حزب الله يخفي قلقه بإشعال فتنة جديدة في لبنان

  • 9/21/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تفجرت حالة من الجدل في لبنان، عقب إطلاق بلدية يشرف عليها حزب الله في جنوب بيروت، على أحد شوارعها اسم مصطفى بدرالدين، “العقل المدبر” لعملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، في خطوة استهجنها عدد كبير من اللبنانيين واعتبروها استفزازية متعمدة لكن غير مستغربة من حزب الله، الذي عوّدهم باتباع سياسة الهروب إلى الأمام، وهي سياسة لا تعكس القوة بقدر ما تفضح حالة من القلق والتوتر، وهو حال حزب الله اليوم، فما سيصدر عن المحكمة، بشأن المتهمين الأربعة المنتمين إلى حزب الله، في قضية اغتيال الحريري سيثير ردود فعل داخلية وإقليمية ودولية ضد الحزب، في وقت تتصاعد فيه الضغوط الدولية والعقوبات الأميركية ضده. بيروت - تفضح التحركات الأخيرة لحزب الله حالة القلق الجدي والحقيقي التي تنتاب الحزب من مسار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. ولم يبدُ الأمين العام للحزب حسن نصرالله مقنعا وهو يقول إن المحكمة “لا تهمنا”، بقدر ما كان إعلانه كاشفا عن ضيق وغياب أي استراتيجية ناضجة للتعامل مع ما يصدر عن المحكمة الدولية. ويرى محللون في لبنان أن حزب الله لا يملك أيّ كفاءات سياسية وقانونية وتكتيكية لمقاربة مؤسسة قانونية دولية صدرت بناء على قرار من مجلس الأمن تحت الفصل السابع. وتعكس هرولة حزب الله إلى إطلاق اسم مصطفى بدرالدين، المتهم من قبل المحكمة الدولية بأنه كان قائد عملية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، على أحد الشوارع التابعة لبلدية الغبيري التي يسيطر على مجلسها، هروبا إلى الإمام ومسعى لتعبئة الشارع الشيعي بخطاب هدفه الاحتماء بالبيئة الشيعية الحاضنة وتحريضها على احتمال الصدام مع الفرقاء اللبنانيين الآخرين. ولقي مصطفى بدرالدين، الذي كان يوصف بأنه الرجل الثاني في حزب الله وخليفة القائد العسكري للحزب عماد مغنية، حتفه في مايو 2016، في انفجار استهدف أحد المراكز بالقرب من مطار دمشق الدولي. ويقول الخبراء إن تقصّد النائب عن حزب الله نواف الموسوي نشر صورة له في مكتبه في مجلس النواب أمام صورة معلقة وراءه لمصطفى بدرالدين، يكشف أن قرار التصعيد برفع راية بدرالدين هو قرار اتخذه الحزب، وليس تفصيلا بلديا مصادفا، وأن مسألة بدرالدين ليست مسألة حزبية داخلية، بل قضية ترفع داخل البرلمان اللبناني. وكان وزير الداخلية والبلديات ​نهاد المشنوق​ نفى أن يكون قد وقّع قرارا يسمح بموجبه لبلدية الغبيري أن تسمّي شارعا باسم مصطفى بدرالدين. وأكّد المشنوق أنّه لا يوافق على هذه التسمية وبالتالي يعتبر قرار بلدية الغبيري مرفوضا من قبل وزارة الداخلية. وشدّد على أنّ رفضه توقيع القرار لا يمكن اعتباره موافقة ضمنية، خصوصا حين يتعلّق الأمر بخلاف سياسي يتداخل فيه الطابع المذهبي بالأمني وينشأ بموجبه خطر على النظام العام، الذي هو من أساس واجبات هذه الوزارة. ورغم أن وزارة الداخلية وجّهت كتابا إلى بلدية الغبيري تطلب بموجبه إزالة اللافتات عن الشارع، إلا أن البلدية رفضت ذلك، فيما انطلقت المنابر القريبة من حزب الله تتحدى المشنوق ووزارته، مهددة بـ”قص يد” من يتجرأ على إزالة هذه اللافتات. Saad Hariri ✔ @saadhariri تسمية شارع على اسم مصطفى بدر الدين، أمر مؤسف، هناك اشخاص يريدون اخذ البلد الى مكان آخر وعليهم ان يتحملوا مسؤولية ذلك امام الله سبحانه وتعالى وامام المواطن اللبناني. نحن نتحدث عن اطفاء الفتنة اما هذا الامر فهو الفتنة بحد ذاتها #أحداث_اليوم 9:05 PM - Sep 18, 2018 