أغلق البيزو الأرجنتيني مرتفعاً 2.9 في المئة في انعكاس لتفاؤل المستثمرين بأن البلد الذي يعاني ركوداً سيتوصل إلى اتفاق جديد على تمويل مشروط من «صندوق النقد الدولي» بهدف ضمان قدرة الحكومة على الوفاء بديونها. وجرى تداول البيزو عند 38.25 في مقابل الدولار الأميركي في نهاية جلسة أول من أمس. وخسرت العملة المحلية نحو نصف قيمتها هذه السنة مع قلق المستثمرين في شأن ما إذا كانت الأرجنتين ستفي بالتزامات ديونها العام المقبل، ما دفع الحكومة إلى طلب دعم من «صندوق النقد». وقال ناطق باسم صندوق النقد الدولي، إن «تقدماً مهماً» تحقق في محادثات بين الصندوق والحكومة لتعزيز اتفاق قرض مشروط بقيمة 50 بليون دولار أُبرم في حزيران (يونيو). ويقول مستثمرون إن البيزو تلقى دعماً أيضاً من طلب قوي للمستثمرين الأجانب في مزاد لبيع ديون حكومية الأربعاء. ويؤكد متعاملون أن أدوات خزانة قصيرة الأجل تُقدر قيمتها عند 950 مليون دولار بيعت إلى مستثمرين أجانب. وجرى إصدار أدوات الخزانة بسعر فائدة يبلغ 50 في المئة تقريباً. وبدأت موجة بيع البيزو في أيار (مايو)، مدفوعة بارتفاع التضخم وشكوك في شأن قدرة البنك المركزي على سداد ديونه المتنامية قصيرة الأجل. وانزلق الاقتصاد منذ ذلك الحين إلى الركود، مع وصول التضخم إلى أكثر من 34 في المئة في الإثني عشر شهراً حتى آب (أغسطس). وفي الشهر الماضي، اضطر الرئيس ماوريسيو ماكري لإعادة التفاوض على اتفاق صندوق النقد، طارحاً سياسات تهدف إلى التخلص من العجز في موازنة البلاد العام المقبل، في مقابل صرف أموال من صندوق النقد بمعدل أسرع من المخطط. وتتوقع إدارته أن يبلغ العجز هذه السنة 2.6 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي. وكشفت الحكومة الاثنين عن مقترحها لموازنة 2019، عارضة خفوضات في الإنفاق وزيادات في الضرائب على الصادرات كوسيلة للوصول إلى التوازن في الموازنة.
مشاركة :