مدى ثلاثة أشهر فقط. وقال هاني فرحات كبير الخبراء الاقتصاديين لدى بنك الاستثمار المصري «سي آي كابيتال» إن التحدي الرئيس يتعلق بعملية الإعداد، كيف ينبغي تنظيم الصفقات وتسويقها لدى المستثمرين. هذا ما قد يجعل مآلها النجاح الكبير أو الفشل». وقال الأخضر لوكالة «رويترز» «نقوم بجولة ترويجية حالياً. الطلب الذي نراه جيداً إلى حد ما... فالناس ينظرون إلى مصر نظرة مختلفة عن بقية الأسواق الناشئة».
مشاركة :