وجه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر أمير منطقة جازان بإقامة مهرجان للبن بالقطاع الجبلي يقام بمحافظة الداير بني مالك في مطلع شهر محرم المقبل. وأوضح وكيل محافظ الداير أحمد حسن الفيفي أن المهرجان الذي سيدشنه سمو أمير المنطقة، سيشارك فيه كافة مزارعي البن بالقطاع الجبلي من محافظات الريث وفيفاء والعيدابي والداير. وبين ان المهرجان سيكون لمدة شهر وسيتخلله خيمة تسوق ومعرض تراثي وعروض لمنتجات الفواكه الاستوائية والحبوب بجميع أنواعها والأشجار العطرية والعسل ولفت وكيل محافظة الداير ان العمل جار منذ صدور توجيهات سمو أمير جازان لتنظيم المهرجان حيث عقدت عدة اجتماعات مع كافة الجهات المعنية لبحث الخطط الكفيلة بإنجاح المهرجان وتجهيز مواقع مناسبة لإبراز ما تتمتع به المنطقة من خيرات مختلفة وبين الفيفي أن وكيل إمارة منطقة جازان الدكتور عبدالله السويد وجه هيئة تطوير وتعمير فيفاء بعمل حصر لمزارعي البن بالقطاع الجبلي وشدّد على ضرورة تضافر الجهود لإنجاح المهرجان. من جانبه شكر شيخ شمل قبائل فيفاء الشيخ علي بن حسن الفيفي سمو أمير منطقة جازان نيابة عن ابناء القطاع الجبلي على التوجيه بإقامة هذا المهرجان الذي من المنتظر ان يشهد اقبالاً كبيرا واشار الى ان مهرجان البن سيخلق فرص تسويق جيدة لثروة منسية في جازان مما سيشجع المزارعين على الاستثمار في زراعة وانتاج البن الجبلي الذي يحظى بشعبية واقبال كبير بسبب الجودة التي يتميز بها هذا البن، ولفت الى ان اختيار محافظة الداير مقرا لإقامة المهرجان اختيار موفق لأنها تتوسط محافظات القطاع الجبلي وقال ان هذا المهرجان دعم وتشجيع لزراعة البن وسيكون سوقا دائما يقصده الجميع من تجار وعشاق القهوة. هذا وقد عبر عدد من المواطنين ممن لا زالوا يهتمون بزراعة البن في جبال جازان وخاصة كبار السن عن سعادتهم باعتماد مهرجان البن السنوي بمحافظة الداير وعلق جميع المزارعين امالا كبيرة على هذا المهرجان للنهوض بزراعة البن في جازان وعودة زراعة البن لسابق عهدها في القطاع الجبلي تتربع على عرش المحاصيل الزراعية. احد المزارعين في جبال فيفاء العم موسى احمد الفيفي حذر من استمرار اهمال زراعة البن في جبال جازان، وترك الكثير من المزارعين لمهنة الزراعة ما سيؤدي حسب الفيفي الى انقراض اشجار البن من مزارع القطاع الجبلي في جازان وقال ان هذا المهرجان لزراعة البن لتستعيد عافيتها، وطالب بدعم وتشجيع زراعة البن ونبه على ان الوضع خطير حيث انه لا يزال هناك عدد قليل من كبار السن فقط هم من يحافظون على زراعة البن، وقال انه لا يستسيغ أي قهوة من أي بن اخر غير البن الجبلي او البن الذي تنتجه مزرعته التي يعتني بها بنفسه رغم كبر سنه، وبين ان الدخل الذي يعود عليه من مزرعة البن الصغيرة التي يملكها مجز لان اسعار البن الجبلي مرتفعة والاقبال عليه كبير بسبب جودته. اما الباحث الزراعي علي احمد العبدلي فقال لقد استبشرنا خيرا بقرار سمو أمير منطقة جازان بإقامة مهرجان للبن كل عام في مطلع شهر محرم، ولا شك ان هذا المهرجان سيجعل الجهات المعنية بالزراعة تهتم بزراعة البن في جبال منطقة جازان من اجل انجاح هذا المهرجان السنوي، وهو ما يحتاج الى توفير الدعم المادي والفني للمزارعين لتشجيعهم على زراعة البن والعناية بهذه الشجرة التي تكاد تنقرض في جبال المنطقة بعد ان كانت الزراعة الرئيسية والسائدة في الماضي ودعم أنشطة زراعة البن خاصة المتعلقة بمشاريع