استنكر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي (بطريرك الموارنة في لبنان) ممارسات السياسيين اللبنانيين التي تعطل تشكيل الحكومة، مؤكدا عدم أحقيتهم بالإصرار على مواقفهم السياسية التي تحول دون إنجاز الحكومة، قائلا: "لبنان ليس ملكا لأحد منهم بل هو ملك للشعب اللبناني بأكمله". وأكد البطريرك الراعي أنه من غير المقبول تماما مرور 4 أشهر على التكليف بتشكيل الحكومة، دون النجاح في تأليفها، مشددا على أن الممارسات السياسية المعرقلة مرفوضة تماما، خاصة وأنها تتجاهل وضع البلد "الغارق يوما بعد يوم اقتصاديا وماليا"، على حد قوله. وأشار إلى أن المؤتمرات الدولية التي عقدت في روما وباريس وبروكسيل لدعم الجيش والقوى الأمنية والاقتصاد ومؤسسات الدولة اللبنانية ومعاونتها على مواجهة عبء النزوح السوري، جاءت في ضوء تحذيرات البنك الدولي والمؤسسات الدولية من خطورة الأوضاع الاقتصادية والمالية في لبنان، وهو الأمر الذي دفع العالم من خلال تلك المؤتمرات الثلاثة إلى التعهد بدعم لبنان بما قيمته 5ر11 مليار دولار على أساس أن يواكب تلك التعهدات المالية إصلاحات جدية في قطاعات الدولة اللبنانية. ودعا البطريرك الراعي إلى تشكيل "حكومة طوارئ حيادية" تتكون من شخصيات لبنانية معروفة وليس لها ارتباطات حزبية أو تجمعات انتخابية، ومشهود لأعضائها بالخبرة والحيدة، للبدء في إجراء الإصلاحات الهيكلية المطلوبة من لبنان حتى يتمكن من صرف التعهدات المالية التي تقررت من خلال المؤتمرات الدولية التي عقدت لدعم لبنان. وأضاف أن حكومة الطوارئ يكون من بين مهامها التأسيس للمصالحة والوحدة الوطنية، مؤكدا أنه من العبث الحديث عن وحدة وطنية في الوقت الذي يتراشق فيه السياسيون اللبنانيون يوميا الاتهامات والإساءات الشخصية، لافتا إلى وجود سابقة عام 1958 لتشكيل حكومة طوارئ. واعتبر أن تأليف حكومة طوارئ هو الحل لتقريب وجهات النظر والتأسيس لتفاهم ومصالحة، على أن يعقبها تشكيل حكومة وحدة وطنية، قائلا: "وأنا لا أرى أن هناك حلا آخر لغاية اليوم".
مشاركة :