ربط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الدعم الأمريكي لدول الشرق الأوسط بأسعار النفط أمس الخميس، داعيا أوبك من جديد إلى خفض الأسعار. وقال ترامب على «تويتر»: «نحمي دول الشرق الأوسط، ومع ذلك يواصلون دفع أسعار النفط إلى أعلى! على منظمة أوبك المحتكرة للسوق دفع الأسعار إلى الانخفاض الآن!». ووجه الرئيس الجمهوري سهام انتقاداته إلى منظمة البلدان المصدرة للبترول على مدى الأشهر العديدة الماضية. وقد يصبح ارتفاع أسعار البنزين الأمريكية مبعث قلق سياسي لترامب قبل انتخابات الكونجرس في نوفمبر، إذ ربما يبطل أثر دعاوى الجمهوريين بأن التخفيضات الضريبية وتخفيف اللوائح الاتحادية ساعدا في تعزيز الاقتصاد الأمريكي. ودعا ترامب السعودية، أكبر منتج في أوبك، إلى زيادة الإنتاج، قائلا إن عليها مساعدة الولايات المتحدة في خفض أسعار الوقود بما أن واشنطن تساعد الرياض في صراعها مع إيران. وأبلغت مصادر في أوبك «رويترز» أمس أن من المستبعد أن تتفق المنظمة وحلفاؤها على زيادة رسمية في إنتاج النفط عندما يجتمعون في الجزائر مطلع الأسبوع القادم، وإن كان الضغط يتصاعد على كبار المنتجين للحيلولة دون طفرة في أسعار الخام قبيل فرض عقوبات أمريكية جديدة على إيران. تدخل العقوبات الجديدة حيز التنفيذ في نوفمبر، وهي نتيجة لقرار ترامب الانسحاب من اتفاق 2015 بشأن البرنامج النووي الإيراني. ويخشى مصدّرون من أن توقد طفرة في أسعار النفط بسبب العقوبات شرارة انتقادات جديدة من ترامب، لكنهم يواجهون أيضا شكوكا إزاء قدرتهم على تعويض أي تراجع في المعروض الإيراني حسبما ذكرت المصادر. وخلال زيارة إلى موسكو هذا الشهر، قال وزير الطاقة الأمريكي ريك بيري إن بوسع السعودية والولايات المتحدة وروسيا زيادة الإنتاج العالمي في الثمانية عشر شهرا القادمة لتعويض تراجع إمدادات النفط من إيران. وتحت ضغط من الرئيس الأمريكي، اتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول وروسيا وحلفاء آخرون في يونيو على زيادة الإنتاج بمقدار مليون برميل يوميا، بعد أن شاركوا في اتفاق لخفض الإمدادات منذ 2017. ومن المقرر أن يجتمع التحالف الذي يطلق عليه «أوبك» يوم الأحد في الجزائر لبحث كيفية إدراج تلك الزيادة البالغة مليون برميل يوميا ضمن إطار حصص إنتاج الدول المشاركة في التحالف. وتقول مصادر أوبك إنه لا خطة وشيكة لأي تحرك رسمي، إذ إن خطوة كهذه ستتطلب أن تعقد أوبك ما تطلق عليه اجتماعا استثنائيا، وهو أمر غير مطروح للنقاش. وقالت المصادر إن اجتماع الأحد سيناقش كيفية توزيع زيادة الإنتاج المتفق عليها، وسيدرس ما إذا كانت السوق بحاجة إلى مزيد من النفط لتعويض خسارة الإمدادات الإيرانية وانخفاض إنتاج فنزويلا. وقال مصدران إن الاجتماع قد يصدر توصية بشأن توزيع الزيادة، إذ إن معظم الدول المشاركة ستكون ممثلة. وقال مصدر آخر في أوبك: «لا توجد اقتراحات بشأن اجتماع استثنائي في الجزائر». وأضاف المصدر أن اللجنة الوزارية المشتركة بين أوبك والمنتجين المستقلين المعروفة باسم لجنة المراقبة الوزارية المشتركة التي تجتمع في الجزائر يوم الأحد، مازال بمقدورها تقديم توصية إلى التحالف عموما بزيادة أخرى في الإنتاج إذا اقتضت الضرورة. وقال مصدر آخر في أوبك: «لكي تتخذ قرارا، تحتاج إلى حضور جميع الوزراء. ليس جميع الوزراء حاضرين، لكن معظم الوفود ستكون ممثلة». من يمكنه زيادة الإنتاج؟ تدخل عقوبات أمريكية على صادرات النفط الإيراني حيز النفاذ في نوفمبر، مع انخفاض إنتاج البلاد بالفعل إلى أدنى مستوى في عامين. وسيؤدي انخفاض إنتاج فنزويلا والتوقف غير المخطط له للإمدادات في أماكن أخرى أيضا إلى استمرار شح المعروض بالسوق. ودعمت المخاوف بشأن نقص الإمدادات أسعار الخام في الأسابيع الأخيرة، مع تداول خام القياس العالمي برنت فوق 79 دولارا للبرميل أمس الخميس. وتريد واشنطن وقف صادرات الخام الإيراني تماما بحلول نوفمبر، وتضغط على أعضاء أوبك وروسيا لضخ المزيد من الخام لتعويض النقص. وأبلغت مصادر لدى أوبك وفي القطاع «رويترز» أن شركات تكرير صينية وهندية وأخرى آسيوية تطلب من منتجي الشرق الأوسط، مثل السعودية والعراق والإمارات والكويت، مزيدا من الشحنات. وتقول المصادر إنه في حين يواجه بعض المنتجين قيودا على الإنتاج بسبب عقبات خاصة بالبنية التحتية، أو أنهم لا يرغبون في أن يُنظر إليهم على أنهم يغرقون السوق، فإن آخرين يزيدون الصادرات بهدوء إلى آسيا. ورغم ارتفاع إنتاج أوبك منذ يوليو، فإن السعودية أضافت كميات أقل من النفط بالمقارنة مع ما أشارت إليه في البداية. وتشير الطاقة الفائضة إلى قدرة المنتج على زيادة الإنتاج في وقت قصير نسبيا. ويوجد معظم الطاقة الفائضة في الشرق الأوسط. في غضون ذلك، حذر الأمين العام لمنظمة أوبك محمد باركيندو، هذا الأسبوع، من نقص الاستثمار في قطاع النفط العالمي. وقال باركيندو في مقابلة مع تلفزيون «رويترز» مشيرا إلى انخفاض أسعار النفط الذي بدأ في 2014: «رأينا انكماشا في مستوى الاستثمارات في السنتين الأخيرتين ردا على أثر الانخفاض».
مشاركة :