2,365 1,384 people are talking about this Twitter Ads info and privacy حزب الله متوتر تقول مصادر مراقبة عايشت المرحلة التي تلت مباشرة اغتيال رفيق الحريري، إن سلوك حزب الله المتوتر هذه الأيام حيال المحكمة الدولية لا يختلف عن سلوكه في تلك الفترة قبل 13 عاما، وأن الحزب عمل على استفزاز الجمهور اللبناني الغاضب من عملية الاغتيال دون أي احترام لمشاعر الحزن العميقة التي اجتاحت هذا الجمهور، وخصوصا جمهور السنة في البلد. بعد الاغتيال في 14 فبراير 2005، لا أحد اشتبه في ضلوع حزب الله في العملية، ولا أحد لمّح إلى مسؤولية الحزب عنها، وانصبّت كل الاتهامات ضد النظام السوري دون غيره. وتذكر المصادر أنه رغم ذلك، فإن حزب الله استهتر بمشاعر الغاضبين وسخر من اتهاماتهم لدمشق بالوقوف وراء جريمة قتل زعيم لبناني بحجم رفيق الحريري، ودعا إلى “مسيرة الوفاء لسوريا” الشهيرة في 8 مارس 2005، والتي شكلت اللبنة الأولى لقيام تحالف 8 آذار المؤيد لدمشق وطهران. في تلك الفترة، كان جمهور الشيعة في لبنان مصدوما من هول الجريمة وكان متماهيا مع من اتهم دمشق بالوقوف وراءها، إلا أن دعوة نصرالله لتلك المسيرة نبّه “جمهور المقاومة” إلى التغطية التي يودّ حزب الله توفيرها للقتلة ومَن وراءهم، الأمر الذي أدّى إلى انقلاب هذا الجمهور على قناعاته تماهيا مع تكتيكات الحزب في هذا الصدد، كما ولّد لديه إدراكا أوليّا لتواطؤ محتمل للحزب في تنفيذ الجريمة. وينقل عن أجواء قريبة من حزب الله أن تسمية شارع باسم مصطفى بدرالدين هدفه بعث رسائل متعددة إلى الداخل والخارج تعبّر عن طبيعة الروحية التي سيتعامل بها الحزب مع أمر المحكمة الدولية.ويسعى الحزب إلى التهويل بما يمكن أن يفعله في الداخل اللبناني، بما في ذلك المضي في تسعير فتنة داخلية تهدد استقرار البلد وقواعد السلم داخله. ولم يفت رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري هذا الأمر حين أعلن أن تسمية شارع باسم مصطفى بدرالدين هي الفتنة بعينها. خطوة استفزازية من الحزب خطوة استفزازية من الحزب النفخ في الشارع علق الحريري على إطلاق اسم أحد المتهمين باغتيال والده من خلال تغريدة على تويتر قال فيها إن “تسمية شارع على اسم مصطفى بدرالدين أمر مؤسف”. وأضاف أن “هناك أشخاصا يريدون جر البلد إلى مكان آخر… نحن نتحدث عن إطفاء الفتنة، أما هذا الأمر فهو الفتنة بحد ذاتها”. ويتسرّب من أجواء الحزب نزوع نحو النفخ في الشارع بما يمكن أن يؤدي إلى صدام كبير لدفع تداعيات الأحكام التي قد تصدر عن تلك المحكمة ضد أربعة متهمين ينتمون إلى الحزب ويحاكمون غيابيا. وكان نصرالله قد حذر قبل أن تبدأ المحكمة الدولية مرحلتها الحالية بعض الفرقاء اللبنانيين من “اللعب بالنار”. وفهم المراقبون هذا التحذير بأنه تهديد بـ7 أيار آخر قد يؤدي إلى قيام الحزب بعمليات عسكرية داخلية على منوال تلك التي نفذها الحزب في 7 مايو 2008 كردّ فعل على مجموعة من القرارات كانت حكومة فؤاد السنيورة قد اتخذتها في الخامس من نفس الشهر. وبدا واضحا أن تحذير نصرالله يهدف إلى شدّ عصب جمهور الحزب القلق من مفاعيل المحكمة الدولية، كما يهدف إلى تحضير هذا الجمهور للتموضع في موقع استفزازي هجومي استعدادا لدور قد يطلب منه كتلك الأدوار التي لعبها سابقا في تكتيكات استخدام الشارع لترهيب اللبنانيين والطبقة السياسية اللبنانية، كما دفع الدائرتين الإقليمية والدولية إلى أخذ أمر الحزب بعين الاعتبار. ويرجح المراقبون أن الحزب يخطط لفرض أمر واقع داخلي يخضع له الخارج على منوال ما حصل سابقا وأدّى إلى خضوع اللبنانيين لاتفاق الدوحة في مايو 2008.

مشاركة :