ماكرون يوسع مبادرته التاريخية المتصلة بحرب الجزائر بتكريم الحركيين

  • 9/22/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

باريس - (أ ف ب): كرم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عشرات الحركيين وهم جزائريون حاربوا في صفوف الجيش الفرنسي ثم تخلت عنهم فرنسا في ظروف مأساوية، مواصلاً مبادرته المتصلة بالذاكرة التاريخية بهدف تضميد الجراح التي خلفتها حرب تحرير الجزائر (1954-1962). ورقى ماكرون بموجب مرسوم نُشر في الجريدة الرسمية أمس الجمعة، ستة حركيين سابقين ومؤسِّسة جمعية لهم إلى درجة جوقة الشرف برتبة فارس، وهي أعلى رتبة تكريم تمنحها الدولة الفرنسية. وفي الإجمال رُقي 37 شخصًا سواء إلى رتبة فارس أو درجة الاستحقاق الوطني برتبة ضابط وغالبيتهم يمثلون جمعيات أو هيئات. ويأتي التكريم قبل بضعة أيام على اليوم الوطني للحركيين المصادف في 25 سبتمبر. وليست المرة الأولى التي يُكرم فيها حركيون، فقد شهدت فرنسا مبادرات مماثلة في 2011 و2014 لكنها المرة الأولى التي يُكرم فيها هذا العدد الكبير، وفق وزارة الجيوش. ومصير الحركيين من المسائل العديدة المؤلمة للحرب الجزائرية التي خلفت جروحا عميقة في المجتمع الفرنسي ولا تزال تنوء بثقلها على الذاكرة الجماعية إلى الوقت الحاضر. وقال المؤرخ الفرنسي عبدالرحمن مومن «إن حرب الجزائر هي في النهاية مجموعة من الحروب الأهلية والشروخ داخل المجتمع الفرنسي وداخل المجتمع الجزائري. وقضية الحركيين تدخل تمامًا في هذه الشروخ». حارب الحركيون في صفوف القوات الفرنسية ضد المقاتلين من أجل تحرير الجزائر في حرب غير متكافئة اتسمت بالوحشية وشهدت تفجيرات وعمليات تعذيب وخطف. خدم 150 ألف حركي في صفوف القوات الفرنسية لكنهم بعد انتهاء الحرب جردوا من أسلحتهم وتُرك القسم الأكبر منهم في الجزائر في مواجهة مصيرهم. وتمكن نحو 60 ألفا منهم من الوصول إلى فرنسا ضمن موجة تدفق اللاجئين الفرنسيين (الذين تطلق عليهم تسمية الأرجل السوداء - بيي نوار)، أما الباقون الذين بقوا، فتعرضوا لعمليات انتقام. تم وَضع من وصلوا إلى فرنسا في معسكرات في جنوب البلاد وقد عانوا صعوبة الاندماج في حين بدأت فرنسا تستقبل أعدادًا كبيرة من المهاجرين الجزائريين لأسباب اقتصادية. ويبدو ماكرون المولود بعد الحرب، مصمما على كسر المحظورات المتصلة بهذا الإرث التاريخي. ففي الاسبوع الماضي، قام بمبادرة رمزية غير معهودة عبر الاعتذار من أرملة موريس أودان الشيوعي الذي ناضل إلى جانب الجزائريين المطالبين بالاستقلال ومات تحت التعذيب بعد أن خطفه الجيش الفرنسي في 1957. وقال بوعزة قاسمي رئيس اللجنة الوطنية للاتصال لدى الحركيين «بالطبع يسعدنا التكريم ويشرفنا. بات الحركيون اليوم في آخر حياتهم، كان ينبغي أن يُمنحوا وسام جوقة الشرف عندما انتهت الحرب معركتنا، لنكن صريحين، هي (من أجل) اعتراف حقيقي وانتصاف حقيقي. الأوسمة لن تزيل معاناة الحركيين». وقال إبراهيم محمد المتقاعد لفرانس برس في باب الواد في العاصمة الجزائرية الجمعة «بالنسبة إلينا نحن الجزائريين انحاز الحركيون إلى جانب الاستعمار الفرنسي ضد شعبهم. ولكن في الجانب الآخر، فإن الدولة الفرنسية لم تكن سخية مع هؤلاء الحركيين الذين خسروا كل شيء من أجل خدمتها».

مشاركة :