الجسد الفني.. يمرض بـ«المرتزقة»!

  • 9/24/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

شاءت الأقدار أن يُبتلى الجسد الفني الصحفي بمرض "الارتزاق"، فامتلأت الساحة الفنية بمن يطلقون على أنفسهم ألقاب إعلاميين دون أي دلائل تشير إلى ذلك، ومن لا نرى لهم وجوداً في الإعلام بشكل عام، بل بين النجوم وفي الكواليس وفي صدارة المشهد عند أي خلاف أو قضية أو حتى مشروع مهم! تراهم في المؤتمرات الصحفية يتبادلون "المايكروفون" مع الصحفيين والكتاب الفنيين، يأخذون من مساحة الجميع، يسألون ويجاملون ويسعون لإحراج أي صحفي يحاول أن يمارس عمله باحتراف أمام الفنان، وكأنه موجود لـ"يلمع" صورة هذا الفنان فقط، ويذكره بأنه ظهره وسنده في هذه الساحة العريضة التي أوهمه بأنه الفنان الأول.! لذلك فهو فوق الانتقاد والصحافة والجماهير. هكذا وبكل بساطة انقلبت معايير العلاقة بين الفنان والصحافة الفنية، لنصبح أمام جيل من النجوم الذين يعتقدون أنهم فوق الصحافة، بعدما كانت مسطرة الصحافة هي مقياس النجاح التي يحرص على رضاها الفنان حتى يرضي نفسه وجمهوره فيما يقدم! المرتزقة هم أيضاً من يسعون جاهدين لخلق الخلافات منذ الأزل، لذلك تجدهم خلف أي خلاف فني، وأمام الجميع عندما يتطلب المشهد من يتصدره، ينتشرون على الشاشات، يتحدثون بلسان حال النجوم، يعطون آراءهم ويستميتون من أجل الطرف الأغنى "مادياً" أو الأقوى "جماهيرياً" وليس الأحق بالمساندة، وكلما احتد الخلاف زاد وجودهم؛ لأنهم ببساطة لا ينجذبون سوى للبيئة المحتقنة، ولا يطمحون سوى لخلق المزيد من تلك الخلافات. وبدلاً من توحيد المحبة، يحرص المرتزقة على توسيع دائرة الانقسام والكراهية، حتى في حال رحيل أحد أولئك النجوم عن الحياة، لا يتوقفون.. بل تزداد مساعيهم، للعب على أوتار عواطف الجماهير بالاستفزاز! هذه الفئة من أشباه الإعلاميين تسخر حياتها لخدمة فنان معين، لا تعمل كما يعمل الإعلاميون، بل كما يعمل من يسمونهم "المطبلين"، ولا نعلم لمَ يصرون على إطلاق ألقاب كـ"صحفيين" أو "إعلاميين" على أنفسهم، بدلاً من اختيار ألقاب أكثر ملاءمة لما يقومون به كمرافقين أو مستشارين فنيين على سبيل المثال، فهم يهبون أنفسهم مهنياً لفنان واحد، يستميتون للدفاع عنه، ولا يتحدثون سوى عن أمجاده، ولا ينشرون سوى أخباره، ولا يعيشون إلا في ظله! الصحافة الفنية وبرغم كل ما يطالها من تشويه، إلا أن قوانينها لم تتغير، حتى وإن تغيرت مفاهيمها بسبب هذا الأمر وهذه الفئة ممن يصرون على الانتماء إليها دون أن يكون لهم أي مكان فيها، فهي المُقوَم الحقيقي للنجوم وعطاءاتهم الفنية، وهي المقياس الأكثر صدقاً لمدى تفوقهم، والمرآة الأكثر وضوحاً لانعكاسات جماهيرهم وسجل أرشيفهم الزمني، حيث تقوم على الشفافية والجرأة وقوة الرأي والموقف، لذا يحرص الفنان على احترامها وعلى إيجابية طرحها، وليس العكس كما يروج، وإن رأيت صحفياً يخضع لفنان ويهابه كن واثقاً أن لا رابط بينه وبين الصحافة الفنية، بل مجرد "مرتزق" يستغل المسمى من أجل "كم صورة سيلفي" ومبلغ من المال!

مشاركة :