قبل فورة الإعلام الجديد ووسائله المتنوعة كانت ومازالت الأندية الأوروبية تولي المشجع اهتمام كبير جداً، ليقينها بأنه الحلقة الأقوى والهدف الأساسي الذي من أجله تتسابق الشركات على رعايات الأندية والإعلان عن طريقها. لذا نجد أن بعض الأندية سعت ومازالت تسعى لبناء قاعدة بيانات عن جماهيرها ليكون لديها أرقام واضحة تبني من خلالها خططها التسويقية وتستعرض قواها أمام الشركات الراغبة في الوصول لهذه الجماهير، فعلى سبيل المثال، مانشستر يونايتد الذي تجاوزت مداخيله السنوية 581 مليون باوند كأكثر مداخيل فريق كرة قدم في العالم، لم يصل لهذا الرقم مصادفةً أو بين يوم وليلة بل كان نتاج عمل مؤسساتي دائم يسير وفق استراتيجيتها رسمها الإنجليز بناءً على بحوث تسويقية قاموا بها فأعطتهم معلومات شاملة عن مشجعيهم حول العالم والذي تجاوز عددهم 650 مليون مشجع. والبحوث التسويقي جانب مهم جداً تتبناها الأندية العالمية وتنفق عليها كثير من المال والجهد بحثاً عن الوصول للمعلومة الدقيقة التي تساعدهم على بناء وتطوير استراتيجياتهم التسويقية التي عن طريقها تقبل عليهم الشركات وترتفع من خلالها المداخيل. ومع ظهور التقنيات الحديثة التي أخرجت لنا وسائل التواصل الاجتماعي الذي تسمى بالإعلام الجديد، أصبحت مهمة الأندية التي تبحث عن المعلومة أسهل بكثير من السابق، حيث قربت وسائل التواصل الاجتماعي المسافات وأصبحت تمنح الأندية المعلومة الدقيقة عن كل مشجع كما أتاحت للأندية التفاعل المباشر مع جماهيرها، ومنحت للمشجع فرصة الوصل السريع لمسؤولي الأندية ولنجومهم الذين يحبونهم بشكل أفضل وأسرع. أنصار مانشستر يونايتد 650 مليون مشجع من جانبها أدركت بعض الأندية أهمية هذا التحول الجديد فبادرت بفتح حسابات في وسائل التواصل الاجتماعي كمنصات جديد للتواصل والتفاعل مع الجماهير، وركزت الاندية الكبيرة على جانب المحتوى الذي يجذب المشجع ويحفزه على التواصل والتفاعل مع ناديه، وأصبح عدد المتابعين في وسائل التواصل الاجتماعي جانب مهم جداً لدى الأندية ومؤشر رئيس تعتمد عليه بعض الشركات قبل أن ترعى أي ناد، والجدول المرفق يوضح عدد المتابعين للأندية الأوروبية. ويعطي دلالة على أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت توجها جديدا وواقعا حاليا ينبغي على كل ناد التعايش معه وجعله جزءا مهما من خططه واستراتيجياته، تماماً كما فعل مانشستر سيتي الذي ركز في السنوات الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي وتحديداً (المحتوى) الذي ميز النادي عن غيره من الأندية وجعل مداخيله تكسر حاجز 500 مليون باوند لأول مرة في تاريخه. وكي نعرف أهمية المحتوى ننصح بزيارة قناة نادي مانشستر سيتي على اليوتيوب ومشاهدة محتواها المميز الذي جعل عدد مشتركيها يتجاوز 1.4 مليون والمشاهدات تتجاوز 300 مليون مشاهدة رغم أن القناة لم تُنشأ إلا عام 2011. ووسائل التواصل الاجتماعي لم تقتصر على الأندية بل إن كثيراً من الأفراد يتجاوزون بمتابعيهم عددا كبيرا من الأندية، فما بالك عندما يكون هذا الشخص نجما كرويا شهيرا، بالتأكيد أن عدد المتابعين سيتجاوز مئات الملايين، بل إن بعض النجوم عندما ينتقل لناد جديد فإن تأثيرة الإيجابي لا ينحصر على المستوى الفني فقط بل يكون هناك تأثير إيجابي على عدد المتابعين للنادي، تماماً كما حدث لنيمار الذي انتقل لباريس سانت جيرمان ومعه جلب كثيرا من المتابعين لناديه الجديد. وفعل نفس الشيء متابعي النجم محمد صلاح الذين امتلأت بهم وسائل التواصل الاجتماعي لنادي ليفربول. والصورة توضح حجم المتابعين لنجوم كرة القدم في أوروبا.
مشاركة :