فتحت ملف «قضية الاحتلال الإيراني»..حقيقة «واقعة المنصة» في الأحواز

  • 9/23/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

على وقع الموسيقى العسكرية، كانت أفواج من الحرس الثوري الإيراني،أمس السبت، تسير متراصة الصفوف وخلفها مركبات ضخمة في عرض عسكري في إقليم الأحواز جنوب غربي البلاد، قبل أن يباغت إطلاق نار كثيف العرض، وفق لقطات فيديو بثت على الهواء مباشرة، واسفر الهجوم عن سقوط 24 قتيلا معظمهم من الحرس الثوري، فضلا عن إصابة نحو 60 آخرين، لتبادر إيران بتوجيه الإتهامات لدول عربية خليجية، وقبلها زعم تنظيم داعش الإرهابي تبنيه للهجوم !!     لم تتأخر القيادات العسكرية الإيرانية كثيراً في توجيه أصابع الاتهام إلى دول عربية خليجية..وفي تصريحات أدلى بها الرئيس الإيراني، حسن روحاني، قبيل مغادرته طهران لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، اتهم  أيضا دولا خليجية عربية تدعمها الولايات المتحدة بتقديم الدعم المالي والعسكري لجماعات مناهضة للحكومة منحدرة من أصول عربية.. في محاولة لـ «التعتيم» على الحقيقة، و«طمس» الوقائع داخل إقليم الأحواز، وعدم فتح ملف المقاومة الأحوازية ضد الاحتلال الإيراني للإقليم منذ  العام 1925  «حركة النضال العربي لتحرير الأحواز»، تبنت الهجوم على المنصة، في إطار عمليات النضال ضد الاحتلال الإيراني.. وكشفت الحركة المعارضة للوجود  الإيراني ، في إقليم الأحواز أو (عربستان)، عن النضال الذي يخوضه شعب الأحواز من أجل حريته في مواجهة الاجراءات التعسفية العنصرية التي اتخذتها سلطات الاحتلال الإيراني بحق شعب عربستان ، والاجراءات المضادة التي قابلها بها هذا الشعب في مقاومته لها ونضاله من أجل استرداد حريته وتقرير مصيره .     الحقيقة بحسب توضيح، أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشؤون الإيرانية، د. فارس عبد الحليم، أن إيران تهرب من مواجهة الواقع وتعمل جاهدة على «طمس» الحقائق في الإقليم العربي، والذي أطلقت عليه إيران (عربستان) في إقرار للواقع دون ان تقصد بالطبع، لتعود التسمية إلى «الأحواز»، وما حدث في هجوم المنصة هو في حقيقة الأمر، ضمن سلسلة نضال شعب الأحواز العربي الذي يقاوم الاحتلال الإيراني، ومنذ ثورة الحويزة في عام 1928 .. وثورة بني طرف عام 1936 ..وثورة عشيرة كعب الدبيس عام 1940 .. وثورة الغجرية عام 1943 .. وثورة الشيخ عبدالله بن الشيخ خزعل عام 1944 .. وثورة بني طرف عام 1945 ..ثورة الشيخ مذخور الكعبي عام 1946 ..وثورة عشيرة النصار 1946 ..وثورة الشيخ يونس العاصي عام 1949 .. وهي في مجملها ثورات القبائل العربية.. وحتى تأسيس جبهة تحرير عربستان في عام 1956، وكانت الجبهة تخطط لثورة شاملة في الأحواز، إلا أن المخابرات الايرانية استطاعت القاء القبض على قادة الجبهة في مدينة عبادان في 25 / 11 / 1963 وتم اعدام قادتها.. ثم تأسست الجبهة الوطنية لتحرير عربستان عام 1964 ، واعتبرت امتدادا للجبهة الاولى.     وأضاف للغد: لم تستطع عمليات الارهاب والتنكيل والتعذيب والبطش والتقـتيل التي مارستها السلطات الإيرانية من أن تنال من عروبة الأحواز بعد أن حولتها الى محافظة عاشرة من المحافظات الايرانية ، ولم تفلح في اخماد جذوة الثورة في نفوس الشعب العربي في عربستان من أجل التخلص من سلطات الاحتلال ، ولم تنفع الاعدامات العلنية والسرية في ارهابهم، فكانت تتفجر الثورات والانتفاضات من حين لآخر للا طاحة بحكم المغتصبين وازاحتهم عن أرضهم التي ظل شعبها ، رغم كل ذلك ، عربيا يمارس حياته وفق أعرافه وتقاليده العربية الخالصة .     وتابع د. فارس للغد، كل هذا ينفي مزاعم إيران بتوزيع الاتهامات لدول عربية خليجية، ولكنها تريد عدم فتح ملف الاحتلال والمقاومة الوطنية الشعبية،  وهو ما يقلق السلطات الإيرانية التي تحاول أن تظل قضية الأحواز «منسية عمدا»، حتى فتح الملف مع الهجوم على العرض العسكري الإيراني، ومن هنا  سارعت إيران بتوجيه الإتهامات لدول عربية خليجية.      