ثمن خبراء البترول والثروة المعدنية من تعاون مصر مع قبرص لإنشاء خط أنابيب بحري لانتقال الغاز المسال بين الجانبين، مؤكدين أن تلك الخطوة تمنع أي محاولات خارجية لاستنزاف الثروات المصرية والاستحواذ علي حقوق الدولتين من الموارد الطبيعية.وأكد مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، اتفاق مصر مع قبرص بشأن مشروع إقامة خط أنابيب بحري مباشر بين البلدين، يثبت أن مصر هي المحور الإقليمي للطاقة في البحر المتوسط.وأضاف "يوسف" في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" أن مصر هي الاتجاه الوحيد حاليا لكل إنتاج المتوسط من الغاز، خاصة وأن مثل تلك الإتفاقيات تهدم مخططات أي دول أخرى كانت تسعى للاستحواذ على إنتاج المتوسط ومروره عبرها.وأوضح نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، أن قبرص بعد توقيع الاتفاقية لن تلتفت لأي محاولات مد خطوط أخرى لأوروبا، نظرا لتكلفتها الرهيبة، وتحقيقها للمراد عبر بوابة مصر، مشيرا إلى أن الغاز الإسرائيلي واليوناني أيضا لن يجد منفذ سوانا، وهو طريقنا للتحول لمركز إقليمي للطاقة.وأكد يوسف، أن إبرام مصر لاتفاقية مع قبرص بشأن بشأن مشروع إقامة خط أنابيب بحري مباشر، من أجل نقل الغاز الطبيعي من حقل أفروديت القبرصي، إلى محطات الإسالة بمصر، هو إنتصار لمصر ضد تركيا، وضربة جديدة للجانب التركي.وأضاف أن إنتصار مصر يكمن في شقين، أولهما التأييد القوي لمصر بموجب هذا التعاقد من المؤسسات الأوروبية والبنوك الكبرى التي ستمول ذلك المشروع، على حساب الجانب التركي، وثانيهما إحباط أي مشروعات للجانب التركي حول ربط إنتاج الغاز بالبحر المتوسط عن طريقها بين الدول المنتجة والمستوردين.وأوضح الخبير، أن حقل أفروديت ليس من المناطق المتنازع عليها بين الجانبين التركي والقبرصي، حيث ان مناطق النزاع بشمال قبرص، وأفروديت وأغلب إنتاج قبرص من المنتجات البترولية في الجنوب، مشددا أن الإتفاق خلق أزمة للجانب التركي بكل تأكيد.وقالت وزارة البترول والثروة المعدنية أن العاصمة القبرصية نيقوسيا، شهدت توقيع الاتفاق بين كل من طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية ويورجوس لاكوتريبس وزير الطاقة والصناعة والسياحة والتجارة القبرصي.وقال الدكتور رمضان أبوالعلا، الخبير البترولي، إن اتفاق مصر مع قبرص بشأن مشروع إقامة خط أنابيب بحري مباشر بين البلدين، مفيد جدا، لكنه مفيد للجانب القبرصي والمستثمرين العالميين بشكل أكبر، موضحا أنه لو كان لدينا مفاوض جيد لكانت تعاظمت فوائدنا.وأضاف "أبوالعلا" في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" أن هذا الاتفاق من شأنه التأكيد للوصول لحل بشأن قضايانا التحكيمية الإقليمية وإسقاطها، مشيرا إلى أن أرباح مصر ستضاف على ذلك من رسوم المرور الغاز بمياهنا، فضلا عن تشغيل محطات الإسالة وإن كانت أرباحنا منها لا يتعدى 20% فقط.وأوضح الخبير، أن مصر لن تستخدم الغاز القبرصي بالإنتاج المحلي، حيث نسلك في طريقنا للاكتفاء الذاتي من إنتاجنا، ومن ثم على مصر أن تحقق خطة تحويلها لمركز إقليمي للطاقة بالشكل الصحيح، فالأمر ليست لافتة ترفع بأننا سنكون كذلك فقط.ووضع "أبوالعلا" روشتة صغيرة لكي يصبح الأمر واقعا، فأولا يجب أن يكون تحويل مصر لمركز إقليمي للطاقة ليس هدف، وإنما أسلوب ننتهجه، ثانيا، أن أستفيد بـ25% من الغاز الذي يمر عبرنا بتحويله لقيمة مضافة بإقامة مصانع بتروكيماويات في منطقة قناة السويس، نقوم بتصدير منتجاتها، وخلق فرص عمل كثيفة من خلالها.واختتم الخبير، بأنه بعدم تعظيم الاستفادة من ذلك الغاز، فإن الأمر لن يكون سوى لافتة يرفعها المسئولون بوجوهنا، وأن عليهم أن يفكروا بشكل أكثر إيجابية لذلك البلد الذي يستحق ذلك.وكانت مصر قد وقعت اتفاقا مع قبرص بشأن مشروع إقامة خط أنابيب بحري مباشر، من أجل نقل الغاز الطبيعي من حقل أفروديت القبرصي، إلى محطات الإسالة بمصر وإعادة تصديره إلى الأسواق المختلفة