حصاد مياه الأمطار لتشجيع زراعة البن وقال العبدلي ان الحصول على البن الجبلي اصبح في هذه الايام صعبا وبأسعار عالية جدا يصل فيها سعر الكيلو احيانا الى قرابة المائة ريال. واذا كانت حاجة المزارعين ماسة في القطاع الجبلي بمنطقة جازان للقروض لتنمية المشاريع الزراعية من اجل الارتقاء بمحاصيلهم عموما فإن شجرة «البن» الجبلي اكثر اولوية لهذه القروض حيث باتت مهددة بالانقراض والزوال بعد رحلة طويلة من القرون استمرت فيها زراعة هذه الشجرة الهامة. ولان هذه النبتة تزرع على ارتفاعات كبيرة تصل الى حوالي 11000 قدم فوق سطح البحر او اكثر على قمم سلسلة جبال جازان، فإن المزارعين تقابلهم صعوبات جمة للاستمرار في رعاية اشجار البن المزروعة على المدرجات الجبلية التي لا تصل اليها وسائل الزراعة الحديثة وتعتمد على مياه الامطار فقط التي يتسبب شحها في بعض الاعوام الى خسائر كبيرة يفقد معها المزارعون اعدادا كبيرة من اشجار البن التي تموت من العطش. ومع ان التقدم الكبير والهائل في وسائل الزراعة الحديثة الا ان الزراعة عموما، وهي المهنة الرئيسة للسكان في القطاع الجبلي بجازان لا تزال تعتمد على وسائل بدائية بسيطة تزيد العبء على كاهل المزارع مع طبيعة وتضاريس وظروف المناطق الجبلية الوعرة رغم مطالبات مزارعي جبال جازان بتأمين وسائل زراعة حديثة وقروض وارشاد زراعي وسقيا الا انها لم تجد اذانا صاغية على حسب قولهم الى اليوم. عدد من المواطنين طالبوا بدعم زراعة البن في القطاع الجبلي بجازان خصوصا بعد ان اثبتت محطة تجارب هيئة تطوير وتعمير محافظة فيفاء نجاح زراعة البن نجاحا باهراً والإسهام في توفير الارشاد الزراعي وشتلات البن ومعدات وآلات زراعية حديثة تناسب البيئة الجبلية والتشجيع مع الدعم المادي السنوي وتوفير الضمان التسويقي واقامة خزانات والحواجز المائية وبناء المشاتل للإكثار من شتلات البن المحسنة للارتقاء بزراعة البن الذي يحتل مكانة كبيرة في مشروبات العرب والمملكة بوجه خاص. يشار الى ان ارتفاع شجرة البن في جبال جازان يتراوح ما بين مترين الى اربعة امتار وتحصد بذوره بعد ان تنضج ويتحول لونها من الاخضر الى الاحمر الداكن بجمعها والتقاطها حبة حبة وتستخدم قشور بذور البن بالقطاع الجبلي في جازان في انتاج نوع اخر من القهوة التي يعشقها ابناء هذه الجبال والتي تعرف "بالقشر" ويعد البن الجبلي بجازان من اجود انواع البن، الا ان هذا البن اصبح نادرا توفره في الاسواق بسبب قلة الامطار وعدم الاهتمام بهذه الزراعة في السنوات الاخيرة ورغم ذلك فان طبيعة جبال جازان الزراعية اثبتت مساعدة شجرة البن على البقاء والنمو بشكل طبيعي لذلك استمرت شجرة البن تنمو، وتحافظ على بقائها طبيا فوق قمم هذه الجبال دون رعاية او اهتمام. وتمثل شجرة البن العربي أكثر من 60 في المائة من إنتاج البن في العالم وبلغ الإنتاج للعام الماضي 4.86 ملايين طن قدرت قيمتها بنحو 16 مليار دولار. ويرجع المؤرخون الموطن الأصلي لشجرة البن الى مديرية (كافا) الاستوائية بالحبشة، والتي رُجح بسببها اصل التسمية الى هذا الاقليم بقولهم (كافية) وقد انتقلت زراعة هذه الشجرة الى اليمن عام 575 ميلادية، وذكر مؤرخون ان اول زراعة للبن في الجزيرة العربية كانت في القرن الرابع عشر الميلادي عندما نقل بذوره احد التجار من الحبشة وقد احتكر العرب تجارة البن في العالم لمدة قرنين من الزمان.. ثم بدأت زراعته في سيلان وجاوا عام 1720م والبرازيل سنة 1770.
مشاركة :