المقناص تـراث عـريـق تتنـاقلـه الأجـيال

  • 9/24/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كتب - حسين أبوندا: أكد عددٌ من مربي الصقور أن هواية المقناص تراث عريق يحرصون على نقله إلى أبنائهم جيلاً بعد آخر حتى لا تندثر هذه الهواية وتبقى حاضرة بما تجسده من روح التحدي والتنافس، حيث تحوّلت من إحدى طرق العيش في الماضي ووسيلة للبقاء إلى هواية ووسيلة للترفيه وموروث مرتبط بتاريخ الأجداد.  الراية  التقت عدداً من الصقارين في شارع الرفاع ورصدت استعداداتهم لموسم الصيد حيث يقومون حالياً بتدريب الصقور وهي العملية التي يطلق عليها المواطنون "الدعو" والتي يجهزون فيها صقورهم لصيد الحبارى وطيور الكروان وباقي الأنواع التي تزخر بها البيئة القطرية برفقة أبنائهم لتعليمهم فنون تدريب الصقور. وقال الصقارون إن القنص بالصقور هو من أكثر الهوايات التي ينتظر المواطنون بدء موسمها نظراً للمتعة التي يجدونها وهم يمارسونها برفقة الأقارب والأصدقاء في مناطق الصيد المعروفة في البر القطري. ولفتوا إلى أن موسم الصيد بالصقور بدأ في أول سبتمبر، إلا أنهم فضلوا الانتظار لحين تحسن الأجواء وحرصوا بعد منتصف سبتمبر على تدريب صقورهم على الصيد، لافتين إلى أن الصقر يكون جاهزاً للصيد خلال أسبوع إلا أن معظم المواطنين يفضلون الاستمرار في تدريبه لمدة أسبوعين وأكثر حتى يكون جاهزاً بشكل جيد للصيد.   مبارك آل شافي: التـدريــب بالطـــرق التقليـديــة أفضـــل   أكد مبارك سعود آل شافي أن عملية تدريب الصقر تبدأ بربطه بخيط يسمى المرسل وعلى الصقار الإمساك بالمرسل، وشخص آخر يدعوه من مسافة عشرة أمتار حتى يأمن الطير وبعد وصوله نطعمه ولكن نحرص على أن تكون الكمية قليلة حتى يظل يحتاج إلى الطعام لأنه في حالة شعوره بالشبع يمكن أن يهرب ويحلق عالياً بعيداً عن صاحبه وبعدها نبدأ بمرحلة أخرى وهي ترك الصقر يطير ويجب على الصقار أن يحرص على تركيب ريشة تحوي على جهاز تتبع حتى يعرف مكان صقره في حال تحليقه بعيداً. وأوضح أن الأساليب الجديدة في الصيد مثل استخدام الطائرة اللاسلكية جيدة لأنها تكسب لياقة أسرع للطير ومناسبة أكثر في المساحات المحدودة، أما في حال قيام الصقار بتدريب صقره في المساحات البرية الواسعة فيفضل تدريبه بالطريقة التقليدية من خلال إطلاق طير الحمام يحلق ومن ثم إطلاق الصقر للحاق به واصطياده.     عبدالرحمن المالكي: الفريسة والتلواح أبرز مستلزمات التدريب   قال عبدالرحمن المالكي إن عملية تدريب الصقر تتطلب وجود بعض المستلزمات البسيطة مثل الفريسة والتلواح لدعوة الصقر في أولى خطوات التدريب، كما يتم دعوة الصقر به في حال طيرانه بعيداً وأراد الصقار استرجاعه مرة أخرى، بالإضافة إلى الدس وهو ما يتم وضعه في مرفق الصقار ووظيفته الحماية من مخالب الصقر بالإضافة إلى السبوق وهو الخيط الذي يتم به ربط أرجل الصقر لتجنب هروبه. وأوضح أن تدريب الصقور يبدأ مع ظهور نجم سهيل، حيث يعتبر ظهور نجم سهيل علامة على نهاية الصيف وبرودة الجو وقدرة الصقار على ممارسة هوايته في أجواء معتدلة.     