اليوم الوطني 88 للمجد والعلياء

  • 9/23/2018
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

أمن الوطن والمواطن في أول أولويات اهتمام ولاة أمرنا، ولهذا تم بناء قوة ضاربة في كل الميادين العسكرية، قادرة بعون الله على أن تتصدى لكل عدوان، يستهدف أمنها أو استقرارها تطل علينا اليوم ذكرى اليوم الوطني في عامه الـ 88 الذي نستعيد من خلاله ذكرى التوحيد، وذكرى رجال سطروا تاريخ وطنهم المجيد، كي يبقى مدى العمر «وطن المجد والعلياء» الوطن الذي وضع لبناته الأولى، المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، طيب الله ذكره وثراه، الذي قال «إن من يعتقد أنّ الكتاب والسنة عائق للتطوّر أو التقدم فهو لم يقرأ القرآن أو لم يفهم القرآن» وواصل من بعده أبناؤه الملوك البررة، السير على نفس المنهج والطريق في بناء الوطن «سعود، فيصل، خالد، فهد، عبدالله» رحمهم الله جميعا وجزاهم عن الوطن والمواطن خيرا، نظير ما قدموه في عهودهم من أعمال جليلة، خدموا بها الدين والوطن، وأمتيهما العربية والإسلامية، ليحمل المسؤولية من بعدهم، والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك الحزم والعزم، وفقه الله ورعاه وسدّد على دروب الخير عطاءه ومدّ في عمره، وإلى جواره صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، سنده وعضده، رعاه الله ووفقه. ومنذ أن وُجدت المملكة العربية السعودية وهي تسخر كل جهودها لخدمة الدين والوطن والمواطن، فحرص قادتها على أن يستمر المنهج الصافي الذي قامت عليه البلاد وتأسست على عرى وثيقة من الدين القويم، منذ عهد المؤسس، فكان المنهج «الكتاب والسنة» وما ورد عند السلف الصالح، فمن معين ذلك المنهج استمدت الدولة نظم وقوانين مسيرتها، ونظمت أسلوب حياة شعبها، واستقت كل ما يمكنه أن يسهم في بناء الوطن، ويجعله قويا مزدهرا، ويسعد المواطن في حياته وأخراه، وكان على رأس اهتمامات قادتنا، أن بُذلت الجهود لكل ما من شأنه أن ينهض بالمدينتين المقدستين «مكة المكرمة والمدينة المنورة» وذلك لخدمة ضيوف الحرمين الشريفين، فلم تتأخر في عمل ما يمكن أن يخدم كل مسلم ومسلمة يقدم إليهما بغرض الحج أو العمرة أو للزيارة، فوسعت مساحات الحرمين الشريفين ووفرت الخدمات وأنشأت المرافق العامة الخدمية، إلى جانب مشروعها الكبير في خدمة القرآن الكريم وطباعة المصحف الشريف، بإنشائها لمجّمع الملك فهد رحمه الله بالمدينة المنورة، ليكتمل دور المملكة الريادي في خدمة الكتاب والسنة، بإنشاء مجمّع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للحديث النبوي الشريف، ومقره المدينة المنورة لخدمة السنة المطهرة. ثم كان أمن الوطن والمواطن في أول أولويات اهتمام ولاة أمرنا، ولهذا الغرض، تم بناء قوة ضاربة في كل الميادين العسكرية، قادرة بعون الله على أن تتصدى لكل عدوان خارجي أو داخلي، يستهدف أمنها أو استقرارها، أو يحاول التعدي على مقدراتها ومكتسباتها، أو يريد النيل من وحدتها الذي يمثل مشروعا وحدويا ناجحا لا مثيل له يزينه ترابط شعبها ووقوفه صفا واحدا خلف قيادته، فكان لبلادنا بفضل من الله أولا ثم بفضل ما توافرت من إرادة صادقة لقادتها وشعبها، أن حافظت على أمنها واستقرارها، من أجل أن تنطلق إلى بناء نهضة شاملة اقتصاديا واجتماعيا وتعليميا وعمرانيا، فنالت ولله الحمد ما تمنى وخطط لها ولاة الأمر، فها هي اليوم بلادنا ولله الحمد والمنة تحتل مكانة رفيعة، تلقى من خلالها الاحترام اللائق بها من كل دول العالم، تملك التأثير السياسي والثقل الاقتصادي وتحظى بمكانتها