اليوم الوطني الـ 88 شاهد على ماراثون الإنجازات السعودية التنموية والاقتصادية

  • 9/23/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

يمثل عام 2018 الذي يتزامن مع اليوم الوطني الثامن والثمانين للمملكة واحدا من أكثر الأعوام إنجازا في تاريخ السعودية، حيث حققت خلاله قفزة هائلة وكبيرة، وأطلق عديد من المشاريع الكبيرة لدفع الاقتصاد السعودي والإنسان السعودي لواجهة العالم. وفي هذا السياق، قال لـ"الاقتصادية" الدكتور إبراهيم بن صالح العمر أستاذ الاقتصاد في جامعة القصيم والمشرف على مكتب شارة للدراسات الاقتصادية: عديد من المستجدات التنموية تحققت في ربوع مملكتنا الحبيبة خلال عام في ظل حكومة خادم الحرمين وولي عهده التي من أبرزها التخطيط السليم لبناء مستقبل واعد للمملكة الذي تمثل في "رؤية المملكة 2030" وملاحقها مثل برنامج التحول الوطني والتوازن المالي وبرنامج جودة الحياة وبرنامج تطوير القطاع المالي وبرنامج التخصيص وبرنامج صندوق الاستثمارات العامة. وأضاف العمر: هذه "الرؤية" وما تتضمنه من برامج ومشاريع ومؤشرات أداء وأدوات حوكمة واضحة المعالم في نظري هي الأساس العلمي والعملي لنهضة مستقبلية غير مسبوقة في التاريخ الحديث، والاستمرار في المشاريع التنموية ذات العائد الاقتصادي المستمر والتنمية المستدامة، وتوجيه التمويل الحكومي نحو المشاريع الأكثر إنتاجية على حساب المشاريع الإنشائية الأقل إنتاجية، وإصلاح سوق العمل لمصلحة العامل الوطني المنتج. وأشار العمر إلى فتح آفاق مستقبلية واسعة لصناعة السياحة الداخلية بمشاريع عملاقة وعقد شراكات طويلة الأمد مع حكومات الدول الكبرى والشركات العملاقة لإيجاد أرضية للصناعة الثقيلة والمنتجات التقنية وصناعة الخدمات المالية والطبية والتعليمية في المملكة، والتأسيس للمشاريع العملاقة في الطاقة المتجددة والتعدين والصناعات الإنتاجية والثقيلة والعسكرية والصناعات التقنية من خلال المشاركة مع الشركات العملاقة. وبين العمر أنه رغم كل ذلك ورغم المرحلة الانتقالية المتزامنة مع حزمة الإصلاحات الكبيرة إلا أن المملكة ـــ ولله الحمد ـــ تمر بوضع مالي واقتصادي مستقر وثابت. من جانبه، قال لـ"الاقتصادية" الدكتور ناصر القرعاوي رئيس المركز السعودي للدراسات والبحوث: يعد عام 2018 بالنسبة للإنجازات السعودية داخليا وخارجيا هو العام الذهبي للمملكة والمفصل والمحرك الرئيس للمستقبل في كل الاتجاهات، حيث تجد أن الدولة اتجهت إلى الأقطاب الرئيسة للتنمية سواء فيما يتعلق بالبنية التحتية أو التحاق المملكة بالركب العالمي في القطاعات الرئيسة والحضور الدولي على مسرح الأحداث الآنية السياسية والعسكرية والاقتصادية. وأضاف القرعاوي: شكلت المملكة حضورا لافتا لحل كثير من القضايا على مستوى المنطقة والعالم، ولذلك عندما ننظر إلى السعودية من مواقع البحث العلمي نجد أن هذا العام يشكل الانطلاقة الحقيقية والكبرى في عهد الملك سلمان وفي عهد الدولة، حيث تعد المرحلة الحالية هي الدولة السعودية الرابعة، وكان لها شكل حضور ومزايا مختلفة عن سابقتها أضافتها وعززتها في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز. وبين القرعاوي أن الثوابت الدينية والسياسية والأخلاقية والمجتمعية