عاد السد والدحيل حامل اللقب إلى الصراع المحلي بعد الجولة الماضية بسبب المشوار الآسيوي، وكانت العودة قوية وساخنة حيث استعادا الانتصارات، ونجحا في استرداد الصدارة والقمة التي تعرضت لاختراق جماعي في بداية الجولة السادسة، من جانب 3 فرق هي العربي والريان والسيلية الذين تربعوا لساعات على القمة والصدارة قبل أن يعود حامل اللقب ووصيفه وينجحان في استردادها بانتصارين كبيرين. السد سحق الريان بخماسية واعتلى الصدارة بفارق الأهداف، والدحيل صدم الغرافة برباعية لهدفين وعاد إلى الوصافة بفارق النقاط. لكن رغم هذه العودة القوية ورغم نجاح السد والدحيل في استرداد الصدارة، إلا أن المؤشرات وبعد الجولة السادسة تؤكد أن الصراع على الدرع هذا الموسم لن يكون سهلا أو هينا، وقد لا ينحصر بين السد والدحيل، بعد الظهور الجيد والقوي للسيلية والعربي واللذين واصلا الانتصارات على حساب الأهلي والشحانية، وظلا على مقربة من الصدارة والقمة وبفارق ضئيل للغاية من النقاط لم تزد عن نقطة واحدة. حتى الريان وبرغم خسارته الأولى والثقيلة إلا أنه ظل على بعد نقطتين فقط من الصدارة، وأم صلال السادس، والذي واصل الانتصارات على حساب الخريطيات لم يبتعد عن أهل القمة وأهل المربع الذهبي بفارق 3 نقاط فقط. وفي الوقت الذي تغيرت فيه الصورة في الصدارة، لم تتغير الصورة في منطقة الوسط وفي صراع القاع، بسبب الخسائر التي توالت على فرقها، حيث خسر الغرافة والشحانية والأهلي والخريطيات وتعادل قطر والخور تعادلا أشبه بالخسارة. الغرافة والشحانية وبخسارتهما أمام الدحيل والعربي، ظلا في مركزيهما السادس، ومن خلفهما الأهلي بخسارته أمام السيلية، ثم قطر والخور، وأخيرا الخريطيات في القاع بلا نقطة بعد 6 مباريات. عودة السد والدحيل وتألق العربي والسيلية تسببت في ارتفاع نسبة التهديف بشكل كبير حيث سجلت الفرق 23 هدفا في المباريات الست، لكن الملاحظ في هذه الجولة ارتفاع عدد ركلات الجزاء والتي وصلت 6 ركلات منها 4 فقط في مباراة الدحيل والغرافة، كما عادت البطاقات الحمراء للظهور من جديد، بعد توقف للمرة الأولى الجولة الماضية منذ انطلا الدوري. كبح جماح الثقة الزائدة في صفوف فريقه فيريــرا أفضــل مــدرب واصل البرتغالي فيريرا مسلسل إبداعاته مع الفريق الأول لكرة القدم بنادي السد وقاده لتحقيق فوز جديد وعريض على حساب أحد أبرز منافسيه على قمة جدول الترتيب لبطولة دوري نجوم QNB وهو فريق الريان. ولعب فيريرا دوراً مهماً في هذا الفوز الكبير الذي وصل إلى خمسة أهداف دفعة واحدة، ليس فقط لأنه اختار التشكيلة المناسبة، ولكن أيضاً لأنه لعب بالطريقة المناسبة التي تساعده في إحكام قبضته على مجريات اللعب والسيطرة على مفاتيح لعب الريان طوال اللقاء. ويعتبر النجاح الأكبر لمدرب السد هو قدرته على كبح جماح الثقة الزائدة في صفوف الفريق، لأنه يدرك جيداً أن أنديتنا عندما تنجح في تحقيق أكثر من نتيجة إيجابية فإنها تسقط في فخ الثقة الزائدة، حيث يتحلى المدرب بالجدية الدائمة في التعامل مع جميع المباريات. بطــاقـات حمــراء عادت البطاقات الحمراء للظهور من جديد في دوري نجوم QNB بعد أن اختفت للمرة الأولى الجولة الماضية، وبرزت مرتين في الجولة السادسة وكانتا من نصيب مراد ناجي لاعب الدحيل ودودو لاعب قطر