في الأول من سبتمبر حتى العاشر من الشهر نفسه 2018 انطلق مهرجان مسرح الصواري للشباب الدولي في دروته الثانية عشرة، على صالة البحرين الثقافية بمشاركة عشرة عروض مسرحية لفرق مختلفة عالمية، عربية وأجنبية. وسعي مسرح الصواري لمشاركة العروض العالمية لشباب المسرح، خطوة في الاتجاه الصحيح، لكونه نقل للجمهور هذا الفعل المسرحي الفني وبتجارب شبابية مختلفة بين العربي والأجنبي، رسالة فتحت اكثر من نافذة حب نحو المسرح ونحو هؤلاء الشباب الذين سعوا لتحميل رسالة المسرح هموم المجتمع بما يكتظه من آلام وأحزان وأحلام محبوسة في اكثر الصدور التواقة للحلم الجميل، ولحياة اكثر أمانا. هذا الفعل الفني المختلف والمتنوع في مشاربه، فتح آفاقا اوسع حيث التقى فيها الجمهور برؤى متنوعة لأكثر من جهة مسرحية، ولشباب طموح رأى في رسالة المسرح غاية اهمها التقاء النص بالنص ضمن غربلة فنية مختلفة الأداء والرسالة. هذه النقلة النوعية التي ميزت فعل مهرجان مسرح الصواري الدولي، هي نقلة كبيرة ومتألقة يشكر عليها هذا المسرح الذي مد من جسده نحو جمهور عريض تفاعل معه فكان جزءا مهمًّا من رسالته المسرحية. فالتقاء هذه الخبرات المتنوعة بخبرات شباب المسرح في وطني، عكست صدق رسالتها نحو عناقها بنظيرتها العربية والأوروبية، خبرات لا شك انها جاءت بالهدف المبتغى منه، ما اعطى هذا الفعل جمهورًا حرص في كل ليلة على مدى العشرة الأيام على ملء الصالة الثقافية، مما اثرى روح التعامل بين الفرق المشاركة والجمهور الذي صفق كثيرًا لأكثر العروض. تحية حب، ورسالة لا يجف حبرها، لأنها بفعل القائمين من الفنانين على استمرار هذا العرس الثقافي لمسرح الشباب، اقول اننا في البحرين مازال المسرح لدينا بخير، ما دام هؤلاء الشباب مجدين نحو غاية كبرى لمسرح شبابي واع ضمن رسالته التي اعطت للصواري جمهوره الذي يحبه ويحرص على حضور فعالياته، ونحن بفعلهم نشد على كل يد مدت لمثل هذا الفعل، وأعطت من سهرها وعملها الدؤوب، ما لم يعطه الآخرون. بحب نحتضنكم ايها الشباب، ونحب فعلكم لأنكم البيت الذي لا تغلق ابوابه ولا تعرف الشمس مغادرته، مسرحكم فعلنا الذي احيا فينا روح المنافسة التي رأيناها في جدكم ضمن كل عرض شاهده الجمهور، تحية اخرى للذين من وراء الكواليس يعملون بصمت هم النواة الصحية التي مدت من جذورها لتربة المسرح الطيبة، ولكل فنان شارك عرس مهرجان الصواري تحية تكبر بحبكم وفعلكم الطيب. ويبقى أن اقول: على كل من يعنيه الشأن الثقافي عدم التخلي عن دعم هؤلاء الشباب الذين ينسجون من اجسادهم قمصانًا قد نرتديها بتنوع الوانها فتعجبنا لكننا لا ندرك كم من السهر والتعب الذي انقضى في صنع هذه القمصان، هم يدركون ونحن بفعل ادراكهم علينا ان ندرك: إن دعمهم واجب إنساني يصب في المشهد الثقافي الكبير باختلاف مشاربه الفنية. a.astrawi@gmail.com
مشاركة :