لم تتغير ولكن ما حدث هو تطورات وبناء مزايا جديدة للمشهد السعودي، وعلى المستوى العالمي أصبحت المملكة تشغل الآن على الخريطة الدولية واحدا من أهم المواقع التي ستجذب كثيرا من الاستثمارات الأجنبية ممن يبحثون عن فرص حقيقية في ظل وضوح "رؤية المملكة 2030". وأردف القرعاوي: لو نظرنا إلى ما يحدث في الشمال في مشروع نيوم لوجدنا أن هذا المشروع سيكون مشروع القرن الحادي والعشرين ولن يكون هناك مشروع مماثل له على المستوى العالمي، وسيجذب كثيرا من الاستثمارات العالمية من جميع القارات، أمريكا وأوروبا وإفريقيا وآسيا, وأيضا ما يحدث في مشاريع البنى التحتية والنقل الداخلي، مثل مشاريع القدية والبحر الأحمر والمحميات الملكية، وأيضا مشاريع النقل الداخلي في القطارات، تجد أن الدولة اتجهت إلى كل مفاصل القوى، إلى ما يحتاج إليه الشعب من الرفاهية والعمل وبناء المستقبل. وأكد القرعاوي أننا نشهد الآن الشعور بأعلى درجات الالتحام بين القيادة والشعب, وننظر في اليوم الوطني إلى هذه الملحمة القوية حينما نشاهد الأطفال والنساء وما تطور في المجتمع من عادات وتقاليد كانت تسيطر على الفكر وتمنع كثيرا من فرص النمو والتنمية في وقت سابق، أصبحت الآن ميسرة ومسهلة ونشاهد الآن النساء والفتيات يذهبن إلى أعمالهن دون أن يكون هناك ما يضايقهن أو يلاحقهن أو يسعى إلى الإضرار بهن، لأن هناك منظومة جديدة أسهمت في حماية هذه الفكرة بالسياج الأخلاقي والأمني والتنظيمي فيما أصدرته الدولة من تشريعات وقوانين في كل مناحي الحياة. وكان العام الجاري أشبه بماراثون للإنجازات السعودية على الصعيدين المحلي والدولي، حيث شملت الإنجازات كافة مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتنموية. حيث كانت البداية في 26 أيلول (سبتمبر) 2017، حين أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمرا ساميا يقضي بإنهاء حظر قيادة المرأة للسيارة والسماح لها بمشاركة الطريق أسوة بأخيها الرجل والسماح لها بالقيادة فعليا بتاريخ 10 شوال 1439، ليصبح هذا اليوم فيما بعد يوما تاريخيا حاضرا في ذاكرة كل السعوديين. وفي 24 تشرين الأول (أكتوبر) 2017، أعلن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، إنشاء مدينة "نيوم" بقيمة استثمارات 500 مليار دولار وذلك خلال مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في العاصمة الرياض، لينطلق من هنا هاكاثون 2030 للمملكة العربية السعودية، وتتوالى بعد ذلك الإنجازات، ففي 4 تشرين الثاني (نوفمبر) 2017 صدر أمر ملكي بتشكيل لجنة عليا لمكافحة الفساد لحصر المخالفات والجرائم والأشخاص والكيانات ذات العلاقة في قضايا الفساد العام، بناء على ما تقتضيه المصلحة العامة، وكان لتشكيل هذه اللجنة دور كبير في تقدم المملكة في مكافحة الفساد ودعم الشفافية لجذب الاستثمارات الأجنبية. وفي 12 كانون الأول (ديسمبر) 2017 تم إطلاق برنامج حساب المواطن وتوفير الدعم المباشر لـ 13040667 مواطنا ومواطنة، ويعد برنامج حساب المواطن من البرامج الإصلاحية في "رؤية المملكة 2030"، ويتكامل مع حزم البرامج والمبادرات التنموية والاقتصادية التي أطلقتها في مسار الإصلاح وتحقيق الاستقرار، بما يعود بالنفع على المواطن. وفي 