مصدر الصورةDalia BardawiImage caption داليا بدراوي عندما كانت داليا بدراوي فى منتصف العشرينيات؛ شابة في مقتبل حياتها الزوجية وأم لطفلتين، انقلبت حياتها رأسا على عقب. فبعد أن كانت مليئة بالحيوية والنشاط، أصبح جسدها يحتاج حَقْن الأنسولين أربع مرات يوميًا على الأقل لتعيش بلا مشاكل؛ وأصابعها يجب أن تستسلم للوخز ٦-٨ مرات يوميا لفحص السكر في الدم؛ و قلبها ينفطر على طفلتيها اللتين تحتاجان إلى اهتمامها و رعايتها. وبعد معركة عمرها 10 سنوات ضد مرض السكري، تقول داليا ذات الـ 36 عاما: "تحديت كل شيء صعب كي أتغلب على مرض السكري". انقلبت حياتها أيضا على نحو آخر، فبعد أن كانت شابة حياتها "عادية"، كما تقول، أصبحت متسلقة جبال، وعداءة تشارك فى ماراثونات عالمية، ومدربة لرياضة Cross Fit الكروسفيت المعروفة بتدريباتها الشاقة كرفع الأثقال والجمباز.مصدر الصورةDalia Bardawiعلى قمة أعلى جبل في أوروبا قررت داليا محاربة المرض ولكن على طريقتها الخاصة. بدأت أولا بالتعرف عليه لتتغلب على شعور الخوف مما تجهله، فقامت بجمع أكبر قدر من المعلومات عن طبيعة هذا المرض و مضاعفاته و كيفية السيطرة عليه. عكفت داليا على تجربة أشياء جديدة لم تعهدها من قبل مثل الرياضة الشاقة. تقول داليا : " قبل أصابتي بمرض السكري لم أكن لأتخيل يوما أن أمارس كل هذه الرياضات الصعبة". قررت داليا تسلق جبل إلبروس Mount Elbrus الشاهق في روسيا والبالغ إرتفاعه 5.6 كيلو متر. "تعلمت كيفية الحفاظ على الأنسولين من التجمد، ووضعت 3 أجهزة مختلفة (2 على ذراعي و1 على المعدة)، لرصد نسبة السكر في الدم بشكل متواصل". ورغم شدة البرودة، استطاعت داليا تسلق الجبل بلا مشاكل وبمعدل سكر ممتاز.مصدر الصورةDalia Bardawi"كاد الأطباء أن يحطموني نفسيا" تقول داليا إنها لم تتمكن من السيطرة على هذا المرض بمفردها و لكن كان للطبيب المعالج دور كبير. عندما علمت بإصابتها بالسكري، تقول إنها "مرت بفترة اكتئاب امتدت عامين، ليس بسبب المرض في حد ذاته والمخاطر المترتبة عليه ولكن بسبب إهمال الأطباء المعالجين للجانب النفسي للمريض". وأضافت أن هناك مشكلة كبيرة فى كيفية تعامل الأطباء مع المرضى بشكل عام حيث "كاد الأطباء أن يحطموها نفسيا" عندما أخبروها بأن حياتها قد انتهت، حتى حالفها الحظ عند زيارة طبيب زرع لديها الأمل ووثق فى قدرتها على التغلب على المرض. وتضيف: "الأهم من كل ذلك أنه أمدني بكل المعلومات التي أحتاجها للتعامل مع هذا المرض". أصيبت داليا بالسكري من النوع الأول، وهو من أمراض المناعة، و عادة ما يشخص لدى صغار السن، ويعالج فقط بالأنسولين نتيجة لتدمير خلايا البنكرياس. تستخدم داليا مضخة الأنسولين، وهي قسطرة و إبرة صغيرة يتم زرعها تحت الجلد لتوفير جرعات ثابتة من الأنسولين، وجهازًا للفحص المستمر للسكر. كما تدربت مع فريق طبي على اتباع نظام غذائي وممارسة الرياضة ومتابعة السكر. يقول د.أسامة حمدي مدير برنامج السكر بجامعة هارفارد الأمريكية و الطبيب المعالج لداليا: "مريض السكرى يمكنه السيطرة على مرضه، بمتابعة السكر يوميًا بصورة مستمرة، بالتحليل قبل الوجبات وقبل النوم". ويضيف: "يجب أن تنخفض نسبة السكر في الدم قبل الوجبات إلى أقل من ١٣٠ مجم/مل وبعد الأكل الى أقل من ١٨٠ مجم/مل. كما يجب قياس نسبة الكوليسترول الضار كل ٦ شهور وفحص نسبة الزلال في البول ووظائف الكلى والكبد وفحص قاع العين سنوياً".السكري في مصر يقول د.أسامة حمدي إن سكان مصر من أكثر عشر دول إصابة بالسكر في العالم، ومن المتوقع زيادة هذا العدد بنسبة كبيرة في السنوات القادمة لزيادة معدل السمنة - خاصة بين النساء - وبسبب العادات الغذائية السيئة والمستحدثة. وأضاف أنه في مصر حاليًا نحو 7.8 مليون مصابًا بالسكري، ونحو 3.2 مليون شخص غير مشخصين حتى الآن لعدم وجود برنامج للكشف الدوري كما هو مطبق في العديد من دول العالم. كما قال إن مصر "من أقل الدول العربية في الإنفاق على علاج السكري و لا يليها سوى اليمن وسوريا وليبيا. ولو استمر الحال على ما هو عليه لأدى ذلك الى كارثة صحية واقتصادية". وفقا لاتحاد السكري الفيدرالى العالمى، تنفق مصر مليار دولار سنويًا فى علاج مرض السكري، وتبلغ عدد إصابة الأطفال والبالغين بمرض السكرى من النوع الأول حوالى 175 ألف شخص. وتطالب داليا بدراوى بضرورة نشر ثقافة مواجهة مرض السكري و توعية المرضى بالعادات الغذائية السليمة و ممارسة الرياضة، و توعية الأهل بأن مريض السكري "يستطيع أن يعيش حياة طبيعية بتطويع المرض والتغلب عليه. "لا تفقدوا الأمل بشفاء مرضاكم" تضيف داليا.
مشاركة :