خالد الكعبي: تأهيل وتدريب الصقر على الصيد   قال خالد الكعبي: هواية الصيد بالصقور هي من الهوايات المحببة لأهل قطر والكثير منهم يفضل ممارستها في هذه الفترة من العام والصيد في الصحراء القطرية وحالياً نقوم بتدريب الصقور التي قمنا بشرائها مؤخراً، وذلك لتأهيلها على التحليق والصيد خاصة أن ممارسة هذه الهواية تحتاج إلى أن تكون بنية الصقر قوية ولديه القدرة على اللحاق بالفريسة وصيدها ومن ثم العودة إلى الصقار. وأضاف: هذه الهواية من أجمل الهوايات التي يمكن أن يمارسها الأب مع أبنائه وهم في سن صغيرة، حيث حرصت على تعليمها لأبنائي واصطحابهم قبل بلوغهم العاشرة لتعريفهم بكل خفايا هذه الهواية، وبعد بلوغهم العاشرة كان لديهم طيور مارسوا من خلالها هذه الهواية بأنفسهم وطبقوا ما تعلموه وهم في سن صغيرة. وقال يبث المقناص روح العزيمة والصبر في نفس الصياد وصاحب الصقر، كما يشعل روح المنافسة والتحدي بين أصحاب الصقور الذين يخرجون لرحلات القنص في البراري، وهم يترقبون صقورهم تقوم بعملية الاصطياد لفرائسها المتنوعة.     عبدالرحمن راشد: تعلمت المقناص من أبوي   قال عبدالرحمن راشد (15) عاماً: تعلمت المقناص من أبوي الذي تعلمه بدوره من جدي وهو من الهوايات المحببة لدى شريحة كبيرة من الشباب الذين يحرصون على شراء الصقور والاهتمام بها والخروج في رحلات قنص ولكن قبل البدء برحلات القنص يجب أولاً تدريبها وتأهيلها، مؤكداً أنه يفضل معظم الصقور "الوحوش" عن غيرها من الأنواع المهجنة التي تتميز بقدرتها على الصيد وعن الطيور التي يقومون باصطيادها قال: يفضل معظم الصقارين صيد الحبارى وهو النوع الذي يعتبر انتشاره قليلاً وعملية صيده تتطلب إعداد الصقر بشكل جيد ليتمكن من كشف أثره عند تحليقه في السماء ويستطيع من خلال رؤيته الحادة إيجاده، لافتاً إلى أن الشباب يقومون بتحدٍ لاصطياد الحبارى ويشعر الصقّار الذي يتمكن من اصطياده بالسعادة ويحرص أيضاً على التقاط الصور التذكارية مع الفريسة.     عبدالرحمن خالد: الصقارة تتطلب المهارة والخبرة   أكد عبدالرحمن خالد الكعبي (15) عاماً أنه حصل على أول صقر عند بلوغه 11 عاماً وحالياً يملك خبرة كبيرة في تدريب الصقور والصيد بها، حيث إن والده يثق بقدرته على ذلك ويتواجد معه للإشراف على عملية "الدعو" وعند خروجهم للصيد في الموسم يقوم بعملية الصيد واللحاق بالصقر حتى اصطياد الفريسة. وأوضح أن هواية الصيد بالصقور تتطلب صقاراً يملك المهارة والخبرة الكافية للصيد ومن ثم يأتي دور الصقر، والصقار هو من يجعل لصقره قيمة وقدرة على الصيد من خلال التدريب والإعداد الجيد، لافتاً إلى أن الطير الوحش لا يكون دائماً أفضل من التفريخ لأن الاعتماد أولاً على الصقار وقدرته. وقال إن صقره الذي اشتراه مؤخراً ويقوم بتدريبه حالياً هو من نوع الشاهين، ويفضل هذا النوع عن باقي الأنواع بحكم أن هذا الطير يمتاز بالعديد من المميزات منها قوة بنيانه وسرعته في الطيران، كما أن له القدرة على اقتناص الفريسة من أقصى ارتفاع بطريقة مدهشة.

مشاركة :