الدينية كونها تحتضن أقدس بقاع المسلمين وفيها قبلتهم، وها هي تثبّت وجودها بين الدول العشرين الأقوى اقتصاديا في العالم، وها هي تقوم بأدوار جبارة في سبيل جمع كلمة العرب ووحدتهم ورص صفوفهم، رغم الظروف المحيطة بالأمة العربية، وتلك الشرذمة التي حلت بأكثرها وأوضاعها، وها هي تقود الأمة العربية والإسلامية بتشكيلها تحالفا إسلاميا يضم 41 دولة إسلامية لمواجهة الإرهاب الذي أضّر بالإسلام وأهله، واستغل ذلك الأعداء. وعلى الصعيد الخارجي تمكنت بلادنا من بناء علاقاتها الخارجية على مبدأ واحد من الثبات وصدق الموقف، ووضوح الهدف، ساندت من خلالها القضايا العربية والإسلامية، ووقفت إلى جانب القضايا العادلة في العالم كله، وما موقفها اليوم في اليمن الشقيق، وتقديمها لهذه التضحيات الكبيرة، إلا دليل على أنها تقف إلى جانب أشقائها في صد المخططات الخارجية التي تستهدف أمنها، وكلنا يعلم أن العصابة الخمينية في طهران تسعى إلى تخريب البلدان العربية، ليتحقق لها تصدير ثورتها، وبسط هيمنتها بدافع من أطماعها التوسعية في دول العرب، ولذلك لم يكن بدّ أن تقف السعودية بحزم وعزم في مواجهة المشروع الإيراني في اليمن لتعمل على إجهاضه، وقتل أحلام أصحاب العمائم في احتلال أرض عربية. واليوم ونحن نستعيد أمجاد الوطن ومنجزاته في ذكرى اليوم الوطني الـ 88، يجب أن يعلم «الأعداء» قبل غيرهم أن هذه البلاد ستبقى (عصية) على كل تخريب أو عدوان يستهدف استقرارها أو أمنها، فعلى مدى عقود طويلة، واجهت المملكة العربية السعودية مؤامرات وحملات إعلامية ومخططات قادها عملاء وخونة ومرتزقة، لكنها كانت في كل مرة قادرة على هزيمتهم لتبقي على أمنها ووحدة شعبها وأراضيها. وفي ذكرى اليوم الوطني الـ 88، يجب أن يعلم «الأصدقاء» أننا لا نبخل على بلدانهم ولا نقف متفرجين على أوضاعهم، فكم مدتّ بلادنا يد العون، وكم وقفت بصدق إلى جانبهم، وكم ضحّت وأنفقت واقتسمت معهم الحال والمال، والتاريخ يشهد بتضحيات بلادنا قادة وشعبا «بفزعاتها» وكل ما قدمته قدمته دون منة، من أجل أن تبقى فلسطين لأهل فلسطين، ولتبقى الكويت لأهل الكويت، والبحرين لأهل البحرين، ومصر لأهل مصر، واليمن لأهل اليمن، فلم تبخل يوما على وطن من تلك الأوطان وغيرها، في دعمهم، وإفشال مخططات كانت تهدف لخلق الفوضى في بلدانهم ليسودها عدم الاستقرار، وتعبث بها الحروب والفتن. وفي ذكرى اليوم الوطني الـ 88 ليعلم «أبناء الوطن» أن عليهم مسؤولية كبيرة في حفظ مقدرات وطنهم ورعاية أمنه، عليهم أن يبقوا أعينا يقظة، ملتفين حول قيادتهم، نابذين للعصبية والفرقة، منتبهين لمن يريد أن يوقد نار الفتنة بينهم، مدركين أن هناك أعداء في الداخل والخارج، منهم من يرتدي أثواب الدين دجلا، ومنهم من يدعي الوطنية زورا، لكنهم جميعا لهم أجندات خطيرة، ومليك البلاد سلمان بن عبدالعزيز، قد أعلنها صريحة وواضحة «لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالا ويستغل عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه، ولا مكان لمنحل يرى في حربنا على التطرف وسيلة لنشر الانحلال» وقال: تسعى بلادكم إلى تطوير حاضرها وبناء مستقبلها والمضي قدما على طريق التنمية والتحديث والتطوير المستمر بما لا يتعارض مع ثوابتها، وقال أيضا يحفظه الله «إن الفساد بكل أنواعه وأشكاله آفة خطيرة تقوض المجتمعات وتحول دون نهضتها وتنميتها، وقد عزمنا بحول الله وقوته على مواجهته بعدل وحزم، لتنعم بلادنا بإذن الله بالنهضة والتنمية التي يرجوها كل مواطن»، فلنطمئن كمواطنين فبلادنا في أيد أمينة.

مشاركة :