اليوم الوطني يوم غالي وعزيز في نفس كل مواطن سعودي، وحق لكل سعودي أن يفتخر بهذا اليوم الذي وحد فيه الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن ـ طيب الله ثراه ـ الجزيرة العربية، والتي مزقتها الحروب والقبلية في كيان واحد باسم المملكة العربية السعودية، واستطاع ومعاونيه من رجاله الأوفياء أن يبنوا دولة قوية وكيان مستقر يستلهم الماضى ويستشرف المستقبل على أسس دينية وإنسانية، وتمكن من إرساء قواعد التعليم النظامي في المملكة، وإنشاء وتأسيس المستشفيات والرعاية الصحية، وإشاعة الأمن الذي كان مطلباً أساسياً للاستقرار مما انعكس إيجاباً على كافة مجالات الحياة العلمية والعملية، وانطلقت مرحلة البناء والنماء والتطوير في كافة المجالات والميادين المختلفة، وواصل أبناؤه البررة ـ رحمهم الله جميعا- المسير إلى عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ـ حفظهم الله ـ حتى غدت المملكة نبراسا يحتذى به وعلماً مشرقاً وارتقت إلى مصاف الدول المتقدمة أمناً وأماناً للمواطن والمقيم، وأنا في هذا المقام أعبر عن كامل ولائي واعتزازي بوطني العزيز، وأهنئ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وحكومتنا الرشيدة بهذا اليوم المجيد. واليوم ينعم وطننا الحبيب بنهضة شاملة ومطردة، ويزدان برؤية 2030 التي تشكل نقطة تحول نوعية ستضع بلادنا في مصاف الدول العظمى، وتنقلها من الاعتماد على النفط إلى التنوع الاقتصادي في مختلف الأنشطة، وستكون انطلاقة لمرحلة تاريخية مهمة ستقود بلادنا الغالية بإذن الله تعالى نحو التقدم والرقي في بناء اقتصاد مزدهر ومجتمع حيوي ووطن طموح، يستشرف مستقبل برؤية المملكة ويحولها إلى واقع ملموس يلهم الحاضر ويبني المستقبل، ويسهم في التنمية المستدامة، بما يرفـع راية الوطـن فـوق كـل الصعاب والتحديات ينعم فيه أبنائه بالرخاء والرفاهية والأمن والأستقرار، كما تسعى رؤية المملكة إلى إحداث طفرة في القطاع الصحي بحيث يشهد فيه المواطن تطوراً في كل مؤشرات الصحة ويضعه في مصاف دول العالم المتقدمة في المجال الصحي. وعلى الرغم من اهتمام رؤية المملكة بالانفتاح في الاقتصاد، وبناء الكوادر البشرية إلا أنها لم تغفل ما يهم المسلمين من الشعائر التعبدية من خلال التوسع في الحرمين الشريفين حيث حددت بنهاية رؤية 2030 زيادة الطاقة الاستيعابية لاستقبال ضيوف الرحمن المعتمرين من ٨ ملايين إلى ٣٠ مليون معتمر وهو ما لم يحدث في تاريخ الحرمين الشريفين من قبل. لذلك يحتم علينا الواجب الوطني أن ندعم هذه الرؤية بالإخلاص والعمل الجاد من أجل المساهمة في رفعة هذا الوطن وبنائه بقوة الإيمان والإخلاص والوطنية، يقول تعالى (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) سورة التوبة، الآية 105.
مشاركة :