تبادلت الولايات المتحدة وإيران الاتهامات بشأن الهجوم الذي استهدف عرضاً للحرس الثوري الإيراني في مدينة الأهواز عاصمة محافظة خورستان التي تسكنها أغلبية عربية، وخلّف 29 قتيلاً، نصفهم من العسكريين. وقبل مغادرته طهران لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، واشنطن و«دولة صغيرة» في الخليج بالتحريض والدعم المالي والعسكري لمنظمات عربية متمردة تطالب بالانفصال عن إيران. وقال روحاني، إن «أميركا تريد زعزعة الأمن وإثارة الاضطرابات في بلادنا، لتتمكن من العودة إليها، لكن هذه أوهام غير واقعية، ولن تحقق غاياتها أبداً»، مؤكداً أن واشنطن ستندم على «عدوانها». في المقابل، ردت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي أمس، على روحاني بالقول: «يمكنه (روحاني) أن يلقي باللوم علينا كما يريد. الشيء الذي يتحتم عليه فعله هو أن ينظر إلى المرآة». وقالت هايلي: «أعتقد أن ما على روحاني فعله هو النظر إلى الداخل. إنه أمام إيرانيين يحتجون. كل المال الذي يصل إلى طهران يذهب إلى جيشها. إنه يقمع شعبه منذ أمد بعيد»، مضيفة: «أعتقد أن الإيرانيين ضاقوا ذرعاً، وهذا سبب ما يحصل». وفي ردها على سؤال لـ «سي أن أن» غداة الاعتداء، أكدت هايلي أن «واشنطن تدين أي هجوم إرهابي في أي مكان. نقطة على السطر». وتعقيباً على تصريح لمحامي الرئيس الأميركي دونالد ترامب عمدة نيويورك السابق الجمهوري رودي جولياني الذي قال فيه إن «تغيير النظام في إيران سيحدث»، قالت المندوبة الأميركية، إن الإدارة لا تسعى إلى ذلك. ووجّهت طهران لوماً إلى ثلاث دول أوروبية هي الدنمارك وبريطانيا وهولندا، لإيوائها أعضاء من «الجبهة الشعبية الديمقراطية الأهوازية»، وهي الحركة الانفصالية التي تتهمها إيران بالاعتداء رغم نفيها. واحتجت طهران رسمياً أمس، لدى الإمارات العربية المتحدة على «تصريحات مهينة»، قالت، إن مسؤولاً إماراتياً، لم تذكر اسمه، أدلى بها بشأن الاعتداء، وحذرت القائم بالأعمال الإماراتي من أن حكومة بلاده «ستتحمل مسؤولية (...) أي دعم فاضح للإرهاب يعلنه أفراد مرتبطون» بها. وصرح وزير الشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش بأن «‏التحريض الرسمي ضد الإمارات في الداخل الإيراني مؤسف ويتصاعد عقب هجوم الأهواز، في محاولة للتنفيس المحلي»، مؤكداً أن «موقف الإمارات التاريخي ضد الإرهاب والعنف واضح، واتهامات طهران لا أساس لها».