صنعاء: «الخليج» نفت منسقة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، ليز جراندي، أن تكون وقعت في صنعاء أي اتفاقية، أو مذكرة تفاهم مع الانقلابيين و«إن مشروع الجسر الجوي الذي أخذ وقتاً من النقاش بين الأمم المتحدة وممثلي الحكومة الشرعية سيتم التوقيع عليه مع الحكومة الشرعية في المكان والزمان المناسبين»، فماي طالبت الحكومة الشرعية المبعوث الدولي مارتن جريفيث، باتخاذ موقف حازم تجاه الانقلابيين.وزعم الانقلابيون أنهم وقعوا في صنعاء، يوم 15 الشهر الجاري، مع الأمم المتحدة، مذكرة تفاهم بين الوزارة والأمم المتحدة لإنشاء جسر جوي طبي لنقل المرضى ذوي الحالات الحرجة. وحسب إعلام الانقلابيين، فإن مذكرة التفاهم تتضمن تمكين النقل الطبي للمرضى ذوي الحالات الحرجة لتلقي العلاج بالخارج، عبر رحلات مبرمجة تابعة للأمم المتحدة لمدة ستة أشهر.وأعربت منسقة الشؤون الإنسانية، خلال لقاء جمعها، امس، في الرياض، وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية الدكتور منصور بجاش، عن تقديرها لكل ما تقدمه الحكومة الشرعية من تسهيلات لعمل المنظمات الإنسانية.وخلال اللقاء أعرب بجاش عن انزعاج واستنكار الحكومة اليمنية لتوقيع منسقة الشؤون الإنسانية مذكرة تفاهم مع المدعو هشام شرف، حول تشغيل الجسر الجوي الطبي للمرضى اليمنيين، لكون ذلك يتعارض مع التزامات الأمم المتحدة، وقرارات مجلس الأمن، وفي مقدمتها القرار ٢٢١٦، وأن ذلك الإجراء سينعكس سلباً على العلاقات المتميزة بين الحكومة والمنظمات الدولية.وأكد وكيل وزارة الخارجية اليمنية أن تواجد مكاتب المنظمات الدولية في صنعاء، الواقعة تحت احتلال الميليشيات الانقلابية، لا يبرر مطلقاً خضوع تلك المنظمات للابتزاز لتوقيع أي اتفاقيات مع ميليشيات لا تمثل الشعب اليمني، مؤكداً أن الحكومة لن تعترف بهذا الاتفاق.وقال «إن الحكومة اليمنية حريصة على التخفيف من معاناة اليمنيين وإنجاح تسيير الجسر الطبي، التزاماً منها بمسؤولياتها الوطنية، وحرصاً على رعاية المرضى والمحتاجين للعلاج وهي صاحبة المبادرات لحشد الدعم الإنساني والإقليمي لمساعدة الشعب اليمني في محنته، وعلى وجه الخصوص المرضى منهم، وقد رحبت وتفاعلت منذ وقت مبكر مع مشروع الجسر الجوي الطبي بغرض تخفيف المعاناة عن المواطنين».في غضون ذلك، قال نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن صالح: «كنا نأمل من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي موقفاً حازماً تجاه تمرد الحوثيين وعدم استجابتهم لجهود ودعوات السلام والسعي بجدية لتنفيذ القرارات الدولية، وما أجمع عليه كل اليمنيين وبدعم وتأييد إقليمي ودولي».وكان محسن صالح يخاطب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث، يوم أمس، خلال لقاء جمعهما في العاصمة السعودية الرياض، التي يزورها الأخير حالياً، بعد زيارة قام بها إلى صنعاء، التقى خلالها قيادات في ميليشيات الحوثي الانقلابية.وناقش محسن صالح وجريفيث المستجدات وجهود إحلال السلام في اليمن. وطالب الفريق محسن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بتنفيذ قرارهم الخاص باليمن رقم ٢٢١٦، مثمناً موقف دول التحالف والدول الشقيقة والصديقة في رفض الانقلاب ومساندة اليمنيين في شتى المجالات. كما وضع نائب رئيس الجمهورية اليمني المبعوث الأممي في صورة الوضع الإنساني الذي تعيشه اليمن وكيف حولت الميليشيات المناطق التي تحت سيطرتها إلى سجن كبير تقتل، وتختطف، وترهب فيه من تشاء، علاوة على سعيها لتدمير الاقتصاد، ونهب الإغاثات، وتدمير مؤسسات الدولة. وأكد رفض اليمنيين المطلق للسيطرة على السلطة بقوة السلاح والعنف، والتمسك بخيار الديمقراطية والتعددية السياسية والانتخابات باعتبارها الوسيلة المثلى للوصول إلى السلطة.
مشاركة :