ليرتفع العدد إلى 9 بطاقات في 34 مباراة. ثبت للجميع أنه بلا أداء وبلا مستوى الريان انكشف فسقط بسهولة ظهر الريان على مستواه الحقيقي، وظهر وجهه غير الجيد، بعد أن تلقى خسارة قاسية ومؤلمة بخماسية. انكشف الريان، وانكشفت حقيقته وثبت للجميع أنه بلا أداء وبلا مستوى وبلا أي مقومات. في الجولات الماضية وفي تحليل الراية الرياضية للفرق ولمستواها في مباريات الدوري، قلنا إن الريان يرفع شعار جمع النقاط قبل الأداء، وأنه يسعى للفوز حتى لو لم يقدم المستوى المتوقع منه، وحذرنا من الضعف الواضح وغير المعتاد لخط هجومه الذي كان قويا وأصبح بلا أنياب. ووضح للجميع أن الريان لا يملك ما يقدمه وأنه لن يكون قادرا على المنافسة هذا الموسم، بدليل أنه حقق انتصارات ضعيفة على فرق أقل قوة منه، ولم يسجل إلا أهداف قليلة ساعدته على تحقيق استراتيجيته وهي الفوز والنقاط الثلاث قبل اللعب والأداء والمستوى، سقط الفريق الكبير والعملاق في أول اختبار حقيقي أمام الزعيم وتلقى خسارة قاسية ومؤلمة أبعدته من الأول إلى الخامس وأظهرته على حقيقته غير الجيدة والتي كانت واضحة أمامنا وأمام الجميع لكن لم تكن واضحة أمام مدربه الأرجنتيني الفاسكو الذي كان مقتنعا بما يقدمه ومقتنعا بأسلوب اخطف واجري. لا شك أن غياب المحترفين الثلاثة ترك أثره على الريان، وظهر الفارق واضحا بينه وبين السد مكتمل الصفوف خاصة المحترفين، لكن لا يعني ذلك أن يسقط الفريق بسهولة وبخماسية كادت أن تصل إلى أكثر من ذلك لولا إهدار السداوية لبعض الفرص السهلة. حوَّل الكلاسيكو الكبير لسيرك مثير السد.. السهل الممتنع والأداء الممتع لم يكن غريباً على السد الفوز وبخماسية على الريان، ولم يكن غريباً أن يستعيد الزعيم الصدارة والقمة في الجولة السادسة رغم أنه أقل مباريات من باقي منافسيه، فهو أمر طبيعي قياسا بما يقدمه الفريق هذا الموسم من مستويات جيدة، وأيضا باستقراره الفني. ربما يكون الجديد هو اكتمال صفوف السد من جميع النواحي، بجانب وجود البدلاء الأكفاء الذين لا يقلون مستوى عن أي لاعب يبدأ المباراة في التشكيل الأساسي. ليس غريبا أن يكتسح الزعيم منافسه الرياني بسهولة خاصة في الشوط الثاني، فهو فريق له شخصية واضحة، وله أسلوبه الواضح، وخططه التكتيكية، ويعرف لاعبوه بشكل فردي، وبشكل جماعي، ماذا يفعلون داخل المستطيل الأخضر، ويعرفون كيف يدافعون بقوة من الوسط، وكيف يهاجمون بشراسة ويصلون إلى المرمى بسهولة. لا يجب أن ننسى الإعداد البدني في هذا التفوق الكبير، فالسد ورغم أنه قادم من موقعة آسيوية قوية وصعبة للغاية أمام الاستقلال الإيراني الاثنين الماضي في إياب ربع نهائي دوري أبطال آسيا، ومع كل ذلك لم يشعر أي شخص بأن هناك لاعبا في السد يعاني من الإرهاق والتعب أو أنه تعرض للإصابة بشد عضلي أو طلب تغييره لعدم قدرته على مواصلة اللعب. وهذه هي المقومات الحقيقية لأي فريق، أن يكون لديه ما يقدمه في الملعب، وتكون له استراتيجية واضحة، وبعد ذلك يأتي التوفيق وعدم التوفيق للاعبين بشكل خاص والفريق بشكل عام. هذا التفوق وهذا الظهور المميز يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الزعيم قادر هذا الموسم على استعادة الدرع الغائب منذ موسم 2013 أي منذ حوالي 9 سنوات وهي فترة كبيرة للغاية.
مشاركة :