أحب الشاعر الراحل سيد حجاب مصر فعشقه أبناؤها، وذاب فى ترابها فأحيت ذكراه لما استقر فى هذا التراب. فشل فى أن يفلت من هواها بينما هو شاعر لا يشق له غبار. مكّنته موهبته من أن يصنع لنفسه مكانا فى صدارة المشهد لا ينافسه فيه أحد؛ واتسعت رقعته على ساحة الغناء متسلحًا بالبساطة والتلقائية.حجاب، والذي تحل ذكرى ميلاده غدا الأحد، كان قد ولد لأسرة متوسطة فى قرية المطرية بمحافظة الدقهلية، على شواطئ بحيرة المنزلة، فى مطلع أربعينيات القرن الماضي، وتحديدًا فى 23 سبتمبر 1940، وحصل على شهادة الثانوية ليرحل بعدها إلى مدينة الإسكندرية للالتحاق بكلية الهندسة. عندها فتنته الإسكندرية بعالمها الثرى والمتنوع الذى يعج بمختلف ألوان النشاط الأدبى والفنى لمختلف جنسيات العالم آنذاك. غادر حجاب الإسكندرية، واستقر فى القاهرة ليلتقى بكبار الشعراء كصلاح جاهين، وفؤاد قاعود، وفؤاد حداد، وزملاء جيله كعبدالرحمن الأبنودى، ويحيى الطاهر عبدالله.. وغيرهم، وارتبط ببعض تجمعات اليسار واعتقل لعدة شهور، فازداد عشقًا للبسطاء.كانت قدرة حجاب على تطويع العامية المصرية فى تترات الكثير من الأعمال الدرامية والتليفزيونية أمر أحبه متابعوه ونقاده، الذين كانوا يستمعون لكلماته على ألحان الموسيقار الكبير الراحل عمار الشريعى رفيق مشواره الدرامي؛ وتعاون كذلك مع بليغ حمدى ليصنعا أغنيات لعلى الحجار وسميرة سعيد وعفاف راضي، وقدم معه الحجار «تجيش نعيش» وكتب لمحمد منير فى بداياته أغنية «آه يا بلاد يا غريبة» فى أول ألبوم له، ثم أربع أغنيات فى ألبومه الثاني، ثم كتب أشعار العديد من الفوازير لشريهان وغيرها، بجانب العديد من تترات المسلسلات التى عرض بعضها فى رمضان، ومنها تتر "مين اللي ميحبش فاطمة"، وتتر أرابيسك.وقد رحل في 25 يناير من العام 2017 تاركا تراثا ضخما من الأشعار والتترات التي أصبحت ساكنة في قلوب عاشقي سيد حجاب.
مشاركة :