الزبير بن العوام.. أسد في براثنه

  • 9/20/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد: مبرة الآل والأصحاب ألف الزبير رضي الله عنه حياة الخشونة وساحات القتال، وكان فارسها المجرّب وبطلها المحنَّك، وكان يقاتل وحده ويعتمد بعد ربه على ساعده، وعلى هذا ربته أمه، حيث أعدته منذ صغره إعداداً خاصاً يؤهله لقيادة الجيوش وتحمُّل المسؤوليات. ولذا كانت كثيراً ما تقسو عليه وهو صغير وتضربه ضرباً شديداً فقيل لها: قتلته خلعت فؤاده أهلكت هذا الغلام، قالت: إنما أضربه كي يلب ويجرّ الجيش ذا الجلب(1). ومعنى يلب هنا: أي يصير ذا لب، وهو العقل(2)، والجلب هنا بمعنى الأصوات الكثيرة، وهي كناية عن قيادته لجيش كبير عرمرم(3). وروى ابن سعد في الطبقات: أن الزبير كسر يد غلامٍ ذات يوم، وفي روايةٍ: يد رجل، فجيء بالغلام إلى صفية، وقيل لها: ذلك، فقالت صفية: كيف وجدت زبراً؟ آأقطا(4) حسبته أم تمراً أم مشمعلاً صقراً(5). وذكر ابـن حجر في الإصابة عن الزبير بن بكار في كتاب النسب عـن عبد الله بن مصعب: أن العوَّام لما مات كان نوفل بن خويلد يلي ابن أخيه الزبير، وكانت صفية تضربه وهو صغير، وتغلظ عليه، فعاتبها نوفل وقال: ما هكذا يضرب الولد، إنك لتضربينه ضرب مبغضة، فرجزت به صفية من قال إني أبغضه فقد كذب، وإنما أضربه لكي يلب ويهزم الجيش ويأتي بالسلب، ولا يكن لما له خبأ مخب، يأكل في البيت من تمر وحب(6). وبهذا أُعد الزبير من صغره إعداداً خاصاً ليوم الكريهة والطعان، وأثمر هذا الإعداد ثمراً يافعاً قوياً، حيث احتضنته ساحات الوغى وأسلمت له قيادها، فلا تلفيه إلا شجاعاً ثائراً وبطلاً مغواراً وفارساً مقداماً، يدور يُمنة ويُسرة، يستأصل بسيفه جذور الشرك والمشركين في تفان قلَّ أن تجد له نظيرا، يقاتل كأنه يقاتل وحده، وكأنه جيش بكامله. الهوامش : 1 – انظر: الطبقات الكبرى: 3/101. 2 – انظر: النهاية في غريب الحديث، ابن الأثير، 4/223. 3 – المصدر السابق: 1/281. 4 – الأقط: لبن مجفف يابس مستحجر يطبخ به. (النهاية لابن الأثير: 1/57). 5 – الطبقات الكبرى: 3/101. 6 – الإصابة: ابن حجر، 2/458. علاج الأحلام المفزعة الرؤيا المفزعة والمقلقة المحزنة سببها الشيطان، ليحزن بها المؤمن، وليس بضاره شيئاً إلا بإذن الله عز وجل. جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: رأيت في المنام كأن رأسي قطع. فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه، فلا يحدث به الناس. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الرؤيا ثلاث، منها أهاويل من الشيطان ليحزن بها ابن آدم، ومنها ما يهم به الرجل في يقظته فيراه في منامه، ومنها جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة. وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: الرؤيا ثلاث، فرؤيا صالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه، فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل، ولا يحدث بها الناس. رواه مسلم. وفي رواية للبخاري: وتخويف الشيطان. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرؤيا الصالحة من الله، والرؤيا السوء من الشيطان. والعلاج في دفع مثل هذه الرؤيا هو الالتزم بالعلاج النبوي. قال أبو سلمة بن عبد الرحمن: إن كنت لأرى الرؤيا تمرضني فلقيت أبا قتادة، فقال: وأنا كنت لأرى الرؤيا فتمرضني، حتى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الرؤيا الصالحة من الله، فإذا رأى أحدكم ما يحب، فلا يحدث بها إلا من يحب، وإن رأى ما يكره، فليتفل عن يساره ثلاثاً، وليتعوذ بالله من شر الشيطان، ولا يحدث بها أحداً، فإنها لن تضره. رواه مسلم. وفي رواية: «وليتحول عن جنبه الذي كان عليه». والمطلوب من الشخص عندما يرى ما يكرهه: الاستعاذة بالله من الشيطان، ومن شر الرؤيا. النفث عن يساره ثلاثاً. التحول عن الجنب الذي كان عليه إلى جنبه الآخر. لا يحدث بها أحداً. فلن تضره الرؤيا بإذن الله. قال أبو سلمة: «إن كنت لأرى الرؤيا أثقل علي من جبل، فما هو إلا أن سمعت بهذا الحديث فما أباليها».

مشاركة :