2 آذار (مارس) 2018، انطلقت جولة تاريخية لولي العهد الأمير محمد بن سلمان على عدة دول، بدأت من العاصمة المصرية القاهرة، ومن ثم زيارة إلى المملكة المتحدة، وكانت المحطة الرئيسة للجولة زيارة للولايات المتحدة في 20 آذار (مارس)، امتدت لنحو ثلاثة أسابيع، شملت سبع مدن أمريكية، هي واشنطن ونيويورك وبوسطن وسياتل ولوس أنجلوس وسان فرانسيسكو وهيوستن، بعد جولة خارجية بدأها من العاصمة المصرية القاهرة ثم المملكة المتحدة. وختام الجولة كان بزيارة كل من فرنسا وإسبانيا، وتم توقيع كثير من الاتفاقيات والبرامج الثنائية معها، كما تمت مناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. كما تم توقيع اتفاقيات تعاون عدة ومشاريع شراكة مع كبرى الشركات الأمريكية المتخصصة في التقنية والابتكار، إلى جانب مشاريع مشتركة في الأبحاث وريادة الأعمال. كما شهدت الزيارة التوقيع على مذكرة تفاهم لإنشاء «خطة الطاقة الشمسية 2030»، بينما منحت الهيئة العامة للاستثمار رخصا استثمارية لمجموعة من الشركات الأمريكية البالغ عددها 13 شركة. وفي 28 آذار (مارس) 2018، أعلن الأمير محمد بن سلمان عن أكبر مشروع في العالم للطاقة الشمسية، لإنشاء "خطة الطاقة الشمسية 2030" التي تعد الأكبر في العالم في مجال الطاقة الشمسية ما بين 150 جيجاواط و200 جيجاواط بحلول 2030، وسيوفر المشروع نحو 100 مليار دولار قيمة المنتجات من الألواح لإنتاج 200 ميجاواط من الطاقة الشمسية. وفي 28 نيسان (أبريل) 2018، دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مشروع "القدية" الوجهة الترفيهية والرياضية والثقافية الجديدة في المملكة، التي سيتم إنشاؤها غرب الرياض. كأكبر مدينة ثقافية ورياضية وترفيهية نوعية في العالم٬ ومقرها الرياض٬ في منطقة القدية بمساحة تبلغ 334 كيلو مترا مربعا٬ كنقلة نوعية في سياسة بناء الحضارات٬ المرتكزة على الثقافة والرياضة والترفيه والفنون والاقتصاد٬ لتحويل عاصمة السعودية إلى عدة مدن في مدينة واحدة٬ وربما الوجهة الرئيسة الأولى في مجال الترفيه والسياحة في العالم. وفي 3 أيار (مايو) 2018، أطلق مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برنامج جودة الحياة 2020 الذي يعد أحد برامج تحقيق "رؤية المملكة العربية السعودية 2030" التي أقرها مجلس الوزراء، ويصل إجمالي الإنفاق في القطاعات ذات الصلة ببرنامج جودة الحياة 2020 حتى عام 2020 إلى 130 مليار ريال (34.6 مليار دولار). وفي 6 حزيران (يونيو) 2018 أعلنت السعودية والإمارات اعتماد استراتيجية مشتركة للتكامل بين البلدين اقتصاديا وتنمويا وعسكريا عبر 44 مشروعا أطلق عليها "استراتيجية العزم" التي عمل عليها 350 مسؤولا من البلدين من 139 جهة حكومية وسيادية وعسكرية، وخلال 12 شهرا، ومن خلال ثلاثة محاور رئيسة هي المحور الاقتصادي والمحور البشري والمعرفي والمحور السياسي والأمني والعسكري. وفي 20 حزيران (يونيو) 2018، تم إعلان انضمام السوق السعودية إلى مؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة وهو أحد أهم وأبرز المؤشرات العالمية للأسواق المالية، ما سيعطي دفعة قوية للسوق السعودية والقطاع المالي واجتذابا كبيرا للاستثمارات الأجنبية داخل السعودية

مشاركة :