شعراء المملكة.. تجارب تحلق في فضاء الدهشة

  • 9/22/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: عثمان حسن تعود بدايات الحركة الشعرية السعودية الحديثة إلى مطلع القرن الفائت، وبطبيعة الحال فقد كانت هذه البدايات متواضعة على صعيد الفن الشعري، لأسباب عدة أبرزها ضعف التعليم، وعدم الاحتكاك مع التجارب العربية المجاورة، وقد كان الملمح العام للشعر السعودي في تلك الفترة، يدور حول الهم الوطني والتغني بوحدة المملكة.غير أن هذا المسار الصعب ما لبث أن تطور في منتصف القرن الفائت، ليشكل ضفة أخرى من ضفاف الشعر المعاصر، وهنا، يرد اسم الأمير عبدالله الفيصل كأحد الأسماء المهمة التي أرّخت لبدايات تألق التجربة الشعرية السعودية.وقد سجلت هذه الفترة بروز أسماء أخرى ممن يحسبون على صعيد التجديد الشعري سواء من خلال القصيدة العمودية، أو قصيدة التفعيلة مثل: محمد العلي الذي ساهم في الريادة وتأصيل التجربة الشعرية السعودية، كما يعتبره بعض النقاد أحد رواد الحداثة في السعودية، إلى جانب غازي القصيبي، بما لديهما من حصيلة ثقافية وتميزهما في إبداع القصيدة العمودية ذات النزوع التجديدي، وفي تجاوزهما أسوار تلك التجربة، إلى الانفتاح على ثقافة العصر في بعديها الفكري والإبداعي، وبما أبدعاه داخل نسق شعر التفعيلة.استمرت التجربة الشعرية حتى ستينات القرن الفائت، تحاول صياغة نسق ثقافي شعري، تبلور في منتصف السبعينات، حيث أسهمت عوامل مختلفة في التأسيس لمساحة أكبر من الشعر الحر، والتعريف بجمالياته.هنا، برزت قصيدة التفعيلة كما هو في كثير من الساحات الثقافية العربية، كخيار يفتح على تنوع التجربة الشعرية، التي تتوق إلى الحرية والانفتاح والحلم.في الثمانينات ظهر جيل جديد من الشعراء، الذين حدثوا في بنية القصيدة، من حيث المضمون والشكل، وكان الطابع العام لمجمل الأسماء الشعرية يميل نحو قصيدة التفعيلة.في التسعينات وما بعدها، شهدت الساحة الشعرية في السعودية ظهور أسماء كثيرة تحسب على «قصيدة النثر»، التي كانت قد بدأت في وقت مبكر، من خلال أسماء قليلة حيث يشير النقاد إلى اسم الشاعرة الدكتورة فوزية أبو خالد، التي بدأت مبكراً في كتابتها منذ سبعينات القرن الماضي.ومن الشعراء المتميزين في مجال قصيدة النثر نذكر: أحمد الملا، ومحمد خضر الغامدي، ومحمد المديني، وشقيقه علي المديني، اللذان بدآ تجربتهما الشعرية منذ الثمانينات، وظلا إلى الآن يكتبان قصائد مغايرة وغيرهما الكثير.في تجربة أحمد الملا نجد ما هو جديد على مستوى الصناعة الشعرية واختيار المفردات، واللغة، في إطار البحث عن جملة شعرية مفارقة ذات رؤية وحدس وحساسية.أما محمد الدميني الذي أصدر العديد من الدواوين الشعرية، فهو صوتُ لا يُمكِنُ تجاوزهُ عند الحديث عن الشعر الحديث، فخُطاهُ بين الكلمات تنطلِقُ وصولاً إلى الغيم في ثنائيَّةِ التشبّثِ بالأرضِ والانعتاق معاً.القائمة تطول في تعداد الشعراء والشاعرات الذين يجددون في شكل القصيدة ومضمونها، ومنهم على سبيل المثال عيد الخميسي الذي يكتب قصيدة ممهورة بالدهشة بلغة برشيقة.هذا الزخم الشعري، تماهى مع الحركة الشعرية العربية، وراعى مستجدات القرن وما فيه من تقنية وفضاء مفتوح على الثقافات والأفكار والتجارب الإنسانية، واللافت في هذه التجربة، هو غزارتها ومحاولتها في كل يوم التأكيد على جذوة الشعر، والرهان عليه بوصفه محفزاً ثقافياً ونهضوياً، وجنساً أدبياً يختزل ذاكرات العالم من خلال لغته الشفيفة.

مشاركة :