كوشك: متفائل بالمستقبل رغم بعض التحديات الماثلة

  • 9/20/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تخرّج الدكتور نبيل بن عبد القادر كوشك من برنامج التعليم التنفيذي “تسريع ريادة الأعمال الإقليمية” من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في عام 2017م، وحصل على درجة الدكتوراه في العمارة “تطبيقات الحاسب في العمارة والتخطيط” من جامعة كارنيجي ميلون بالولايات المتحدة الأمريكية في عام 2002م، وماجستير في العمارة “التصميم بمساعدة الحاسب” من جامعة كولورادو في عام 1997م، ودرجة البكالوريوس في الهندسة المعمارية من جامعة أم القرى في عام 1993م. وهو مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة أثال للاستشارات، كما شغل سابقاً منصب العميد المؤسس لكلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال في مدينة الملك عبد الله الاقتصاديّة وعضو في مجلس أمناء الكليّة، وكذلك منصب مدير جامعة الباحة، ووكيل جامعة أم القرى للأعمال والإبداع المعرفي، يشغل -حالياً- عدداً من المناصب منها: مستشار نائب رئيس مجلس أمناء كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال، عضو مجلس إدارة مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة)، وعضواَ في هيئة جائزة الملك فيصل العالمية، وهو عضو مجلس إدارة شركة وادي مكة، وعضو مجلس إدارة مجموعة عقال (عقول أموال) جدة للمستثمرين الأفراد، كما شغل -سابقاً- عدة مناصب منها: رئيس مجلس إدارة وادي مكة للاستثمار الجريء، ورئيس اللجنة التنفيذية لمسرعة أعمال وادي مكة، ومدير مركز الابتكار التقني في نظم المعلومات الجغرافيّة المموّل من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، والمشرف العام على معهد الابتكار وريادة الأعمال، ورئيس مجلس إدارة مركز الابتكار التقني في النقل وإدارة الحشود، ومدير مركز التميز البحثي في الحج والعمرة.في المجال الأكاديمي فقد كان أستاذاً مشاركاً، أجرى عدداً من البحوث في معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، كما قام بتدريس مقررات في كليّة الهندسة والعمارة في جامعة أم القرى لمدة خمسة عشر عاماً. رواد الأعمال التقت كوشك في حوار حول واقع ريادة الأعمال في المملكة والتحديات الآنية. حوار: جمال إدريس – عبد الله القطان *كيف تنظر لواقع ريادة الأعمال بالمملكة؟ لا شك أن هناك فرصاً كثيرة وتحديات متعددة تواجه رواد الأعمال بالمملكة، أنا متفائل بالمستقبل رغم بعض التحديات الحالية، إن تحديات إعادة هيكلة الاقتصاد قد ألقت بظلالها على كثير منها؛ نعم هناك تحديات في هذه المرحلة خصوصاً القوة الشرائية التي اختلفت عن السابق والرسوم الجديدة وغيرها. وفي المقابل افرزت المرحلة الحالية فرصاً تواجدت على أرض الواقع، مثال ذلك في مجال الطاقة فمع ارتفاع الأسعار بدأ ظهور أهمية الحفاظ وترشيد استهلاك الطاقة وأهمية الطاقة المتجددة، وبدأت شركات بالتوجه إلى تفعيل نظام الطاقة الشمسية واستغلالها في المباني التجارية والسكنية، وهذا من الاقتصاديات الجديدة، أيضاً الاهتمام السياحي وفتح مشاريع سياحية وترفيهية ضخمة ما يعني فرص وظيفية واستثمارية جديدة، وكما يعلم الجميع أن المملكة عاشت على اقتصاد المورد الواحد طيلة هذه السنوات، وحالياً تتحول إلى الاقتصاد متعدد