قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إن بلادها لن تتراجع أمام حالة الجمود في محادثات الخروج من الاتحاد الأوروبي «بريكست»، فيما أشار مسؤولان في فرنسا وألمانيا إلى أن الكرة الآن في ملعب لندن.وطالبت ماي يوم الجمعة زعماء التكتل بتقديم اقتراحات جديدة وإبداء الاحترام قائلة بعد قمة في النمسا إن المحادثات وصلت إلى طريق مسدود لكنها تمسكت بموقفها في تصريحات صحفية أمس الأحد.وقالت ماي لصحيفة صنداي إكسبريس «حان الوقت لفعل ما هو في صالح بريطانيا، وحانت لحظة الثبات ورباطة الجأش».وأشارت صحيفة صنداي تايمز إلى أن مساعدين لماي بدأوا يضعون خططا طارئة لإجراء انتخابات مبكرة في نوفمبر تشرين الثاني للمساعدة في إنقاذ محادثات الخروج وكذلك منصب رئيسة الوزراء.وقوبلت ماي بالثناء من قبل حزب المحافظين الذي تنتمي إليه وكذلك الصحافة لأنها وقفت في وجه الاتحاد الأوروبي قبل المؤتمر السنوي للحزب الذي ينطلق نهاية الشهر الجاري.وقال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت لراديو هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» السبت إنه إذا توقع زعماء الاتحاد من بريطانيا الإذعان فإنهم بذلك «أخطأوا بشدة في الحكم على الشعب البريطاني»، حتى إن كان هذا يعني أن تترك لندن التكتل في مارس آذار دون اتفاق، وأضاف «قد نتحلى بالأدب لكن لدينا نقطة نهاية، لذلك عليهم التعامل معنا بجدية الآن».وأشارت ردود الفعل الأولية على الجانب الآخر من القنال الانجليزي إلى أن فرنسا وألمانيا متمسكتان بموقفهما أيضا.وفي باريس، قالت ناتالي لوازو وزيرة الشؤون الأوروبية إن فرنسا ما زالت ترى إمكانية في التوصل لاتفاق جيد لخروج بريطانيا لكن ينبغي أن تتهيأ لاحتمال الخروج «دون اتفاق»، وأضافت لراديو فرانس إنفو أن تصويت بريطانيا لصالح الخروج «لا يمكن أن يؤدي إلى كسر الاتحاد الأوروبي»، وفي برلين، قال مايكل روث نائب وزير الخارجية الألماني على تويتر إن دول الاتحاد الأخرى وعددها 27 دولة تتكبد العناء للتوصل إلى حلول معقولة واصفا «لعبة إلقاء اللوم على الاتحاد الأوروبي» بأنها مجحفة للغاية.من جهته، قال زعيم حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربين أمس الأحد إن الحزب يفضل إجراء انتخابات جديدة على استفتاء آخر بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي مما يزيد الضغوط على رئيسة الوزراء تيريزا ماي التي تعثرت خططها للخروج من التكتل.ويقاوم كوربين حتى الآن دعوات لمساندة إجراء «تصويت شعبي» أو إجراء استفتاء جديد على قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي. لكن الساحة السياسية تغيرت منذ أن تربص الاتحاد الأوروبي بماي يوم الخميس بشأن خططها للخروج من الاتحاد الذي يعد أكبر تحول في السياسة البريطانية منذ نحو نصف قرن.وقال كوربين، وهو من المتشككين في منطقة اليورو وصوت بلا عام 1975 لرفض عضوية بريطانيا فيما كان يعرف باسم المجموعة الأوروبية، إنه سيستمع إلى نقاش عن أي تصويت ثان محتمل على عضوية بريطانيا لكنه يفضل إجراء انتخابات مبكرة إذا فشلت ماي في التوصل إلى اتفاق يمكن لحزب العمال أن يدعمه في البرلمان. (رويترز)
مشاركة :