التعليم فريضة شرعية واجبة على المسلمين

  • 9/22/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة- الراية : أكد فضيلة الشيخ د. علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على أن مهمة التعليم فريضة شرعية واجبة على المسلمين جميعاً بجميع أطيافهم، وبكل مكونات مجتمعاتهم وأن العلم النافع هو الذي يقدم حياة علمية عملية نافعة للأجيال، ينهض بالأمة ويؤسس لها حضارة، وذكر أن أول آية في القرآن تبدأ بالأمر بالقراءة قبل الأمر بالعقيدة والعبادة.. لافتاً إلى أن القراءة شاملة للكون كله، وللكتب كلها، وللإنسان كله، وهي بداية الهداية والإصلاح للنظام التعليمي الذي كان سائداً في العصور السابقة... وقال إن حوالي ألف آية تدعو إلى العلم والتفكير وأخذ العبر والاستفادة من دروس التاريخ وأخبار الأمم ومعظم المسلمين لاهون عن هذا الفرض الأول، منشغلون عنه ولكنه نعى في الوقت نفسه حال المسلمين وقال في خطبة الجمعة أمس بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريق كليب أن المسلمين يأخذون شعب العقيدة والعبادات، ويتركون شعب التعليم والحضارة والتعمير والقوة والشهود على العالم. وقد بدأ فضيلته خطبته قائلاً: لو قرأنا الكتب السابقة، ونظرنا في دساتير العالم كله، وتدبرنا جميع القوانين السائدة في هذا العالم المتحضر لما وجدنا دستوراً ولا كتاباً يبدأ أول دستور فيه بالأمر بالقراءة والتعلم سوى القرآن الكريم، الكتاب الخالد الذي نزل به الوحي الأمين من قبل رب العالمين إلى الناس أجمعين.. حيث تبدأ أول آية فيه بالأمر بالقراءة قبل الأمر بالعقيدة والعبادة، قال تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}، وليس المقصود بها أن يقرأ القرآن الكريم فقط؛ لأن القرآن الكريم لم يكن قد أُنزل بعد، وإنما فيها دلالة على وجوب إصلاح النظام التعليمي، الذي إذا صلح صلحت الأمة والمجتمع وتطور. وتابع: بما أن هذا الدين شرع لأجل التطبيق والهداية كان يجب على الأمة التي هي امتداد للرسول صلى الله عليه وسلم أن تقوم بمهمة تعمير هذا الكون على ضوء منهج القراءة الشاملة؛ لأن الله تعالى لم يأمر بقراءة القرآن ولا بقراءة أي كتاب، وإنما أمر بالقراءة الشاملة المطلقة بشرط أن تكون هذه القراءة باسم الله رب العالمين، لا باسم المادة أو الاستبداد، أو التجبر، أو الطغيان.. وفي ذلك إشارة إلى أن تكون القراءة شاملة للكون كله، وللكتب كلها، وللإنسان كله، فهذه القراءات الثلاث هي المطلوبة، وهي بداية الهداية والإصلاح للنظام التعليمي الذي كان سائداً في العصور السابقة. وقال فضيلته: كما يتألم المسلم حين يعيش مع القرآن الكريم فيجد فيه أن حوالي ألف آية تدعو إلى العلم والتفكير وأخذ العبر والاستفادة من دروس التاريخ وأخبار الأمم. وقال إن مهمة التعليم فريضة شرعية واجبة على المسلمين جميعاً بجميع أطيافهم، وبكل مكونات مجتمعاتهم، وهذه المهمة لها أركانها التي يجب أن تقوم على أسس الخير والتنمية والتقوى. الركن الأول: المعلم، يجب أن ينوي بتعليمه نشر العلم والمعرفة، وأن يدرك أن مهمته هي مهنة جميع الأنبياء والمرسلين. ولفت إلى أن واجبات المعلم هي أن ينمي مهارات الطلاب، ويحفزهم نحو التعليم، ويكسبهم القدرة على التحليل والتركيب والتفكير والتخطيط، إلى جانب مهارة كسب العلوم، وأن يربط العلم بالواقع المعاش للطالب، حتى يؤتي التعليم ثماره، ولا يكون مجرد نظريات تُلقَّن، فالعلم النافع هو الذي يقدم حياة علمية عملية نافعة للأجيال، ينهض بالأمة ويؤسس لها حضارة. وقال فضيلته إن الركن الثاني: الإدارة الناجحة، فإدارة المدرسة تتحمل جزءاً من المسؤولية أمام الله تعالى إذا انحرف الطالب عقيدة أو خُلُقاً أو عملاً.. والركن الثالث: الطالب، وعليه أن يخلص النية في طلب العلم، وأن يكون متصفاً بالمسؤولية الأخلاقية تجاه معلميه والمدرسة.. والركن الرابع: المنهج والمشاريع، وهذه مسؤولية وزارة التعليم.. والركن الخامس: الإشراف من قبل الدولة على المناهج ومسار العلم والتعليم... الركن السادس: الأسرة، على الوالدين أن يتحملا المسؤولية الكاملة تجاه تعلم أبنائهم، ومتابعتهم في تحصيل المستوى العلمي، والارتقاء بهم في مدارج التحصيل... الركن السابع: المسجد، من خلال دروس المساجد وخطب الجمعة، التي يجب أن تلامس الواقع، وتساهم في حل قضايا الأمة، وتعالج مشاكل الشباب..هذه الأركان إذا ضُبطت نهضت الأمة ونجحت.

مشاركة :