ومتجدد المصادر هذه المرحلة ستوفر فرصاً وستواجه بعض من التحديات والتغيرات؛ ولكن من يدرك ما تقبل عليه السعودية من خلال رؤية 2030م هم السباقين لاقتناص فرص مستقبلية ومشاريع مستدامة، وما نشهدهُ من تحديث وتطوير الأنظمة وهيئات الاستثمار والتجارة والشركات كنا نطالب بها من سنوات طويلة، والآن يحدث بشكل متسارع، وزيادة صناديق الاستثمار الجريء بالمملكة. واللجنة التي يرأسها معالي وزير التجارة والاستثمار حالياً لتسهيل اجراءات التجارة والاستثمار بالمملكة، مثل: منصة (مراس) والتي أصبح لها موقع في كل من الرياض والشرقية وقريباً في جدة لتأسيس الشركات في يوم واحد. وغيرها من المبادرات النوعية لدعم رواد الأعمال لمواجهة بعض هذه التحديات. بالإضافة إلى بعض البرامج التي تقدمها الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة والهيئة العامة للاستثمار. *كيف ترى الدور الذي تلعبه ريادة الأعمال في رؤية 2030م؟ تعلب ريادة الأعمال دوراً محورياً في رؤية المملكة العربية السعودية 2030م، وأكدت الرؤية على أهمية دعم رواد الأعمال وتنمية بيئة الابتكار وريادة الأعمال بالمملكة؛ لأهميتها لتنويع الاقتصاد وتوفير الوظائف، وإيجاد اقتصاد متجدد ومستدام. وهذه ممارسة قامت بها الدول التي لديها اقتصاد قوي ومتين. وقد شملت برامج الرؤية التي تم اطلاقها على عدد من الممكنات والتسهيلات والقرارات التي تساهم في تنمية بيئة ريادة الأعمال بالمملكة بشكل متسارع. *هناك تخوف وسط الشباب من خوض تجربة العمل الحر، كيف ننشر مفهوم الفكر الريادي وسط الشباب؟ هذا الخوف طبيعي؛ لأن ريادة الأعمال فيها مجازفة ومخاطرة كبيرة لاحتمال فشل المشروع. وأهم طريقة لنشر الفكر الريادة هو التعلم من رواد الأعمال الآخرين والاستفادة من تجاربهم خصوصاً رواد الأعمال سواء تجارب النجاح أو الفشل. فأنا شخصياً تعلمت ولا زلت أتعلم الكثير من رواد الأعمال بالمملكة. ويجب أن نتعلم أن الفشل ليس نهاية العالم وكثير من الذين فشلوا حققوا نجاحات في مراحل لاحقة أو حققوا نجاحات في ريادة الأعمال أو في مجالات أخرى غير ريادة الأعمال. وهنا أود التأكيد على أن ريادة الأعمال ليست للجميع! فالمهم أن الشاب أو الشابة يحمل القدرة والمهارة أو لديه القابلية أن يمارس ويتعلم خوض غمار ريادة الأعمال. والطبيعي أن رواد الأعمال الناجحين هم فئة قليلة في جميع المجتمعات في العالم. فكما نحتاج إلى رواد أعمال بعدد قليل نحتاج إلى موظفين أكفاء بأعداد أكبر بكثير ليساعدوا رواد الأعمال ومؤسسي الشركات الناشئة في تحقيق أهداف شركاتهم. *برأيك ما أكثر ما يعيق تطوير مشاريع الشباب الناشئة؟ أعتقد أن أهم التحديات الحالية هي إعادة هيكلة الاقتصاد بالمملكة، وهذا طبيعي ويحتاج التصحيح بعض الوقت ليستعيد السوق نشاطه ولكي تنضج بيئة ريادة الأعمال بالمملكة بشكل أفضل مع الوقت.وأشير إلى قلة برامج الدعم للمراحل الأولية للمشاريع من فكرة إلى منتج أو خدمة مبتكرة قبل الوصول الى المستثمرين، وأهمية تحديث الأنظمة بشكل يدعم مؤسسي الشركات الناشئة ويدعم كذلك مستثمري الاستثمار الجريء. *هل تعتقد أن حاضنات الأعمال ومؤسسات التمويل تقوم بدورها كاملاً في دعم رواد الأعمال؟ قبل أن نحكم على أدوارها يجب أن نطور معايير محددة لقياس أداء حاضنات الأعمال بالمملكة، هناك جهود جبارة وبرامج وحاضنات ومسرعات أعمال بالمملكة، ولكن لا يوجد تقارير دقيقة تفصل تحقيقها للأهداف وفق معايير قياس أداء دقيقة ومحددة. وللإنصاف فهناك بعض الحاضنات والمسرعات شركات ناشئة نوعية وواعدة وصلت إلى السوق وتتوسع بشكل جيد وتم الاستثمار فيها من قبل مستثمرين أفراد وصناديق الاستثمار الجريء ووفرت وظائف. وهذه بعض المعايير التي يمكن قياس أداء حاضنات ومسرعات الأعمال بالمملكة. بالإضافة إلى أهمية وجود برامج للدعم في المراحل الأولية وتحديث الأنظمة على مؤسسي الشركات الناشئة وكذلك المستثمرين. *كيف يتفادى شباب الأعمال التكرار والتقليد في اختيار مشاريعهم التجارية؟ الابتكار هو الحل وهو الأساس في المشاريع الريادية؛ ولا أقصد هنا الابتكار التقني فقط بل يشمل الابتكار في نموذج العمل أو قنوات البيع والتوزيع أو إعادة تعريف المنتج أو الخدمة بشكل إبداعي ومبتكر. فالإبداع والابتكار هو المحرك لخلق مشاريع جديدة ونوعية. والتكرار إذا كان يتحمله السوق فلا بأس به لتغطية قطاعات جديدة أو مناطق جديدة أو شريحة جديدة في السوق. *لماذا يقل الاستثمار في مجال التقنية الرقمية وسط رواد الأعمال؟ أعتقد في الآونة الأخيرة تواجد عدد وحجم جيد من صناديق الاستثمار الجريء بالمملكة والمنطقة مثل: Raed Ventures وVision Ventures وSTV وغيرها، ولكن عدد الشركات التقنية الناشئة النوعية قليل جداً بالنسبة لحجم وطبيعة الاستثمار الجريء في السنوات الأخيرة. وهناك بعض نوعية المشاريع التقنية الناشئة ومراحل نموها ليست كافية لتفتح شهية الاستثمار الجريء؛ لذلك نحتاج إلى البحث في كيفية توفير برامج للدعم الأولي والإرشاد الصحيح من قبل الممارسين وليس المنظرين لنعزز عدد ونوعية الشركات التقنية الناشئة القائمة على الابتكار والقادرة على النمو المتسارع، وربما يقودنا هذا إلى التساؤل الأول عن كفاءة الحاضنات والمسرعات ومساحات العمل المشتركة والدعم الذي تلقاه في المراحل المبكرة للمشاريع التقنية الناشئة حتى تصل إلى الاستثمار الأمثل. وكذلك تحديث الأنظمة لتسهيل إنشاء الشركات التقنية الناشئة وكذلك تسهيل عمل صناديق الاستثمار الجريء وفق أفضل الممارسات العالمية. *هل ترى أن رواد الأعمال السعوديين تنقصهم الرؤية الابتكارية والابداعية في مشاريعهم؟ لا أرى ذلك إطلاقاً؛ بل إن وجود مشاريع ابتكارية وإبداعية (تقنية وغير تقنية) لشباب وشابات الوطن أكبر دليل على القدرة الابتكارية والإبداعية لرواد الأعمال بالمملكة، ولكن هذه الابتكارات والإبداعات تحتاج إلى دعم مالي أولي وإرشاد نوعي من ممارسين. وأؤكد أننا نحتاج إلى صناديق وبرامج أكثر تدعم المشاريع في المراحل الأولية وهي مرحلة البحث والتطوير للأفكار الإبداعية وترجمتها إلى نموذج عمل تجاري يحولها إلى منتجات أو خدمات تصل إلى السوق وتنمو حتى يمكنها أن تصل إلى الاستثمار الجريء، كما أن أهمية الارشاد النوعي من ممارسين وليسوا منظرين مهم جداً. فقد ظهر في الآونة الأخيرة بعض المرشدين والموجهين ممن لديهم اطلاع بسيط وليس لديهم خبرات عملية في ممارسة ريادة الأعمال. ورغم كل هذه التحديات يبهرني دائماً ما أراه من مشاريع ابتكارية نوعية لشباب وشابات الوطن استطاعت أن تصل إلى الى السوق وتنمو بتسارع لتحصل على استثمار في مراحل مختلفة وتتوسع في السوق المحلي والإقليمي. الحصول على الرابط المختصر

مشاركة :