اتهم المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف، أمس، تل أبيب بتضليل موسكو، وحمّلها المسؤولية الكاملة عن إسقاط الطائرة "إيل 20" قرابة شاطئ اللاذقية الاثنين الماضي، في تطور قابله وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بتأكيد استمرار شن العمليات ضد الوجود العسكري الإيراني في سورية، رغم الحادث المأساوي مع الطائرة الروسية. وفي مؤتمر خاص لكشف ملابسات حادث اللاذقية، وصف كوناشينكوف سلوك الطيارين الإسرائيليين بأنه "إهمال إجرامي، وعدم مهنية"، مؤكداً أنهم اختبؤوا وراء الطائرة الروسية من الصواريخ السورية، وواصلوا هجماتهم باللاذقية، بعد سقوط الطائرة، ومصرع 15 عسكرياً روسياً. وذكر كوناشينكوف أن الجانب الإسرائيلي تأخر في إخلاء منطقة الحادث مدة طويلة حتى بعد وقوع الحادث، وعرض المساعدة في البحث عن الطائرة الروسية بعد 50 دقيقة، موضحاً أنه لم يبلغ الروس في الوقت المناسب بموعد شن غاراته، بل قدم معلومات مغلوطة مسجلة بأنه استهدف مواقع في شمال سورية في انتهاك لاتفاق عدم الاشتباك الموقع عام 2015. ووسط تكهنات بأن روسيا يمكن أن تحدّ من حرية الحركة العسكرية الإسرائيلية في سورية، قال ليبرمان، في تصريحات إذاعية: "تصرفنا ونعمل بحذر ومسؤولية وفي الحالات التي لا يكون لدينا فيها خيار آخر، لذا لم يتغير شيء ولن يتغير. هذه سياستنا"، مضيفاً: "لن نسمح لسورية بأن تتحول إلى قاعدة إيرانية متقدمة ضد دولة إسرائيل، ونواصل العمل ولهذا لدينا كل الوسائل والإمكانات". وأوضح ليبرمان أن إسرائيل لا تزال تعتمد على آليات الاتصال مع روسيا لتجنب حالات الصدام، مؤكداً أنها لا تعترف بذنب في إسقاط طائرتها وترفض ادعاءاتها بأنها استخدمتها كغطاء لشن غارة أخرى على سورية، مما عرّضها لنيران الدفاعات الجوية السورية. وأضاف أن "إسرائيل لا تبحث عن مغامرات، بل تتحرك في حالة الضرورة فقط وتتصرف بحكمة ومسؤولية"، مشدداً على أنها "ليست معنية بالاحتكاك مع روسيا ولن تجري مشادة كلامية معها عبر وسائل الإعلام، بل تبذل قصارى جهدها لإعادة العلاقات إلى مسارها الطبيعي"، في وقت أكد أن "إسقاط الطائرة الروسية حادث خطير"، محملا المسؤولية كاملة للنظام السوري. من جهة ثانية، رحبت فصائل معارضة مدعومة من أنقرة، بحذر، باتفاق الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي على تجنيب محافظة إدلب عملية عسكرية لقوات الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكدة في الوقت ذاته عدم ثقتها بموسكو، ويدها على الزناد. وبينما لم يصدر حتى الآن أي موقف رسمي من هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، التي تسيطر على الجزء الأكبر من إدلب وصاحبة النفوذ الأكبر فيها، قالت الجبهة الوطنية للتحرير، في بيان: "نثمن هذا الجهد الكبير والانتصار الواضح للدبلوماسية التركية"، مشيرة إلى أن "أهلنا في الشمال السوري تلقوا بارتياح واسع حصول اتفاق تركي روسي أوقف عدواناً روسياً وشيكاً". وأضافت الجبهة، التي تضم فصائل معارضة مدعومة من تركيا بينها حركة أحرار الشام: "نعلن في الوقت ذاته عدم ثقتنا بالعدو الروسي، أصابعنا ستبقى على الزناد، وأننا لن نتخلى عن سلاحنا ولا عن أرضنا ولا عن ثورتنا". وأكدت الجبهة "تعاوننا التام مع الحليف التركي في إنجاح مسعاهم لتجنيب المدنيين ويلات الحرب، إلا اننا سنبقى حذرين ومتيقظين لأي غدر من طرف الروس والنظام والإيرانيين"، معربة عن قلقها من أن يكون "الاتفاق مؤقتاً". بدوره، حذر إردوغان، أمس، من "المستنقع" الإرهابي المتنامي شرقي الفرات تحت رعاية بعض حلفاء أنقرة، في إشارة إلى مناطق قوات سورية الديمقراطية (قسد) ووحدات حماية الشعب الكردية المدعومة أميركياً. وقال إردوغان، في مطار أتاتورك بمدينة إسطنبول، إنه سيلفت الانتباه في خطابه بالجمعية العامة للأمم المتحدة إلى الأزمات الإنسانية، وسيدعو إلى إيجاد حلول لها.
مشاركة :