الخرطوم - قنا: ثمن مجدي خلف الله رئيس مكتب سلام دارفور، الدور الكبير الذي تضطلع به دولة قطر في السودان والذي يصب لصالح تعزيز التنمية المستدامة ويدعم الاستقرار السياسي والاجتماعي في البلاد. ورأى أن هذا الدور مكن السودان من القيام بدور محوري وحيوي لإرساء السلام الإقليمي في المنطقة، مستفيدًا من هذه الإيجابيات التي أحدثت تغييرًا كبيرًا بتغليب لغة الحوار والتسويات السلمية وإشاعة روح الأمن والطمأنينة أساسًا لاستدامة الأمن والسلام داخليًا وفي المحيط الإقليمي الذي تأثر إيجابًا بما تم وجاءت استجابته قوية للاستفادة من التجربة لصالح الاستقرار الإقليمي. ووصف خلف الله في تصريح لوكالة الأنباء القطرية (قنا) أمس، العلاقات السودانية القطرية بأنها راسخة ومتينة وتشهد تقدمًا إيجابيًا في كافة المجالات بما يخدم إرساء الشراكة الاستراتيجية بين البلدين .. لافتًا إلى أن قوة العلاقات الشعبية ومتانة التعاون بين منظمات المجتمع المدني في البلدين والتواصل المستمر على أرفع المستويات في كافة المجالات، ميز العلاقات بإنجازات واقعية يحفظها ويقدرها الشعب السوداني. وأوضح رئيس مكتب سلام دارفور أن السودان لمس دورًا مميزًا لدولة قطر، أميرًا وحكومة وشعباً.. مساندًا له لتجاوز العقبات والانتقال إلى مراحل التعافي المتقدمة خاصة في دارفور، التي أصبحت نموذجًا عالميًا للسلام تسعى الجهات المعنية بفض النزاعات وإنهاء الحروب للاستفادة القصوى منه.. معتبرًا أن دارفور مثال جيد ومتفرد لمعالجات حديثة تقوي السلام المحلي والإقليمي والدولي، وأن نموذج العلاقات السودانية القطرية أكد معاني الأخاء والصداقة الصادقة التي تربط بين البلدين. كما أشاد بالدور القطري المتابع لعملية السلام في دارفور والمستمر في تقديم العون والسند والدعم أكثر مما تم الاتفاق عليه بشكل واضح وملموس، حيث دخلت المشروعات التنموية القطرية الآن مراحل متقدمة في إنشاء 10 قرى نموذجية بمواصفات عالمية بواقع قريتين في كل ولاية من ولايات دارفور، حيث انتهت كافة عمليات الاستعدادات والتهيئة والدراسات التي قام بها الهلال الأحمر القطري وجمعية قطر الخيرية، لاستكمال إجراءات التشييد وتم التنسيق التام بين المنظمات القطرية وولايات دارفور الخمس في مجالات استلام الأراضي والمواقع التي تجهز فيها هذه القرى، ودخل العمل مرحلة التنفيذ الفعلي لافتا إلى أن هذه المرحلة تأتي في إطار سلسلة من المراحل التي تعهدت دولة قطر خلالها بإنشاء 75 قرية نموذجية في دارفور. وقال خلف الله إن هذه القرى النموذجية أحدثت آثارًا اقتصادية وتنموية واجتماعية لإرساء الاستقرار الحقيقي وتغيير المجتمعات، لتكون منتجة وامتدت آثارها لعموم السودان باعتبار أنها تخدم منطقتها والمناطق المجاورة لها وتحفز على قيام نماذج متطورة أخرى لإحداث تغيير متكامل في دارفور. ووصف رئيس مكتب سلام دارفور أوضاع السلام في عموم دارفور بأنها متميزة وتسير في الطريق الصحيح، خاصة بعد استكمال مطلوبات وثيقة سلام الدوحة وتوجه المنطقة نحو النهضة التنموية الشاملة. وقال إن تقليص عدد قوات اليوناميد وتحول عملها من الحماية والأمن إلى المشاركة في التنمية في مشروعات دارفور وتعزيز تعاونها المشترك مع الحكومة السودانية، دليل عافية وتقدم كبير. وقال إن وثيقة سلام الدوحة أفرزت على أرض الواقع حالة إيجابية غير مسبوقة في البلاد وفي مقدمتها، الأمن والاستقرار والسلام الدائم وهزيمة أجندة الحرب وتقدم السند الشعبي القوي الذي يرفع إرادة السلام الغالبة شعارًا له، بجانب تحول المجتمع الدولي لداعم وبقوة لهذه الاتجاهات التي أوجدت حراكًا سياسيًا داعمًا للوحدة الوطنية . ولفت رئيس مكتب سلام دارفور إلى أن بلاده استفادت كثيرًا من الخبرات والتجارب القطرية على الصعيدين الإقليمي والدولي، لإعطاء عمليات السلام أبعادًا عالمية مؤثرة، خاصة وأن السودان يمثل مركزًا محوريا لاستقرار القارة الأفريقية، ما أدى إلى توسيع دائرة السلام لتؤدي إلى استقرار الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي بصورة عامة.
مشاركة :