قال فضيلة وكيل الوزارة للشؤون الإسلامية الشيخ عبدالعزيز بن محمد الحمدان إن ذكرى اليوم الوطني الثامنة والثمانين لتوحيد المملكة العربية السعودية ــ حرسها الله ــ تذكرنا بالمسيرة الجهادية الطويلة التي خاضها الإمام الموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ــ غفر الله له ــ لتوحيد شتات هذا الكيان العظيم (المملكة العربية السعودية)، وجمع كلمة أبناء الجزيرة العربية، ونقلهم من الفرقة والتناحر إلى الوحدة والتآلف والتكامل تحت راية التوحيد، وفي ظل تحكيم كتاب الله ، وسنة رسوله ــ صلى الله عليه وسلم ــ في كل شؤونها ومبادئها ونظمها، متبعةً في ذلك المنهج السلفي الوسطي النقي على منهاج النبوة ، بعيدا عن الغلو والجفاء ، وبعيدا عن الإفراط والتفريط ، وقد سار على ذلك المنهج السلفي أبناء المؤسس ــ رحمه الله ــ الملوك البررة ، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك الصالح سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ــ حفظه الله ــ، وقد ظلَّت المملكة ــ بفضل الله ــ متمسكة بذلك المنهج الوسطي في جميع وزاراتها ومؤسساتها ، ومنها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ، ولقد استشعرت المملكة العربية السعودية مسؤوليتها الإسلامية والدعوية، بحكم أنها بلاد الحرمين الشريفين، وقبلة المسلمين، ومنطلق رسالة الإسلام الخالدة . واستطرد الحمدان قائلاً والمتأمل يرى بوضوح وعلى مدى تسعة عقود ماضية أن المملكة حملت على عاتقها خدمة الإسلام والمسلمين في أنحاء العالم، وقامت بواجب الدعوة إلى الله تعالى، وجعلت هذا الواجب الشرعي من أهم المرتكزات التي تقوم عليها الدولة، والشواهد على ذلك كثيرة منها تخصيص وزارة ترعى الشؤون الإسلامية وتنشر الدعوة الإسلامية على المنهج الدعوي الوسطي، وإنشاء مطبعة خاصة لطباعة المصحف الشريف وترجمة معانيه باللغات المختلفة، وطباعة كتب العقيدة الصحيحة والعلوم الإسلامية باللغات المختلفة ونشرها في أنحاء العالم، ورعاية مشاريع توسعة وتطوير الحرمين الشريفين بشكل مستمر، وتوفير الرعاية والأمن للحجاج والمعتمرين والزوار، وبناء المساجد والمراكز الإسلامية داخل وخارج المملكة، ورعاية الوحدة بين المسلمين وتضامنهم ودعمهم مادياً وسياسياً وعلى كافة الأصعدة، وغير ذلك من الأعمال الجليلة. واستذكر الشيخ عبدالعزيز الحمدان ــ خلال حديثه ــ عن هذه الذكرى في عهد خادم الحرمين الشريفين ــ حفظه الله ــ عهد الحزم والعزم والازدهار أن نستشعر النعم العظيمة التي أنعم الله بها علينا، فنشكر الله عز وجل عليها، وهي نعمٌ لا تحصى ، ومنها نعمة الإيمان وتحكيم شريعة الله في جميع شؤون حياتنا، وهما من أعظم أسباب النصر والتمكين ، ونعمة الأمن ورغد العيش ، وهما جزاء التمسك بعقيدة التوحيد ، ونعمة الوحدة والتآلف والاجتماع على دين الإسلام الوسطي ، ونعمة التآخي بين مختلف فئات أبناء هذا الوطن الغالي . ومضى يقول ولا تزال تتوالى الإنجازات والنجاحات بفضل الله تعالى ثم بحنكة وحكمة قيادتنا الرشيدة وتطبيق الرؤية الطموحة للمملكة (٢٠٣٠)، والتي يدعمها خادم الحرمين الشريفين ــ نصره الله ــ ويشرف على تنفيذها سمو ولي العهد الأمين ــ حفظه الله ــ، عبر برامج تنفيذية، تهدف لتطوير الأداء ورفع جودة الخدمات المقدمة للمواطنين, حتى أصبحت المملكة شامخة البنيان ونموذجاً إسلامياً وحضارياً يشار إليه بالبنيان . وأكد الحمدان أن المواطنة الصالحة ليست شعاراً وأقوالاً مجردة ، بل مشاعر صادقة في حب الوطن ، وسلوكاً سويّاً يوجب علينا أن نكون عوناً لولاة أمرنا في نهضة وبناء هذا الوطن , والواجب علينا أن يكون كل واحدٍ منا رجل أمن ومعول بناء لهذا الوطن الغالي، وأن نلتف جميعاً حول ولي أمرنا ونكون صفّاً واحداً، في الدفاع عن ديننا ووطننا ومليكنا. وفي ختام تصريحه ، عبر عن سعادته وتشرفه بتجديد الولاء والبيعة ، رافعاً أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ــ نصره الله ــ , وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ــ حفظه الله ــ ، سائلاً الله العلي القدير أن يديم على وطننا الغالي أمنه ورخائه واستقراره ووحدته، وأن يرد كيد الأعداء والحاقدين في نحورهم، وان ينصر جنودنا المرابطين، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين .
مشاركة :