«بيبي شومي» هو ميك شوماخر، نجل أسطورة سباقات سيارات فورمولا واحد الألماني مايكل شوماخر، بطل العالم 7 مرات وحامل 91 انتصاراً، والذي يرقد في «غيبوبة» بعد حادثة السقوط التي تعرّض لها خلال تزلّجه على الثلج العام 2013. ويبدو أن ميك يستحق لقب «بيبي شومي» شرعاً، والذي كان أُطلق على مواطنه سيباستيان فتيل، بعدما قدّم نفسه موهبة لافتة قادته إلى حصد اللقب العالمي لاحقاً. يرتقي ميك (19 سنة) سلم التفوّق في بطولة أوروبا لسباقات فورمولا 3 بعد 28 عاماً من إنجازات والده في هذه الفئة، ناشداً اللقب بعدما تصدّر الترتيب العام إثر سيطرته المطلقة أخيراً على سباق سبلبيرغ النمسوي، وقبل الجولة الختامية في هوكنهايم المقررة في 13 و14 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. وكان ميك قال كلمته على حلبة فرانكورشون البلجيكية، ما شكّل رمزية خاصة، حيث وقّع والده بدايته في فورمولا واحد العام 1991، وحقق فوزه الأول في العام التالي، وحصد لقبه العالمي السابع العام 2004. ويكشف ميك عشقه للحلبة البلجيكية وذكرياته الكثيرة هناك، خصوصاً أنها «كانت حديقة والدي». ويضيف: «كان مثالي الأعلى، وتأثيره واضح في أسلوبي بالقيادة». يبدو أن ميك «سر أبيه» وفق اختصاصيين متابعي، ويوضحون أن «الفتى الأغر» لا ينزعج عندما يُقارن بوالده، حتى حين يقلّد أحياناً بعفوية بعض حركاته أو يعتمر القبعة على طريقته، والتي تحمل أسماء رعاة واكبوا مسيرة «شومي الكبير». يقود ميك سيارة ألصق عليها شعار «كيب فايتكنغ» (استمر في القتال أو النضال)، وهو اسم المؤسسة التي أطلقتها العائلة بعد الحادث المؤسف الذي تعرّض له الوالد البطل، وأرادت من خلالها إلهام أكبر عدد ممكن من الأشخاص لفكرة «عدم الاستسلام أبداً». ميك على الطريق الصحيح كما يطمئن مطلعون. هو يتقدّم خطوة خطوة، وحظوظه قوية للمنافسة ضمن بطولة فورمولا 2 في الموسم المقبل. وينصح رئيس الاتحاد الدولي للسيارات الفرنسي جون تود، الذي كان مديراً لفريق فيراري أيام انتصارات «شومي الكبير» (أحرز معه اللقب العالمي 5 مرات بين 2000 و2004)، بعدم الضغط على السائق الواعد، فـ «لتأخذ الأمور مجراها». كما يجد ترحيباً في الحظيرة الإيطالية الشهيرة. ويؤكّد السائق السابق النمسوي غيرهارد بيرغر الذي عاصر والد ميك، أن الجميع سيكون سعيداً إذا سار «بيبي شومي» على خطى والده. ويلفت إلى أن «شومي الكبير كان بطلاً استثنائياً، لكن نجله يتمتّع بمقوّمات الوجه الواعد في عالم فورمولا واحد. وهو يحمل جيناته ولمساته على هذا الصعيد». ويتوجّب على ميك تجاوز مراحل عدة بجدارة ليُظهر استحقاقه للمنافسة في فورمولا واحد، علماً أن رينيه روسين، مدير فريقه «بريما باورتيم»، يجزم بأن الفتى نضج خلال الشتاء الماضي، لا سيما على صعيد المهارة في التجاوز واستخدام الإطارات في شكل أفضل، خلال سباقات «متطلّبة»، خصوصاً ضمان الصدارة. وبات مستعداً لمواجهة الظروف المختلفة. يذكر أن ميك ليس الوحيد في عائلة شوماخر على خطى والده، فابن عمه ديفيد (17 سنة وشهراً واحداً) يخوض هذا الموسم غمار بطولة فورمولا 4 الألمانية ضمن فريق والده رالف، الذي شارك في 180 سباقاً للفورمولا واحد بين العامين 1997 و2007 وحقق 6 انتصارات. ويحتل ديفيد المركز الثاني في الترتيب العام بعدما اعتلى المنصة 16 مرة، وأحرز 3 انتصارات في 19 سباقاً. وكان حلّ ثانياً في بطولة ألمانيا للكارتنغ العام الماضي. ويحب ديفيد أن ينافس ابن عمه يوماً ما في الفورمولا واحد، على غرار ما فعله الأبوان خلال 10 مواسم (1997 – 2006).
مشاركة :