يزداد الاهتمام عالمياً بإيجاد أساليب غير تقليدية لتقوية المناعة وتعزيز الوقاية وتحسين الصحة، وجامعة هارفارد العريقة أنشأت معهداّ لما أصبح يُعرف ب "طب أساليب الحياةLifestyle Medicine ". ويقدّم المعهد مواد دراسية تخدم هذا المجال، وهي موجهة لمدربين صحيين يتلقون معلومات ومهارات وأدوات لتعزيز فعالية وكفاءة طرق عيش مرضاهم وتغيير أساليب حياتهم. ويتكون المحتوى العلمي للمواد من محاضرات ومجموعات نقاش وتعليم تجريبي لإعطاء التدريب الصحي حقه كمساهم فاعل في الإصلاح الحقيقي للرعاية الصحية (التي من أشد أنصارها والداعين لها الرئيس باراك أوباما). وهذه المواد تهدف إلى تحسين الصحة العامة من خلال الاهتمام بالتغذية وبالرياضة وبأنماط النوم والتواصل الاجتماعي والتحفيز الذهني والطبيعة وتنظيم الانفعالات والتأمل (ويقابلها عندنا الاهتمام بالدين) والتعامل مع الضغوط. وهذه المواد التي يقدمها المعهد تقدم على مستويين: المستوى الجامعي والمستوى ما فوق الجامعي. وتذكر الأخبار ان الجمعية الأوروبية لطب أساليب الحياة، وهي الجمعية الطبية الأولى في أوروبا والمخصصة للوقاية من الأمراض غير المعدية التي لها علاقة بأساليب الحياة ومعالجتها وإجراء الأبحاث عليها، قد تحالفت في شهر أكتوبر من عام 2014م مع الوقاية الأوربية من مرض السرطان، وكانت تحالفت قبلها مع الكلية الأمريكية لطب أساليب الحياة، ومع معهد جامعة هارفرد لطب أساليب الحياة، ومع الجمعية الاسترالية لطب أساليب الحياة، ولذلك لتفعيل الطب الوقائي المتمثل في طب أساليب الحياة، وتحسين تعليم المختصين بالصحة وزيادة الأبحاث في هذا المجال في العالم كله، وكل ذلك للتقليل من انتشار الأمراض غير المعدية والتي للإصابة بها علاقة بأساليب الحياة. والأمراض غير المعدية اليوم وهي أمراض القلب والسرطان وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة والسكري تمثل مصادر خطر كبيرة لصحة الإنسان ونموه. ومن المثير، في ضوء الأبحاث والدراسات الجديدة، أن 80% من هذه الأمراض الأربعة يمكن الوقاية منها بتغيير أساليب الحياة. وأبرز التغييرات المفترض القيام بها لدرء خطر الإصابة بالأمراض القاتلة هي التوقف عن التدخين، وتحسين التغذية، وممارسة الرياضة والتخلص من الضغوط النفسية. ومحصلة كل ما سبق هو عودة الاهتمام بقوة بالوقاية قبل العلاج، والاهتمام بالتغذية كأحد الأركان المهمة للفرع الجديد من الطب وهو "طب أساليب الحياة."
مشاركة :