القاهرة : عصام فضل ما بين مطرقة الأزمة الاقتصادية، وسندان التطور التكنولوجي، تواجه العديد من المهن المهمة في مصر مأزقاً حرجاً يهدد بعضها بالاختفاء، كما حدث مع مهن أخرى خلال الأعوام المئة الأخيرة. مصدر الخطر يأتي من التطور التكنولوجي، واتجاه الحكومة والمستثمرين إلى ميكنة العديد من الخدمات، ووسائل الإنتاج، بينما تسبب ارتفاع الأسعار باضطرار قطاعات كبيرة من المصريين إلى ضغط نفقاتهم ، ما وضع أصحاب بعض المهن في مواجهة خطر التوقف عن العمل.في إطار المسار الطبيعي للتطور التكنولوجي في سوق العمل، يجري تغيير تدريجي للبواب «حارس البنايات التقليدي»، والاعتماد على شركات الأمن التي انتشرت في مصر، والتي باتت تتولى مسؤولية الأمن في العديد من البنايات الجديدة، بينما كان يؤدي البواب مهام كثيرة، بجانب الحراسة لا يمكن لشركات الأمن تأديتها.بينما يتوقع أن يؤدي اتجاه الحكومة إلى ميكنة العديد من الخدمات إلى عدم جدوى الكثير من المهن، منها مهنة محصل التذاكر «الكمسري» الذي يتولى تحصيل قيمة تعريفة الركوب، فالاتجاه الحكومي لتطوير قطاع النقل يشير إلى عدم الحاجة إليه في المستقبل القريب. و تواجه مهنة سمسار العقارات تحدياً من نوع آخر بسبب انتشار مواقع التسويق المجانية التي تتولى نشر إعلانات بيع العقارات مجاناً.علاوة على اختفاء مهن عدة كانت في وقتها تلبي احتياجات أساسية للمجتمع، منها مهنة «السقا»و«الداية» و«العربجي» و«حلاق الصحة» و«الندابة» والاستغناء عن كي ملابسهم لدى المكوجي .يقول شحاتة المقدس، نقيب الزبالين، إن المجتمع لا يمكنه الاستغناء عن الزبال التقليدي الذي يتولى جمع القمامة من المنزل. يقول الدكتور مدحت نافع، الخبير الاقتصادي، إنه يجب التفريق بين المهن التي لم يعد المجتمع بحاجة إليها، سواء بسبب التطور التكنولوجي، أو استبدال مهن أخرى بها، وبين مهن تواجه خطر الاختفاء لكن المجتمع يحتاج إليها وإلى استمرارها.