وأوضح الخبير في الشئون الإيرانية، أنه بعد الإطاحة بنظام حكم البهلويين عام 1979 تصور الشعب العربي الأحوازي أن شعارات الجمهورية الإسلامية الجديدة يمكن تطبيقها على الأرض، وبالتالي فإن التعامل مع قضيتهم سوف يفتح الأبواب للحوار حول تقرير مصيرهم .. ولكن الطموحات الإيرانية السياسية لا تتغير، والمطامع الإيرانية لا تحدها العمامة الإسلامية، وهناك مواريث في أعماق النفوس لا تستطيع إلغاءها !! وجاءت ممارسات إيران الإسلامية أكثر تعسفا في الرغبة في تغيير وجه الإقليم العربي الأحوازي، وصدرت وثيقة «أبطحي » رئيس مكتب رئاسة الجمهورية في عهد محمد خاتمي ، بترحيل مليون ونصف المليون من عرب الأحواز إلى داخل إيران، بهدف التغيير الديمغرافي للمنطقة الأحوازية، وحين انتفض الأحوازيون وقعت مذبحة «المحمرة» في 15 / 4 / 2005 ، والمقاومة الشعبية لاتزال مفتوحة .      ولم تكن أهمية الإقليم الأحوازي في الثروات المعدنية أو البترول المحبوس تحت شواطئه ، أو بسط السيطرة على طرق التجارة إلى الشرق، ولكن أيضا للموقع الجغرافي الهام على امتداد الشاطئ الشرقي للخليج العربي، الذي يتميز بعمق مياهه ، مما يسهل إقامة العديد من الموانئ الطبيعية ، في حين أن مياه الخليج من جهة سواحل دول الخليج العربية ضحلة ، مما يجبر الحكومات الخليجية على إقامة موانئ صناعية .    وإيران تدرك تماما أن شعب الأحواز العربي يمتد على طول ضفة الخليج العربي الشرقية ، ومن أول مداخلها على شط العرب ، إلى مضيق هرمز، ومما ينفي تماما اسمه الفارسي إذا حصلت دولة الأحواز العربية على استقلالها ، فضلا عن العمق الاستراتيجي الذي يعد خط الدفاع العربي الأول في مواجهة المخططات الإيرانية التوسعية نحو دول الخليج ، والتي بدأت باحتلال الجزر الإماراتية الثلاث : طنب الكبرى ، وطنب الصغرى ، وأبو موسى , ورفض الاحتكام إلى أي جهة قانونية مستقلة كمحكمة العدل الدولية أو أي طرف ثالث ، والمطالبة بالبحرين كمحافظة إيرانية 1971 ثم تكررت تلك المزاعم على متن تصريحات كبار المسؤولين الإيرانيين !!   وهواجس البعد القومي للقطر العربي الأحوازي، وأهميته الاستراتيجية للمنطقة العربية ، دفعت الإيرانيين إلى حرمان الشعب الأحوازي من تسجيل المواليد من الذكور والإناث بأسماء عربية، وتحريم ارتداء الأزياء العربية التقليدية ( الكوفية والعقال )، وإلغاء دراسة اللغة العربية في المناهج المدرسية، رغم أن اللغة العربية هي لسان حال الشعب الأحوازي من الشيعة العرب والسنة والصابئة ـ أكثر من 10 ملايين نسمة ـ على امتداد 24 مدينة و3 آلاف قرية داخل مساحة تصل إلى 324 ألف كيلو متر مربع .   وفي حقيقة الأمر فإن شواهد التاريخ تسجل عروبة الأحواز، ومنذ سنوات ما قبل الفتوحات الإسلامية، حين نزحت إلى منطقة الأحواز قبائل عربية أخرى آتية من قلب الجزيرة العربية، منها قبائل مالك، وكليب، واستقرت هناك، وعندما قامت الجيوش العربية الإسلامية بفتح هذه المنطقة، شارك السكان العرب معها في القضاء على الهرمزان في سنة 17 هجرية، وطوال عهد الخلافة الأموية ثم العباسية ، وصولا إلى الحكم العثماني، كانت «الأحواز» جزءا لا يتجزأ من الأراضي التابعة للخلافة، واستمر الأمر كذلك حتى 1925 وهناك فصول من حقائق التاريخ يرويها المؤرخ الإنجليزي « لونفريك » في كتابه «أربعة قرون من تاريخ العراق» مسجلا شهادته بالقول ( في أراضي عربستان الزراعية المنبسطة تستقر قبائل عربية تمتلك الأرض، وتسيطر على طرق المنطقة، وتفرض الضرائب على الطرق النهرية دون معارضة من أحد، وأكثر من مرة حاول الإنجليز بالتعاون مع الفرس احتلال الأحواز دون جدوى، وعندما تحركت بريطانيا لإقامة معمل لتكرير البترول في عبادان، وهي جزء من أرض عربستان، انتدبت السير «برسي كاكس » ليتفاوض نيابة عنها مع أمير عربستان الشيخ خزعل الكعبي، باعتباره الحاكم العربي الأعلى في المنطقة، لعقد اتفاقية بشأن السماح باستخدام خط أنابيب البترول للمرور عبر أراضي إمارته متجها إلى مصفاة عبادان، وكان يتسلم وفق هذا الاتفاق إيجارا سنويا قيمته 650 جنيها)

مشاركة :