رسمت احداث بارزة شهدها الاسبوع الفائت خطوطاً عريضة في الملف السوري على الصعيدين العسكري والدبلوماسي مع تزايد الانقسام بين رؤية الولايات المتحدة والدول الأوروبية من جهة، وروسيا وشركائها في سوريا من جهة ثانية، لا سيما مع اتهام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، امس، الولايات المتحدة بأنها تشكل التهديد الرئيسي على وحدة الأراضي السورية بسيطرتها على الضفة الشرقية لنهر الفرات. وكانت الدول الفاعلة قد اتفقت في تصريحاتها على أن بداية عام 2019 ستكون نهاية للارهاب وبداية للتسوية، لا سيما بعد اتفاق سوتشي حول ادلب بين الرئيسين التركي والروسي، الذي يقضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح تحت إشراف الطرفين وتجنيب المنطقة حمام دم وكارثة انسانية كبيرة. مهلة روسية للنصرة لكن الجانب الروسي اعاد امس موضوع ادلب وامكانية حدوث مواجهة فيها الى الواجهة مجددا، اذ اكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس «ان إنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب ليس حلا نهائيا، بل خطوة مرحلية وضرورية بالنسبة للتسوية ستتُيح منع القصف المتواصل من منطقة خفض التوتر في إدلب لمواقع النظام السوري وقاعدة حميميم» الروسية. وقال ان اتفاق سوتشي يهدف بالدرجة الأولى إلى القضاء على تحدي الإرهاب. وذكر ان الاتفاق يقضي بانسحاب جميع مسلّحي جبهة النصرة من المنطقة حتى منتصف اكتوبر المقبل، مؤكداً ان موسكو وانقرة نسّقتا معايير عبور المسلحين لحدود المنطقة منزوعة السلاح. واعتبر لافروف تصريحات معارضين سوريين بأن اتفاق سوتشي نسف تطلعات الرئيس بشار الأسد للسيطرة على ادلب، بأنها تقييمات لا تصب في مجرى احترام مهمة الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة اراضيها، معتبرا ان اكبر تهديد لسيادة سوريا ووحدتها يأتي من شرق الفرات، من المناطق الخاضعة لسيطرة «قوات سوريا الديموقراطية»، مشددا على ان موسكو ستظل تطالب الولايات المتحدة بوقف أنشطتها غير المشروعة في مناطق الاكراد. تركيا و«أعباء الأزمة» في المقابل، رفضت تركيا تحميلها كامل الأعباء الخاصة بالأزمة السورية، واعتبرت أنه أمر غير مقبول ولا يمكن العمل عليه بشكل منفرد. وقال المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم قالن إن الخطوات التي تتخذ لإخراج «المعارضة المعتدلة» من إدلب غير مقبولة وأن تركيا تنسق مع روسيا لإخراج العناصر الإرهابية وستواصل اتخاذ الخطوات اللازمة لتعزيز قوة نقاط المراقبة التي أنشأتها كما إن جهاز الاستخبارات والمؤسسات الأمنية ستواصل عملياتها، مع ضرورة تطبيق خريطة طريق منبج بالشكل المُخطط له ودون أي تأخير. ويشكل اقناع جبهة النصرة بحل نفسها معضلة كبيرة، اذ ان القيادة الاجنبية للجبهة تصر على القتال، وامس رفض جهاديون بريطانيون ينتمون لها تسليم سلاحهم في إدلب. وبحسب تقرير مصور لـ«بي بي سي» التقت فيه قياديين بريطانيين قالت إنهما تحالفا مع تنظيم القاعدة، قال احدهم ويدعى أبو يوسف: «إذا سلمت سلاحي أي ضمانات لدي أن النظام السوري لن يتابع القتل والاغتصاب، بالطبع ليست هناك أي ضمانات». أما القيادي عامر دغيس الذي قدم منذ خمس سنوات إلى إدلب، قال لا أحد من السوريين طلب منه المغادرة. معارك شرق الفرات الحدث الثاني الاسبوع الماضي، هو العملية التي أعلنت عنها قوات سوريا الديموقراطية ضد «داعش» في آخر معاقله شرق الفرات بريف دير الزور الشرقي. في وقت تواصل الولايات المتحدة إرسال الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية، إلى المناطق الخاضعة للادارة الذاتية الكردية. وقالت مصادر موثوقة في محافظة الحسكة، للأناضول، إنّ نحو ألف و500 شاحنة محملة بالأسلحة والذخائر انتقلت خلال الفترة من 20 أغسطس الماضي وحتى 20 سبتمبر الجاري، من العراق إلى المناطق السورية الخاضعة للمقاتلين الاكراد. (ا ف ب، رويترز، الاناضول)
مشاركة :